تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    فصل التوائم.. أطفال سفراء    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منع بث مسلسل "للخطايا ثمن" لأنه تذكر نصيحة الملك فهد ... واعترف بأن إنشاء شبكة الكابل التلفزيوني في السعودية أسوأ قراراته . وليد آل ابراهيم : فرض قانون البث الفضائي علينا ... "كلام فارغ"
نشر في الحياة يوم 20 - 05 - 2008

سيُقدم صدام حسين من وجهة نظر جديدة كما كانت الحال مع"الملك فاروق".
وهل من السهل الحصول على أفضل الأعمال، في ظلّ تهافت المحطات الأخرى على شراء مسلسلات النجوم؟
- تتخذّ الدراما العربية اتجاهاً غير منطقي لجهة الأسعار. فالأعمال اليوم تُباع بأسعار مبالغ فيها كثيراً معتمدة على أسماء نجومها، كعمل يسرا وعمل نور الشريف وعمل يحيى الفخراني.
لذا، أوجّه اليوم رسالة واضحة وصريحة الى المنتجين والفنانين العرب في حال استمروا في الاتجاه اللامنطقي نفسه الذي يسلكونه اليوم سنبادر في"ام بي سي"الى إعطاء المشاهد بدائل عن الدراما العربية، الخليجيّة أو المصريّة أو السوريّة أو غيرها. في الماضي، قلّلنا من عرض الدراما العربيّة واستخدمنا المسلسلات المكسيكيّة المدبلجة التي لاقت رواجاً ونسب مشاهدة كبيرة. واليوم، نقوم بتقديم المسلسلات التركيّة الدراميّة المدبلجة، إضافة إلى العربيّة منها.
وكانت تجربة"سنوات الضياع"مشجّعة للغاية، تلتها تجربة"نور"المشجعة أكثر وأكثر. ورسالتي هذه أوجّهها بكل حرص الى المنتجين الخليجيّين والمصريين والسوريين أيضاً، علّهم يساهمون عبر ترشيد أسعارهم في إيصال المزيد من الأعمال العربيّة إلى المشاهدين.
وهل يمكن أن يُعوّض المسلسل التركي المشاهد ويغنيه عن المسلسل المصري الذي يقدّم نجوماً معروفين عربياً؟
- لن تصدّقي إن قلت لك أن نسبة مشاهدة المسلسل التركي"سنوات الضياع"فاقت المسلسلات المصرية التي قدّمناها سابقاً. يعتمد المسلسل التركي على حبكة قصصية قوية تشدّ المشاهد، علماً بأن بعض الأعمال المصرية اليوم تُنتج لأهداف تجارية بحتة فتُكتب وتُصوّر في اليوم نفسه. وهو ما أدى الى تدهور في نوعية المسلسلات.
المرأة السعودية
صحيح أن"كلام نواعم"أعطى الكثير في مجال قضايا المرأة، وهو يشبهنا أكثر مما يفعل برنامج"أوبرا". ولكننا لم نجد على شاشة"ام بي سي-1"أو"العربية"حملة تدعم قيادة المرأة السيارة في السعودية، على سبيل المثال لا الحصر؟.
- إن قيادة المرأة السعوديّة للسيّارة هي وسيلة وليست هدفاً بحد ذاته. على المرأة السعودية أن تبادر للمطالبة بحقوقها، ونحن جاهزون كي نقدّم لها كلّ الدعم الإعلامي. لقد وزّعنا أخيراً جوائز مسابقة Jones Indiana على"إم بي سي"وقد فازت فتاة سعودية بواحدة من سيارتيّ"هامر"وطلبت أن تتسلمها وتقودها بنفسها في دبي. وكان جوابي: طبعاً، ولمَ لا"الله يحيّيها".
