تحول كورنيش مدينة القطيف أمس، إلى مرسم مفتوح، تبارى فيه 50 فناناً وفنانة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأطفال والأهالي، على إبراز مواهبهم الفنية، من خلال الرسم على الكراسي المتناثرة في أرجاء الكورنيش، في حملة نظمتها البلدية والمجلس البلدي، لمواجهة حالات التخريب التي تعرضت لها مرافق عامة في المحافظة، ومحافظات أخرى في المنطقة الشرقية. وأوضح الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن، وهو صاحب فكرة الحملة، أن هذه الحملة"تأتي كحل لمشكلة الكتابة على الكراسي وحاويات النفايات في كورنيش القطيف، باعتبارها ظاهرة غير حضارية تشوه الواجهة البحرية للمحافظة". وقال الضامن:"وجدت في دول أوروبية زرتها، أن الفنانين التشكيليين يرسمون على الجدران، ليطمسوا بلوحاتهم الكتابات والجمل البذيئة. وقد لاحظت أن الواجهة البحرية للقطيف مشوهة، بسبب الكتابات على الكراسي وحاويات النفايات، فارتأيت أن تُمحى هذه الكتابات بلوحات فنية جميلة، تبدعها أيادي الفنانين التشكيليين في المحافظة"، مضيفاً"طرحت الفكرة على 50 فنانة وفناناً تشكيلياً، فأبدوا استعدادهم للمساهمة في تلوين الكورنيش، ثم طرحت الفكرة على أعضاء المجلس البلدي في محافظة القطيف، الذين رحبوا بها، ورفعوها إلى البلدية، التي بدورها لم تتأخر في الموافقة والترحيب بها، فبدأ العمل من الثامنة صباحاً إلى العاشرة، وواصلت بعض الفنانات التشكيليات العمل إلى ما بعد ذلك". ولم يقتصر الأمر على الفنانين، إذ كانت مشاركة الأطفال بارزة في الحملة، مبدين حماسة واعتزازاًَ بما يقومون به، لإظهار محافظة القطيف جميلة. كما أبدى الموجودون في الكورنيش إعجابهم وتأييدهم لما قام به المشاركون في الحملة، وقدموا لهم كلمات تشجيعية، فيما أحضر بعضهم أسرهم، ليشاهدوا ما يحدث، وشارك البعض الآخر في الحملة، في تظاهرة فنية ضد العبث والتخريب الذي يطال الممتلكات العامة. وأوضح عضو المجلس البلدي المهندس جعفر الشايب، أن"هناك تواصلاً مستمراً بين المجلس البلدي وكل مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، بدليل هذا التعاون مع الفنانين التشكيليين"، مشيداً بمبادرة الفنان الضامن، التي"ستعطي الكورنيش مظهراً جمالياً مميزاً". وأضاف"هذه البادرة تبرز كفاءات فنية في القطيف، وتؤكد عمق وطنيتهم وارتباطهم بمحافظتهم وتفانيهم لإبراز جمالها"، موضحاً أن"بلدية القطيف جهزت المواقع، وقدمت خدمات مساندة. ونأمل أن تعكس هذه التجربة الجانب الفني، وتتطور لتغطي الكتابات على الجدران في القطيف كافة، ولا تقتصر على الكراسي والحاويات في الواجهة البحرية". بدوره، أوضح رئيس البلدية المهندس خالد الدوسري، أن الحملة"تهدف إلى تكثيف البرامج التوعوية والتنشيطية والتثقيفية لشرائح المجتمع كافة، حول المحافظة على الممتلكات العامة، التي بُذل فيها المال والوقت والجهد من أجل تطوير وتحسين هذه الأماكن الترفيهية والسياحية"، مضيفاً أنها تأتي"لدعم مشروع تجميل كورنيش القطيف، من خلال رسم المناظر الطبيعية على الكراسي، ما يعكس مظهراً حضارياً وجمالياً للإيحاء للمارة بالسعادة والفرح، وبث روح الوعي للحفاظ على جماله من العبث والتخريب، ودعماً لطموحات الشباب".