المباراة الحاسمة التي تجمع فريقي الهلال والاتحاد مساء اليوم تتطلب الكثير من العمل والتجهيز للاعبي الفريق سواء في العمل النفسي أم الفني, وإن كان التجهيز النفسي هو الأكثر أهمية في مباراة مهمة ومصيرية لمشوار طويل لكل الفريقين كانت الأقدار حاضرة أن يلتقيا في نهاية المشوار ويبحث كل منها عن الإطاحة بمنافسه خلال هذه المباراة، حتى وإن كانت الحظوظ على الورق تصب لمصلحة الاتحاد صاحب فرصتي الفوز أو التعادل في هذه المباراة، وصاحب الحظوظ أن تقام هذه المباراة بين جماهيره، إلا أن صاحب الفرصة الوحيدة كالهلال مساء اليوم ربما تدفعه أن يتحرر هجومياً وربما يحقق مبتغاه في التغلب على فريق الاتحاد. ومن المتوقع أن يكون صاحب التركيز العالي والهدوء في التعامل مع أحداث المباراة هو الأقرب دائماً للحصول على أهدافه ومخططاته. المستوى متذبذب ما قدمه فريقا الهلال والاتحاد من مستوى فني خلال منافسات هذا الموسم جاء بشكل متذبذب ومن مباراة إلى أخرى، فالاتحاد عانى كثيراً خلال آخر المباريات وعجز عن تقديم مستوى فني يقنع فيه أنصاره، بل فرط في نتيجة مباريات كانت ستجلب له اللقب من جولات ماضية، ووصل تأثير تدني مستواه في أن يخسر مباراته الأخيرة من فريق سباهان الإيراني في بطولة دوري أبطال آسيا، وفريق الاتحاد على رغم وفرة النجوم في صفوفه، إلا أن المدرب سواريس فشل في إيجاد التوليفة العناصرية التي يضمن فيها تقديم المستويات الفنية الراقية، ليضمن جلب الانتصارات المتواصلة للفريق، لذلك وبحسب الظروف المحيطة في الفريق جدد مسؤولو الفريق الثقة في المدرب لحين تجاوز ضيق الوقت وعدم إيجاد البديل الكفء الذي يتولى تدريب الفريق. وفي الطرف الآخر، عانى فريق الهلال كثيراً من دخوله القوي على المنافسة في جميع البطولات المحلية، وهذا ما تسبب في إنهاك لاعبيه بدنياً ونفسياً، إلا أنه قاوم ظروفه هذه بكل قوة حتى وصل إلى هذه المباراة الحاسمة، خصوصاً أن الضغوط الشديدة التي تعرض لها لاعبوه خلال الجولتين الماضيتين لم تكن سهلة وهم يقابلون أقوى الفرق تنظيماً فريق الشباب، الذي تفوق عليهم على المستطيل الأخضر، وهدّد مرماهم في مناسبات عدة كان للدعيع كلمته القوية في أن يضع الهلال في مباراة حاسمة أمام فريق الاتحاد. وقد تكون للمؤثرات النفسية دور بارز على لاعبي الفريقين في أن تتعطل الكثير من الملامح الفنية خلال مباريات الدوري، بالذات أن المنافسة بينهما أشدت مع الجولات الأولى من الدوري، وكان التركيز ينصب على النقاط الثلاث، من دون التركيز على تقديم المستوى الفني الممتع. هدف المدربين أهمية مباراة الليلة ستجعل حسابات كوزمين وسوارس متشابهة لحد كبير في البحث عن الطريقة والأسلوب الذي يضمن لهما السيطرة والاستحواذ على منطقة الوسط، خصوصاً أن لاعبي هذه المنطقة يمتلكون من المهارات والقدرات ما يرجح كفتهم على منافسهم، في ظل وجود لاعبين أمثال محمد نور وتشيكو وكريري في الاتحاد وطارق التايب وعزيز والغامدي والخثران في الهلال، وقد يعتمد كل مدرب