إذاً أنت مع قيادة المرأة السيارة في السعودية؟
- نعم، أنا مع قيادة المرأة السيارة في السعودية وفي كلّ مكان... لا بل أنا مع قيادة المرأة لبعض الرجال! يضحك
بالعودة الى البدايات، من شجعك على اختيار المجال التلفزيوني في سن مبكرة؟
- تأثّرت بالتلفزيون منذ صغري. كنت طالباً في مدرستي في الرياض، عندما كان أخي يتابع دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، ويزوّدني بأفلام وبرامج منوّعات يسجّلها لي من التلفزيون الأميركي.
بعض تلك الأفلام شاهدتها أكثر من ثلاثين مرة. وعندما ذهبت لمتابعة دراستي في مجال إدارة الأعمال، في أميركا، بُهرت بتنوع برامج التلفزيون الأميركي وجودة إنتاجها. في الوقت نفسه، كنا نفتقد، نحن الطلاب العرب، أخبار العالم العربي. أذكر أن الصحف العربية كانت تصلنا متأخرة نحو أسبوع من تاريخ إصدارها، وكنا نتهافت عليها ونتبادلها.
من هنا جاءتني فكرة محطة تلفزيونية عربية تتوجّه الى المغتربين العرب الموجودين في أوروبا، فكانت"إم بي سي"من لندن. وبعد ظهور الأقمار الاصطناعية الساتلايت، تطوّرت فكرة البثّ، لتشمل العالم العربي.
ما الفرق بين وليد آل ابراهيم في ذلك الوقت، عام 1991، وبينه اليوم؟ هل تغيّرتَ؟
- الوقت والتجربة يصقلان الإنسان، فأراني اليوم أكثر خبرة وحكمةً مني بالأمس. لكنني أعترف أنني بتُّ أكثر تشاؤماً مما كنت عليه لدى انطلاق"إم بي سي"عام 1991.
تشاؤمكَ هذا، سياسي أم اقتصادي أم إعلامي؟
- إعلامياً، يُعتبر وضع مجموعة"إم بي سي"اليوم، أفضل بكثير مما كان عليه قبلاً. لقد كانت تجربة إعلامية مليئة بالمخاطر، واليوم يمكن القول إنها تجربة محصّنة بالثقة والخبرة والإنجازات. تشاؤمي سياسي بحت، فالوضع السياسي في منطقتنا التي تعاني عدم استقرار، لا يُطمئن أبداً. المستقبل مجهول، وهذا أكثر ما يُقلقني.
ماذا عن حماستك الإعلامية، هل ما زالت هي هي؟
- حماستي للإعلام ما زالت هي هي. ولكن نضوج التجربة يجعلنا ننظر الى الأمور بشكل مختلف عما كنا نفعل في البدايات.
لم أندم على شيء
لو كان لك أن تعيد مسيرتك الإعلامية من جديد، ماذا كنت تغيّر؟ وهل كانت لتكون المسيرة نفسها؟ هل هناك خطوات ندمتَ عليها، أو ندمتَ لأنك لم تتخذها؟
- لست نادماً على أيّ شيء قمتُ به، فكل خطوة، صائبة كانت أم خاطئة، ساهمت في صقل تجربتي الإعلامية ومنحتني خبرة معيّنة. كل الأخطاء التي ارتكبتها كانت مفيدة، وكان من الأفضل لي أن أرتكبها كي أتعلّم منها.
هل لك أن تذكر لنا بعض هذه الأخطاء؟
- من هذه الأخطاء أننا لم نعطِ البثّ الأرضي الذي كان في المغرب والبحرين والكويت، الاهتمام الكافي. ولو فعلنا، لتجنّبنا أزمة مالية صعبة عاشتها"إم بي سي"من عام 1995 وحتى عام 1997. ومع ذلك أقول إن تلك الأزمة المالية أفادتنا لجهة إعادة النظر في عملنا الإعلامي كله، فتعلّمنا منها وما زلنا نتعلّم حتى الساعة.
