ليلة شبابية ولا كل الليالي، وسهرة كروية تجلى فيها نجوم"الليث"وسطروا أروع مستوياتهم الأدائية ورسموا أجمل لوحاتهم الفنية وحصدوا أغلى ألقابهم الذهبية، ليلة بيضاء، كل شيء فيها نطق باسم الشباب، الأداء والعطاء والثلاثية النارية والفرحة النهائية، ليلة تشرف فيها الرياضيون بلقاء الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين، الذي سلم الكأس الغالية إلى شباب الهمة العالية بعد انتصارهم الكبير في النهائي المثير على منافسهم فريق الاتحاد بثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد على أرض درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي في الرياض. ولم يكن حصول الفريق الشبابي على أغلى الكؤوس المحلية مفاجئاً للنقاد والمحللين والمراقبين والرياضيين، عطفاً على المستويات الفنية اللافتة التي قدمها الفريق في الموسم الرياضي، والنتائج الإيجابية المميزة التي حققها في الاستحقاقات الكروية كافة، والملحمة الذهبية التي توجت مسيرته المظفرة في مساء الكرنفال الكبير، وحولت منافسه"العميد"إلى حمل وديع لم يستطع الصمود أمام الطوفان الشبابي المرعب، ليطير الأبطال وتطير معهم قلوب الجماهير الشبابية الوفية فرحاً وابتهاجاً بفريقها البطل وبكوكبة نجومه اللامعة، التي أكدت أن الشباب هو عنوان الإبداع ومنبع الامتاع في الكرة السعودية. وحسم الشبابيون نتيجة النهائي الكبير منذ وقت باكر، عبر السيطرة الميدانية واللمسات السحرية والتمريرات البينية الذكية واللمحات المهارية، التي ترجمها الظاهرة التهديفية ناصر الشمراني في الشباك الاتحادية قبل ان تكتمل فصول الدقيقة العاشرة من نهايتها، ليواصل الأبطال رسم فنونهم الكروية على المستطيل الأخضر، وينجحوا في إضافة هدفين آخرين عن طريق الموهوب الواعد عبدالله شهيل والبرازيلي الماهر كماتشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، ليحقق الشبابيون اللقب عن جدارة واستحقاق بعد مشوار رائع في المسابقة، كان حافلاً بالنتائج الكبيرة، بعد الانتصار على الأهلي في الدور ربع النهائي 6- صفر ذهاباً في جدة و3- صفر إياباً في الرياض، والخسارة غير المتوقعة من الحزم في الدور نصف النهائي ب4-2 في الذهاب في الرس والفوز عليه 5- صفر في لقاء الإياب في الرياض، ليأتي لقاء الاتحاد في النهائي ومعه تأتي لحظات التتويج لبطل الأبطال الذي سجل 19 هدفاً في خمسة لقاءات فقط. وجدد الشبابيون بإنجازهم الذهبي التاريخي، الذي حصدوه للمرة الأولى من بين الفرق السعودية بطريقته الجديدة، علاقتهم وارتباطهم بعالم الإنجازات والبطولات، وأكدوا أن قصة عشق لا تنتهي تجمعهم مع منصات التتويج، تتجدد في كل وقت وحين، وتتوارثها الأجيال البطولية جيلاً بعد جيل، حتى بات"شيخ الأندية السعودية"منجماً للألقاب الذهبية والبطولات والإنجازات على المستوى المحلي والصعيد الخليجي والعربي والقارة الآسيوية. ولأن الذهب يقف خلفه رجال من ذهب فقد أجمع الشبابيون عن بكرة أبيهم على أن الإنجاز الغالي الذي تحقق ما هو إلا ثمرة من ثمار اهتمام ومتابعة رجل الشباب الأول رئيسه الفخري وقلبه النابض الأمير خالد بن سلطان، الذي استطاع بعقليته وحنكته الإدارية ورؤيته الثاقبة وتخطيطه السليم أن يقود الكيان الشبابي النموذجي إلى ساحة الأمجاد والبطولات، وأن يحلق به في سماء التألق والإبداع والنجومية، وان يجعله صديقاً دائماً لمنصات التتويج وبطلاً متوجاً في الكثير من الاستحقاقات الكروية التي تقام داخل الوطن وخارجه. ويتميز الأمير خالد بن سلطان بحبه الكبير لناديه الشباب وجهده الدؤوب الذي يبذله في صمت بعيداً عن الإعلام، ودعمه اللا محدود مادياً ومعنوياً، ووقفته الصادقة مع كل الإدارات الشبابية المتعاقبة على حد سواء، وآخرها إدارة الرئيس الحالي خالد البلطان وجميع الرؤساء، لذا يعتبره الرياضيون مهندس البطولات والإنجازات الشبابية ومؤسس نهضتها الفعلية، والأمير العاشق والرمز الشبابي الكبير الذي نقل"الليث"إلى آفاق واسعة من التطور والتقدم والاستثمار الحقيقي والنهضة الحضارية، حتى بات النادي يصنف من أرقى وأميز الأندية السعودية في الشرق الأوسط، ومن الصروح الرياضية النموذجية التي يحلم كل النجوم المميزين في الأندية الأخرى بالانضمام إليها، ويتمنى اللاعبون الموهوبون الصغار أن ينطلقوا منها إلى عالم الإبداع والنجومية، ويتعلموا فيها مبادئ الأخلاق العالية والآداب المثالية ومفهوم التنافس الشريف في الاستحقاقات والمنافسات والمسابقات التي يشارك فيها النادي محلياً وخارجياً.