في بداية المباراة على الزج بخمسة لاعبين في منطقة الوسط بحيث تكون طريقة اللعب 4/5/1 ومن ثم يقوم كل مدرب بإحداث تغييرات بحسب سير المباراة، وإن كان مدرب الهلال كوزمين يحتاج إلى دقة كبيرة في اختيار التوقيت المناسب كي يزيد من الجرأة الهجومية في حال بقيت نتيجة التعادل مفروضة على فريقه. مفاجآت التشكيل من الأمور المحتملة التي قد يحدثها سواريس على التشكيل الاتحادي أن يغير من طريقة اللعب في هذه المباراة ويعتمد على 5/4/1 بوجود رضا تكر وحمد المنتشري وأسامة المولد في عمق الدفاع وعلى الطرف الأيمن احمد الدوخي، وعلى الجهة الأخرى عدنان فلاته، وأمام هذا الخماسي يتمركز سعود كريري وعبدالله حيدر كلاعبي ارتكاز، ويبقى محمد نور في الوسط الأيمن وتشيكو في الوسط الأيسر ويعتمد على الحسن كيتا في الهجوم، وربما تجلب له هذه الطريقة الحظوظ الكبيرة في حرمان فريق الهلال من أي مساحة في الدفاعات الاتحادية، خصوصاً أن العمق الاتحادي خلال المباريات الماضية عانى كثيراً من سوء في التمركز والتفاهم ما بين المنتشري وتكر، وأدى إلى تهديد مرمى تيسير النتيف بعدد من الكرات الخطرة. وفي الطرف الآخر لا يمتلك كوزمين الخيارات في تغيير طريقة اللعب التي تعتمد على 4/5/1 إلا حينما يرى عجز لاعبيه في الوصول لمرمى الاتحاد فهذا ما سيجعله يتخلى عن أحد لاعبي الوسط ويقوم بتدعيم الهجوم، سواء بالمحترف ليلو أم المهاجم الشاب المسعود. أوراق بديلة ظروف مباراة اليوم قد تجبر أحد المدربين على الاستعانة ببعض اللاعبين البدلاء ففريق الاتحاد يمتلك إبراهيم سويد كلاعب وسط إضافة للمهاجم طلال المشعل وربما تتم الاستعانة بالمصاب الهداف إلفيس، وفي الفريق الهلال تبقى الخيارات محصورة في المهاجم ليلو مع محمد الشلهوب والدوسري. ولهذا سيكون كل مدرب محتاطاً بشكل كبير في اختيار العناصر البديلة التي قد تسعفه في مواجهة أي ظروف طارئة خلال مجرى المباراة. الدعيع قوة إضافية من العوامل المساندة لفريق الهلال هو وجود الحارس الخبير محمد الدعيع في حراسة المرمى"الأزرق"وهذا ما يبعث المزيد من الاطمئنان للدفاع الهلالي أن أخطاءه وهفواته تجد معالجة سريعة وتصحيح من الدعيع، وهذا لا يلغي الدور الذي يقوم فيه حارس الاتحاد تيسير النتيف مع فريق الاتحاد وتمكنه من ابطال عدد من الخطورة على المرمى الاتحادي، إلا أن الدعيع يتفوق في هذا الجانب، خصوصاً عقب مباراتي الشباب الأخيرة التي كان فيها الدعيع هو حارس المرمى وهو"الليبرو"في منطقة الدفاع، وسيكون لحارسي المرمى دور بارز في ترجيح كفة فريقهم على الآخر. تحولات المباراة مباريات الحسم غالباً ما تكون فيها الغلطة مدفوعة الثمن وتكون فيها فرص التعويض ضعيفة جداً لذلك سيكون للأخطاء الفادحة مثل الحصول على البطاقات الملونة أو النرفزة دور في تفوق فريق على آخر، ومع سرعة وتيرة اللعب ومضي وقت من المباراة ستكون الاحتمالات مفتوحة في وقوع عدد من اللاعبين في أخطاء فادحة ربما تكلف فريقهم خسارة المباراة، وربما خسارة لقب كان قريباً.