كنت من المقرّبين من الملك فهد، رحمه الله، بوصفه صهرك، أي دور كان له في حياتك المهنية والخاصة؟
- لقد كان لي الملك فهد، رحمه الله، كلّ شيء. وقد لعب الدور الأكبر في حياتي. لا شكّ في أن دوره كان أساسياً في كلّ ما فعلته وحققته. الواقع أن اثنين لا أنسى فضلهما عليّ: الملك فهد ووالدي. وقد أسهم كل منهما على طريقته، في تكوين شخصيتي وأفكاري. في مسيرتي المهنية تأثّرت أكثر بالملك فهد، واستفدت من قربي منه، خصوصاً أن الوالد توفّاه الله عام 1986، في بداية حياتي العمليّة.
لم نسمعك يوماً تتحدث عن الوالد، فماذا تذكُر عنه؟
- لقد أثّر في والدي منذ الصغر والى يوم تخرّجي. أذكر أنني عندما عدت من أميركا حاملاً له شهادتي في إدارة الأعمال، نظر في عينيّ، وقال لي:"اليوم تنتهي مهمّتي. أنت الآن مسؤول عن نفسك"، واضعاً إياي أمام مسؤولياتي.
لقد عُرف والدي بحكمته وبُعد نظره ووطنيته وكان من كبار المسؤولين في السعودية، أميراً على مناطق عدة في المملكة. نظرته لأولاده، لم تكن تختلف عن نظرته للشباب السعودي. كان مؤمناً كلّ الإيمان بقدرات الشباب السعودي وضرورة الاستفادة منها لبناء المملكة. لذا كان معارضاً لسفري للتحصيل العلمي في أميركا.
وعندما أصرّيت على السفر، وجّه والدي كتاباً الى الملك فهد يقول له فيه إنني راغب في السفر الى أميركا، لكنه يرفض سفري رفضاً تاماً فأجابه الملك فهد في كتاب يقول إنه يشجّع سفري، خصوصاً أنه لمس لديّ الرغبة الحقيقية في الذهاب الى أميركا. وقد استجاب والدي لرغبة الملك فهد وسافرتُ الى الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة دراستي هناك. وأقولها على الملأ: لولا تدخّل الملك فهد لما سمح لي والدي بالسفر لمتابعة دروسي في الخارج.
كيف استفدت من نشأتك في كنف الملك فهد في تكوين علاقات مع الرؤساء والمسؤولين العرب؟
- تربطني علاقات وطيدة بغالبية المسؤولين والحكّام الذين كانوا على علاقة طيّبة بالملك فهد. أفضل ألا أخوض في الأسماء كي لا أنسى أحداً منهم.
كيف تصف علاقتك بالملك عبدالله بن عبدالعزيز؟
- علاقة مميّزة وقريبة جداً وهو الوالد الحنون لجميع أبناء المملكة. في السعودية ميزة خاصة ألا وهي ترابط العائلة المالكة. فإذا كانت علاقتك بالملك فهد، رحمه الله جيّدة، فهذا يعني ان علاقتك بالملك عبدالله والأمير سلطان والأمير نايف جيدة أيضاً. العائلة السعودية المالكة متماسكة جداً، ولم يكن يوماً أفرادها أطرافاً، بل طرف واحد، عكس ما يحاول أن يروّج له بعضهم.
هل من فرق بين الملك فهد والملك عبدالله في التعامل مع الإعلام؟
- هو الخط نفسه الداعم لحرية الإعلام المسؤول واستقلاليته. والملك عبدالله من المتابعين والمهتمّين بالإعلام، وملاحظاته دقيقة ومفيدة. وهو متابع لما يُبثّ على شاشة التلفزيون، خصوصاً على قناة"العربية". وهذا أمر نعتزّ به.
كيف تصف علاقتك بنائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؟
- لقد كان للشيخ محمد بن راشد الدور الأكبر في انتقال مجموعة"ام بي سي"الى دبي، وهي النقلة النوعيّة التي غيّرت الكثير في مسيرة المجموعة. الشيخ محمد بن راشد شعلة يستنير من وهجها كل من يقترب منها.
