تحقق التشكيلة زهرة بوعلي تطوراً لافتاً، في تجربتها الجديدة، التي تعرضها مساء اليوم في صالة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، برعاية الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، فلطالما دأبت بوعلي على إنجاز محاورة خلاقة مع اللون، ليس بصفته خامة، إنما كخلاصة تجربة، وطريقة في الرؤية. حول تجربتها الجديدة، والثيمة التي تنتظمها تقول:"الثيمة العامة لمعرضي الجديد"منمنمات"، الذي هو حصيلة سنوات من العمل المتواصل، مرتبطة أولاً بالطريقة التي رصدت ذاتي مشتغلة بها تلقائياً، في معالجات فنية بأحجام صغيرة، سواء في الرسم الزيتي أو الأكريليك أو في الحفر والطباعة أو المجسمات. ثانياً، هي مرتبطة ببحثي المركز داخل فن المنمنمات والإمكانات اللامحدودة لخلق عوالم واسعة من الأحداث والمساحات والآفاق. كذلك، ومن المنظور ذاته، جاءت معالجات الأعمال ذات الأحجام الكبيرة". وتضيف أن المعرض يقارب"ثيمات ومعالجات بصرية مختلفة، أتركها لاكتشاف الجمهور. لكنها في مجملها ذات علاقة قوية بما عايشته من أحداث، وما أفرزته تلك الأحداث بداخلي من إعاقات ومن أحاسيس مكثفة وعميقة ورؤى فنية مغايرة، حولت اتجاه بحوثي التشكيلية التي كنت خططت لها وبدأت الاشتغال بها". وتتطرق بوعلي إلى هاجسها في اللحظة الفنية الراهنة، فتقول:"تحول هاجسي إلى البحث داخل الذات الإنسانية الخلاقة، وجودها وعلاقتها بالأمكنة والأزمنة والأحداث التي قد تشكل إعاقات لها. رحلة الصراع التي تعيشها هذه الذات للتغلب على إعاقاتها وكيفية الاحتفاظ بذاكرتها ولاوعيها وروحها الخلاقة. وما علاقة كل هذا بتماسك وببقاء الذاكرة الثقافية والحضارة". ويضم معرض"منمنمات"حوالى 57 عملاً ما بين الصغير جداً والمتوسط، وعمل مجسم كبير. كما يضم كتاباً فنياً يدوياً بعنوان"أحفورة مدينة". وتختلف الأعمال من زيتية على قماش وأكريليك على ورق، وبعضها على ورق صناعة يدوية بيد الفنانة، وكذلك أعمال الحفر والطباعة من الزنك والنحاس واللينو. إضافة إلى المجسمات من التركوتا والخامات المختلفة والأعمال المنفذة بتقنيات منوعة. كراس المعرض، حمل قصيدة بعنوان"وثيقة"، من كلمات الفنانة نفسها وتقول كلماتها:"هُنا، بدأتْ لملمة/ روح مبعثرة..../ هائمة/ في الأمكنة.... والأزمان./ الآن،/ ينتصب ضوءٌ..../ يرتحل تبصرٌ..../ يبدأ مخاضٌ،/ لنهوضٍ/ ضد التلاشي".