تعتبر مباراة اليوم التي تجمع الاتحاد والشباب في نصف نهائي بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين مفصلية ومفترق طرق للفريقين، بل ومباراة رأب الصدع للاتحاد على وجه الخصوص. الشباب مرت عليه ظروف أقصته عن بطولات الموسم قسرياً وتدارك وضعه بالفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد، وتصدر مجموعته الآسيوية، ولذا تعتبر مباراة اليوم أقل ضغطاً على الجهازين الفني والإداري وعلى اللاعبين، لأنهم حققوا انجازاً محلياً وإنجازاً خارجياً ولديهم طموح المحافظة على اللقب الذي تخصصوا فيه الموسمين الماضيين والاحتفاظ بأول نسخة من كأس الأبطال، عكس الاتحاد الذي يلعب بآخر فرصة له هذا الموسم بعد تحول موسمه إلى كساد وبطالة مقذعة. الاتحاد رتب أوراقه عكس كل الفرق، فقد بدأت الفرق المحلية تحضيراتها بالتدرج اللياقي للأعلى أسوة ببقية فرق العالم ووفق الأسس العلمية لعلم التدريب، أما الاتحاد فكان عليه أن يبدأ الموسم وهو في أفضل حالاته الفنية من أجل أدوار الحسم في بطولة الأندية الآسيوية، وبالفعل عمل المدير الفني كالديرون على التخطيط والتفكير الذي يوصله للنهائي الذي كان حينها الأهم وهو يعرف ان الفريق سيمر بمنحنى خطر منتصف الموسم، وهذا ما حصل اذ تكالبت الظروف الفنية والصحافية والإدارية على الفريق، وقذفت به في فوهة البركان ووضعته على صفيح ساخن أفقده توازنه طوال الموسم محلياً وخارجياً. كان هم الاتحاد الأول هو الفوز بكأس آسيا والذهاب للمونديال العالمي للأندية للمرة الثانية، ولكنه خسر النهائي بتمرد الكرة على الفريق الذي كان في أفضل حالاته ثم خسر بطولة الدوري التي كانت بحوزته وخرج مبكراً من كأسي ولي العهد والأمير فيصل بن فهد، وأتت ثالثة الأثافي بسقوطه آسيوياً أمام ذوبهان الإيراني لسوء التشكيل والاعتماد على لاعبين منتهي الصلاحية مثل طلال المشعل الذي لو قدمه الاتحاديون هدية لأي فريق بالدرجة الأولى لرفضوه جميعاً. لم يعد أمام الاتحاد الا بطولة واحدة ستعوضه كل الإخفاق لو تحققت، وهو يلعب اليوم بأفضلية الفوز على أرضه وبين جمهوره بفارق هدفين، وإذا لعب كما فعل في آخر ربع ساعة من لقاء جدة فسيتأهل، أما إذا فتح اللعب أمام شبان الشباب فسيجد صعوبة في إغلاق الشوارع لفارق السرعة والمهارة. الشباب يملك أسلحة التفوق الميداني ويبحث عن صك ملكية الكأس الغالية، والاتحاد في مهب الريح بين رجيع الأهلي وشبان تاهت بهم الدروب. [email protected]