وما فعله الشيخ محمد في دبي، لم تستفد منه دبي فقط، بل استفاد منه كلّ من جاء دبي. أتذكّر لقائي الأول به. يومها قال لي:"عندما قررت بناء دبي الحديثة، جمعتُ تجّارها وقلت لهم: إنني أنوي أن أبني دبي، لكنني لن أبنيها وحدي بل بمعيّتكم. وأيّة مكاسب تنتجُ من بنائها ستعود بالفائدة علينا جميعاً".
وأضاف الشيخ محمد موجهاً الكلام لي:"أنا اليوم أريدك أن تشارك في بناء دبي، بعدما وثقتَ في مستقبل هذه الإمارة ونويتَ أن تنقل مجموعتك الإعلامية إليها". فقلت له:"وما المطلوب مني؟". أجابني:"المطلوب أن تنجح، لأنك إذا نجحتَ ستقتدي بنجاحك مجموعات إعلامية أخرى. وسيكون نجاحك بمثابة إعلان ترويجي لمدينة دبي".
رؤية الشيخ محمد كانت بعيدة جداً لا بل أبعد مما تصوّرنا. وما حققه في دبي، فاق ما أخبرنا أنه سيحقّقه. أذكر أنني عندما زرته في مكتبه قبل الانتقال الى دبي، أطلعني على خرائط تمثّل تصوّره للمدينة الإعلامية والشاطئ البحري، وقد كان المكان بعداً صحراوياً شبه خالٍ. فخرجتُ من مكتبه قائلاً في نفسي:"مستحيل أن يتحقّق كل ما قاله. لا بد من إن هذا الرجل يحلمُ". اليوم بعدما أُنجز ما تمّ إنجازه أُدرك تماماً أن ما تحقّق على أرض الواقع أكثر بكثير ممّا أطلعني عليه في حينه. الشيخ محمد بن راشد قائد يحلمُ ويعرفُ كيف يجعلُ من أحلامه واقعاً حقيقياً أجمل من الحلم.
ماذا عن الصداقة التي تربطك بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد؟
- هو صديق بكل ما للكلمة من معنى، أعتزّ بصداقته. قريب مني فكرياً، أستشيره في الكثير من الأمور وتجمعنا بعض الهوايات. الواقع أنني وجدت في الشيخ محمد بن زايد الكثير من الصفات الحميدة والحكيمة التي كان يتمتع بها الملك فهد والشيخ زايد رحمهما الله، مما يؤهله للعب دور سياسي كبير تكون له من خلاله مساهمة بارزة في إحداث تغييرات أساسية في العالم العربي، خصوصاً من خلال اهتمامه الكبير بالتعليم والثقافة ومستقبل الإنسان العربي واقتصادات المعرفة.
السياسة السعودية
هل تشكل السياسة السعودية عائقاً أمام تقدم المجموعة من حيث هامش الحرية اوالمضمون الإبداعي؟
- أبداً، على العكس. فالمملكة لي بلد معتدل، وبإمكانك قياس المواطن العربي على سياساتها الإعلامية، وأعني بذلك انه بامكان أية مؤسسة اعلامية قياس حدود الحرية الحقيقية التي يحتملها المواطن العربي العادي من خلال فهم السياسية السعودية.
فثقافة هذا المواطن الإسلامية والاجتماعية لها حدود يجب ان نحترمها من دون أيّ تفريط في اي اتجاه. هذا الكلام كنتُ قد سمعته من الامير سلمان بن عبدالعزيز في مناسبة الحديث عن الاعلام وحدود الحرية، وقد لمستُ صحّته من خلال تجربتي الإعلامية الخاصة. وهنا أقول إنّ الأمير سلمان صاحب تجربة ثرية في التعامل مع الاعلام السعودي والعربي. أذكر انه قال:"نعم، يمكن ان تكسب جمهوراً خارج حدود الحرية الإعلامية المقبولة، ولكن عليك أن تسأل نفسك ان كنت تخدم بذلك مجتمعك العربي أم مجتمعات الآخرين. الإعلامي يعمل لجمهور مجتمعه، وبالتالي عليه ان يحترم هذا المجتمع واهله، وعليه أن يفعل ذلك من دون مراعاة ما يريده شخصياً بل ما يريده هذا المجتمع.
