اعتبر رئيس مجموعة المحافظين المسيحية الديموقراطية في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي الدكتور كارل لاميرس، دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان فرصة ثمينة لتحقيق السلام في العالم. وقال لاميرس في حديث مع"الحياة":"لا شك في أن الدعوة إلى حوار الأديان أمر في غاية الأهمية، وتكمن أهميته في حاجتنا في الوقت الحالي إلى إحلال لغة الحوار محل العنف والتطرف لأي من الديانات، فما بالك إذا كان صاحب هذه المبادرة هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يعد قائد العالم الإسلامي". وأوضح لاميرس أن أبناء جميع الديانات في حاجة إلى بعضهم البعض، وبالحوار فقط تُحل كل الخلافات. وأكد دعمه لمبادرة خادم الحرمين الشريفين بالقول:"سنناقش هذه المبادرة التاريخية في البرلمان الألماني، وسأنقلها إلى الحكومة الألمانية، فهي دعوة ستعم فائدتها العالم أجمع، وتستحق الدعم والمؤازرة". وعن زيارته والوفد المرافق له الذي يضم نحو 13 عضواً في البرلمان الألماني، قال:"تلقينا دعوة من مجلس الشورى السعودي، وحرصنا على أن تكون زيارتنا إلى السعودية بهذا الحجم، نظراً لأهمية المملكة الكبرى بالنسبة إلى ألمانيا تحديداً وبالنسبة إلى أوروبا عموماً، إذ تلعب السعودية دوراً مهماً ومؤثراً في المنطقة، مضيفاً:"حظيت بشرف لقاء خادم الحرمين الشريفين، وبحثنا معه الأوضاع في المنطقة، والمبادرة العربية للسلام والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي، ومكافحة الإرهاب، وكي لا أتهم بالمجاملة أو التملق إذا قلت إنه يتمتع بشخصية رائعة وفريدة، دعني أذكّر بمقولة للملك عبدالله أسرت العالم بأكمله عقب لقائه بابا الفاتيكان، إذ قال معلقاً على اللقاء:"لقد كان لقاء إنسان بإنسان"، وحقيقة لم أجد عبارة تصف شعوري عقب سماعي ذلك، فهذا القائد العربي المسلم العظيم ذو المكانة العالمية الفريدة، وصف لقاءه بابا الفاتيكان ذا المكانة الكبيرة بعيداً عن الألقاب والمكانة العالمية، مذكراً بأن الإنسانية تأتي قبل الألقاب والمراكز". وعما إذا كانت إساءة بعض الدول الغربية للإسلام قد تخلق هوة بين العالمين الغربي والإسلامي، وموقفه وبلاده من تلك الإساءات، قال:"في البداية لا يجب أن نسميها إساءات دول، فالدول الأوروبية جميعاً، وألمانياً تحديداً ضد الإساءة إلى الأديان، لقد كان للحكومة الألمانية موقف واضح تجاه الرسوم الكرتونية في البداية، ثم فيلم البرلماني الهولندي، وأقولها مرة أخرى نحن ضد الإساءة إلى الدين الإسلامي أو رموزه، إلا أنه يجب أيضاً ألا نهمل ردود فعل الحكومة الهولندية، فقد أعلنت بشكل واضح ورسمي اعتراضها على فيلم النائب في برلمانها أو أي عمل آخر قد يجرح مشاعر المسلمين"، وأضاف:"رفضنا الإساءة إلى الإسلام ليس مجرد موقف ديبلوماسي، إذ ينبع موقفنا من قناعة صادقة بأن الإسلام دين سلام. ولا علاقة له بالإرهاب، وربط البرلماني الهولندي القرآن بالإرهاب أمر عار من الصحة، ونحن كما الحكومة الهولندية نرفضه بشدة، وقد أصدرنا بياناً رسمياً نؤكد فيه للمسلمين قبل غيرهم قناعتنا التامة بأن الإسلام دين محبة وسلام وأنه بريء من الإرهاب، ونوضح مرة أخرى أن أية محاولة لربط الإسلام بالإرهاب هو أمر مرفوض تماماً". وفي ختام حديثه مع"الحياة"قال لاريس عن الحلول التي يمكن من خلالها تعزيز العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي ووقف الإساءات:"لدينا اتصالات جيدة مع العالم الإسلامي، وندرك تماماً أننا جميعاً يحتاج بعضنا إلى بعض. وبالتالي يجب إيصال هذا الأمر إلى شباب العالمين الإسلامي والغربي، ونحن من خلال وجودنا في السعودية الآن، نعبر عن قوة العلاقات التي تجمع العالمين الإسلامي والغربي، خصوصاً العلاقات بين ألمانيا والسعودية".