احتشد عدد من محبي الشعر في الأمسية التي نظمها"ملتقى الوعد الثقافي"في الدمام، مساء الإثنين الماضي للشاعر علي الحازمي، وحفلت بمداخلات قدمها شعراء ونقاد ومهتمون بتجربة الشاعر اللافتة. قرأ الحازمي نصوصاً جديدة من ديوان يصدر قريباً بعنوان:"مُطمئناً على الحافة"، ومن ديوانه الثالث:"الغزالةُ تشربُ صورتها". وبدأ الشاعر في تلك النصوص عاشقاً، لكن على نحو جديد. وبدأت المداخلات بسؤال من الشاعر طلال الطويرقي: هل تجزم أن هذه النصوص مكتوبة بإحساسٍ ما دونَ وجودِ امرأةٍ ملهمة؟"، لكن الحازمي لم يجب صراحة، واكتفى بابتسامةٍ عابرةٍ لينأى بنفسه عن مساءلةٍ أخرى، وتساءل محمد عبدالنبي عن دلالات البيئة في مفردة الشاعر، الذي أجابَ أنها"لم تكُن مقصودةً وأنَّ مجموعته الأخيرة مثلاً تخلو تماماً من سطوةِ البيئة". وتساءل فاضل عمران عن"اختلاف وجود المرأة في النص الروائي عن النص الشعري"، وردّ محمد غزوي أن"المرأة واجبة الوجودِ في الشعر"، فيما تداخل المشرف على الملتقى الشاعر حسين الجفال، وقال:"إن المرأة ذاتٌ قبل أن تكونَ جسداً، وأن حضورها الرمزي يُعادل قيمتها الواقعية". وكشف مُقدم الأمسية الشاعر محمد الفوز عن مستوى الحفر اللغوي والعُمق الدلالي في تجربة الحازمي، إذ أشارَ إلى"تكويناتٍ فلسفية بالغة التعقيد في أفكار النص ورؤاه، على رغم وجودِ الرومانسية العالقة بالنصوص واعتمادهِ على التفعيلة في تمظهرات الصور الفنية مبتعداً عن الخطابية". وسأل الشاعر حسن السبع عن اتكاء الحازمي على بحر المتدارك في معظم نصوصه، وأجابَ ضيف الأمسية، قائلاً إنه يكتب نصوصه بلا حذرٍ، وإنه رقيب نفسه ولا يرتهن إلى سلطة أخرى.