كمسؤول عن مجموعة إعلامية عربية كبرى، كيف تصف تعاملك مع الأمير سلمان؟
- كن صادقاً مع الأمير سلمان... والبقية تفاصيل. فهذا الرجل يتميز بخصلتين مرتبطتين بعملنا الإعلامي: التجربة الغنية والعاطفة الجيّاشة. والتعامل معه يمنحك دائماً شيئاً جديداً. لعقود طويلة، تعامل الأمير سلمان مع الإعلاميين ويعرفهم واحداً واحداً، ويتابع كل ما يُقال ويُكتب في المسائل المهمة. ولا شكّ في انه أثّر كثيراً في بناء الاعلام السعودي ودعمه للخروج بشجاعة الى العالم.
في الوقت نفسه، لا بدّ من ان أقول ان الأمير سلمان لديه مواقف أساسية في موضوع العمل الاعلامي تقوم على الصدق وحماية المجتمع من الإعلام السيء. كما انه رجل دقيق للغاية في التعاطي مع الإعلام من النادر أن تجدي مثله حتى بين أهل المهنة نفسها، لهذا فان لرأيه، حتى ذلك البعيد عن الرسميات، احتراماً وثقلاً في الوسط الإعلامي.
لديك ستّة أبناء هي المحطات الست لمجموعة"ام بي سي". هل ينافسون أولادك الثلاثة خالد وماجد وهيا؟
- أحاول التوفيق بين عائلة"أم بي سي"وعائلتي الصغيرة قدر الإمكان، وأخصّص لكلّ وقته. أعترف أنني لا أمضي كلّ الوقت الذي أحبّ أن أمضيه مع عائلتي الصغيرة، وذلك لانشغالاتي وأسفاري المستمرّة.
حتى الآن، كفّتا الميزان متساويتان الى حدّ ما... على الأقلّ أم خالد راضية ولا تتذمّر! وهذا هو الأهمّ. يضحك... أعطي الكثير من وقتي لعملي الذي هو أيضاً هوايتي، بمعنى أنني لا أملّ من مشاهدة برامج تلفزيونية وأفكارأعمال مستقبلية، لا بل على العكس، أستمتع بها.
هل توصي أولادك باختيار الإعلام، وهل لمست لديهم ميولاً إعلامية؟
- أعرف أنهم مهتمون كثيراً بالإعلام والتلفزيون على الأقل كمشاهدين أوفياء. في ذكرى مرور 5 سنوات على تأسيس"العربية"، سأل الشيخ محمد بن راشد ابني خالد الذي له من العمر 5 سنوات: ما هي المحطة التي تشاهدها؟ فأجاب: إنها"إم بي سي-2". وكنا نتوقّع أن يجيب أنه يشاهد"إم بي سي-3"الخاصة بالأطفال. فاستغربت وسألته لماذا يحب"إم بي سي-2"؟ فأجاب أنه يشاهدها ليتابع فيلمه المفضّل"سبايدرمان"وپ"شريك".
إذا اختار ولد من أولادك مجال الإعلام، هل تشجعه؟
- لن أمنعه، ولكنني سأشترط عليه أن يختار هذا المجال بعد الإنتهاء من دروسه الجامعية.
ابنتي مذيعة
ماذا إذا رغبت ابنتك هيا أن تكون مذيعة، هل تقبل؟
- أنا مع رغبتها بأي عمل إذا كان فيه خدمة لدينها ومجتمعها.
هل أطلقت على مجلة المجموعة اسم"هيا إم بي سي"تيمّناً باسم ابنتك؟
- اسم"هيا"هو أغلى الأسماء عندي، ولذلك أطلقته على ابنتي، ومن ثم على المجلّة.
لماذا قرّرت الخوض في مجال الصحافة المطبوعة؟ وهل لديك النيّة لإطلاق صحيفة سياسية يومية؟
- مجلة"هيا mbc"هي مجلة ترفيهيّة مختلفة تسعى لتنظيم أنماط المشاهدة لدى المشاهدين لتتزاوج والريموت كونترول. أمّا بالنسبة لإطلاق صحيفة سياسيّة يوميّة، فهو أمر وارد، لكنه متروك لما بعد تهيئة الظروف الملائمة.
