قطع فريق الشباب شوطاً طويلاً نحو الظفر بلقب البطولة المحلية الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد تجاوزه منعطف فريق الأهلي في الدور ربع النهائي من المسابقة بانتصارين كبيرين ورقم تهديفي عالٍ وصل إلى تسعة أهداف، كان نصيب لقاء الذهاب منها في جدة ستة أهداف"نصف درزن"والإياب في الرياض ثلاثة أهداف، ليُعلن الشبابيون رسمياً عن قدومهم بقوة للحصول على الكأس الغالية واستعادتها مجدداً بعدما حازها فريق الاتحاد في الموسم الماضي من أمام الهلال في نهائي البطولة التي كانت تقام بنظام الدوري القديم والمربع الذهبي في آخر المسابقة. وتأهل الشباب بذلك إلى الدور نصف النهائي ليواجه اليوم فارس الرس فريق الحزم الذي أقصى بدوره فريق النصر، في لقاءين سيقامان بنظام الذهاب والإياب، وسيصل"الليث"في حال تجاوزه هذه المهمة إلى المباراة النهائية مباشرة، وسيلاقي الفائز من الهلال والاتحاد، وسيكون قريباً جداً من تحقيق الإنجاز الكبير بحصد كأس البطولة السعودية الأغلى، وهو ما تنتظره الجماهير الشبابية بفارغ الصبر. ونجح فريق الشباب أو شيخ الأندية السعودية، كما يحلو لأنصاره وعشاقه ومحبيه تسميته، في تقديم مستويات أدائية راقية وتحقيق نتائج إيجابية رائعة في منافسات الموسم المحلي الحالي، واستحق أن يكون أفضل فريق سعودي يقدم منظومة إبداعية على أرض الميدان، وأن يحافظ على هويته الجمالية الثابتة ورونقه الجذاب، وذلك بشهادة الخبراء والنقاد والمحللين والمراقبين. وأثبت الشباب أنه من الفرق الكبيرة التي لا تتأثر بالنقص الحاصل بين صفوفه جراء غياب أبرز وأميز العناصر بسبب الإصابات والإيقافات، فكلما غاب نجم عن نزالات الفريق ظهر نجم آخر يحمل لواء النجومية، وكلما عانى الفريق من كثرة الغيابات وزادت مخاوف الجماهير الشبابية يظهر الفريق أكثر إبداعاً وامتاعاً وثباتاً وترابطاً، ما جعل الجميع يؤكدون انه من الظلم ان يخرج"الليث"من الموسم الرياضي خالي الوفاض من دون بطولة في ظل هذه الامكانات الكبيرة والعروض الكروية المبهرة والكوكبة اللامعة من المواهب الواعدة. ويقول النجم النصراوي السابق الناقد الرياضي الحالي ماجد عبدالله ان الشباب يتميز بمزايا لا توجد في الفرق السعودية الأخرى، وهي سهولة نقل الكرة بسرعة فائقة ومن دون فلسفة أو تعقيد، وإجادة التمريرات البينية القصيرة والتحرك من دون كرة ما يسبب إرباكاً كبيراً للفرق المنافسة وخلخلة واضحة لدفاعاتها تسهم كثيراً في انتصارات الفريق وخروجه بنتائج كبيرة وأهداف غزيرة، كما يحدث تحديداً في المباريات الأخيرة في الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين. ويمتلك الشبابيون سلاحاً قوياً يفاخرون به في كل زمان ومكان، وهو وقفة ودعم واهتمام الرئيس الفخري قلب النادي النابض الأمير خالد بن سلطان الذي وفّر كل متطلبات النجاح وسهل من مهمة إدارة النادي وجميع الإدارات التي تعاقبت على قيادة دفة الأمور الادارية في النادي من قبلها، حتى بات الكيان الشبابي من الأندية التي يشار إليها بالبنان، ومن الأندية النموذجية التي تحتل مكانة مرموقة وسمعة مميزة على صعيد القارة الآسيوية. وغرس القائد الشبابي في نفوس الأجيال المتوالية الواعدة مفهوم التحدي بطرقه المشروعة، والتحلي بالأخلاق الرياضية العالية داخل الملعب وخارجه في الاستحقاقات والمسابقات المحلية والخارجية كافة، وان تكون لغة الذهب والألقاب والبطولات والانجازات هي لغتهم السائدة التي يتحدثون بها في المناسبات الكروية، ما أسهم في حصد النادي سلسلة من الألقاب الذهبية والانجازات التي رفعت رؤوس الشبابيين، خصوصاً على الصعيد المحلي، والسعوديين عموماً في المحافل الخارجية. ووفقت إدارة الشباب هذا الموسم في التعاقد مع المدرب الأرجنتيني انزو هكتور الذي قدم المنظومة البيضاء في شكل لافت، جعلها تخطف الأضواء وتسحب بساط النجومية من بقية الفرق السعودية، كما نجح النادي في جلب صانع الألعاب البرازيلي مارسيلو كماتشو الذي شكل مع أبناء عطيف قوة ضاربة في متوسط الميدان، وأخيراً شراء عقدي المدافع الدولي نايف القاضي، والمهاجم ناصر الشمراني الذي حقق لقب هداف الدوري السعودي، واستفاد الفريق من بروز الحارس الموهوب وليد عبدالله ومن معاذ وشهيل وغيرهم من اللاعبين الذين قادوا"الليث"إلى الانتصارات الرائعة في اللقاءات الماضية، ويتأهبون إلى تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين في الأيام المقبلة.