أي قناة هي الأقرب الى قلبك؟
- أكيد"إم بي سي-1"لأنها الأساس وحجر الزاوية، ولها في نفسي مكانة خاصة.
لماذا تؤثر عدم الظهور الإعلامي والعمل في الظل؟
- دوري ومهامي وراء الكاميرا وليس أمامها. وشخصياً أؤثر العمل وراء الكواليس.
تصغر مديري محطاتك سناً، كيف تتعامل معهم؟ وهل يشكل السن عائقاً في العلاقات المهنية؟
- كلا، على العكس. لكل مساهماته وإضافاته لإنجاح المحطة، أياً كان عمره. في"إم بي سي"أجيال مختلفة تُسلّم وتتسلّم الأمانة. وقوتنا أننا نعمل كفريق واحد بخبرات مختلفة، وهو ما يضيف تنوّعاً على الإنتاج والأداء.
مواقف وقرارات
هل لك أن تُطلعنا على قرار ندمتَ عليه؟
- أسوأ قرار اتخذته في البدايات كان الشروع في إقامة شبكة الكابل التلفزيوني في السعوديّة في وقت كان البثّ الفضائي في نموّ متزايد. وقد استنفد بناء تلك الشبكة جهداً ووقتاً مدة ثلاث سنوات تسببت لنا في وقتها بأزمة ماليّة أخّرت نموّ المجموعة.
ماذا عن قرار صائب اتخذتَه؟
- أفضل قرار اتخذتُه كان قرار الانتقال من لندن الى دبي، وأنا سعيد جداً بهذا القرار.
سمعنا أنك تنوي الانتقال الى مدينة الإنتاج في أبو ظبي؟
- الواقع أننا باشرنا بناء مقرٍّ عام جديد لنا في مدينة دبي للاستوديوهات Dubai Studio City، وسيكون أكبر من مقرّنا الحالي في مدينة دبي للإعلام. كذلك سيكون لنا تواجد مهمّ في أبو ظبي وفي دول ومدن عربية أخرى مثل السعودية والكويت والأردن ومصر ولبنان وغيرها.
وهل صحيح أنكم تنوون نقل الإنتاج من لبنان بسبب تدهور الأحوال الأمنية؟ وهل هو انتقال موقت أم أخير؟ والى أين؟
- ما حصل أخيراً في لبنان هو أمر مؤسف للغاية وخسارة للجميع بمن فيهم"حزب الله". لم أكن أتخيل يوماً أن يستعمل"حزب الله"سلاحه المعدّ أصلاً لمواجهة اسرائيل في الداخل اللبناني، ضدّ مؤسسات الدولة اللبنانية والمواطنين الأبرياء العزّل والمرافق الحياتية والمؤسسات الاقتصادية.
إن تداعيات هذا"الإنقلاب"سلبيّة بكل المعايير وعلى كل الأصعدة، وتطاول الجوانب الانسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتشكّل بالتالي خطأً جسيماً، لا بل خطيئةً لن ينجو منها أحد على الإطلاق. أما في ما يتعلّق بوجود مجموعتنا في لبنان في الوقت الحالي، فأنا مسؤول شخصياً عن سلامة كل العاملين لدينا، وبما أن وجودنا الإنتاجي في لبنان اليوم أصبح مستحيلاً لأسباب أمنية قاهرة تهدّد حياة الكثيرين بمن فيهم فريق عملنا، لم يعد يسعني إلا أن أبحث عن بدائل خارج لبنان، ريثما يستتب الأمن في هذا البلد الحبيب وتعود الطمأنينة والثقة إليه، فتعود دورة الحياة إلى طبيعتها.
لماذا لا تنتجون في السعودية؟
- سأفشي لكِ بسرّ، نحن الآن بصدد التفاوض مع مدينة الملك عبدالله الاقتصاديّة لإنشاء استوديوهات ضخمة هناك في إطار مشروع مشترك بين"أى آر تي"وپ"إم بي سي"سيعلن عن تفاصيله لاحقاً.
محطة عينك عليها؟
- ليست محطة، بل قناة. عيني على قناة رياضية. فالرياضة مادة رئيسية يعشقها المشاهد، ويجب أن نفكّر في الطرق اللازمة لإطلاق قناة رياضية مجانية مفتوحة البثّ، تُقدّم مواداً ذات قيمة خاصة. نحن على تعاون مع"آي أر تي الرياضية"، وهي قناة ناجحة جداً.
هل هناك محطة تلفزيونية لا تشاهدها أبداً؟
- أنا لا أشاهد الكثير من المحطات العربية. أكتفي بمتابعة نحو 30 قناة عربية وهي التي تحتلّ المراتب الأماميّة في الإحصاءات ولها تأثيرها في المشاهد العربي وتنال اهتمام المعلنين، علماً أن قنوات البث العربية يفوق عددها 400 قناة.
هل لك أن تسمّي لنا بعض القنوات التي تشاهدها؟
- هناك قنوات يجب أن أشاهدها بحكم عملي، مثل قناة"دبي"وپ"ال بي سي"وپ"أبو ظبي"وپ"التلفزيون السعودي"وپ"روتانا"وپ"الجزيرة"وغيرها، إضافة طبعاً للقنوات الإخباريّة العالميّة مثل CNN وغيرها.
أي الصحف تقرأ؟
أقرأ تفصيلاً وبشكل يوميّ صحيفة"الشرق الأوسط"وپ"الحياة"وپ"الرياض"وپ"الوطن السعودية"وپ"الجزيرة"وپ"عكاظ". كذلك أطّلع يومياً على صحف الإمارات:"البيان"وپ"الاتحاد"وپ"الخليج"، وعلى مقتطفات من صحف الكويت ومصر ولبنان.
هل هذا ينطبق أيضاً على المقدّمين العرب، فنراك لا تتابع حوارات سياسية على المحطات العربية؟
- بالنسبة الى الحوارات السياسية، الأمر مختلف. فأنا أشاهد تركي الدخيل أو جيزيل خوري أو إيلي ناكوزي أو غيرهم، إذا شدّني الضيف أو موضوع الحلقة.
هل تعني أن الضيف بالنسبة إليك أهمّ من المقدّم نفسه؟
- كلا، ولكن أحداً لا يشاهد برنامجاً حوارياً من أجل المقدّم فقط.
ماذا ينقص مقدّمينا كي يتألقوا مثل أوبرا ولاري كينغ؟
- المشكلة ليست في المقدّمين، بل في الإعداد حيناً وفي الضيوف أنفسهم أحياناً، الذين غالباً ما يفتقرون الى الاحتراف والصراحة والشفافية. الضيف الأميركي يتكلّم بحرية وصدق، فيضيف الى معلوماتك معلومة، أما الضيف العربي فيتحدّث ساعات كي لا يقول شيئاً، ويضيّع وقت المشاهد في كلام غوغائي.
ما هو سر نجاح المذيعين عندكم أمثال جورج قرداحي الذي لم يستطع أن يحافظ على زخم نجوميته الكبيرة خارج"إم بي سي"؟ والى أي مدى تتمسكون بالمذيعين لديكم؟
- إن سرّ نجاح أيّ برنامج يكمن أولاً في القناة التي يعرض عليها وفي المقدم وفي فكرة البرنامج وفريق الإعداد ومدى قدرة هذا الكلّ على جذب أكبر عدد من المشاهدين والمعلنين.
لديك استثمارات في السينما في هوليوود، فهل تحاول من خلالها التأثير في المحتوى لنصرة العرب وتحسين صورتهم؟
- آمل أن تسهم استثماراتي هذه مع غيري من المستثمرين العرب، في تغيير الصورة النمطيّة التي يرسمها البعض في الغرب عن العرب والمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.