أُسدل الستار أمس على منافسات الدوري السعودي بتتويج الهلال بطلاً للدوري، إثر تغلبه على مضيفه الاتحاد بهدف من دون رد، في الجولة الأخيرة من الدوري، فيما قسا الشباب على الوطني بستة أهداف من دون رد، وتغلب الاتفاق على النصر بثلاثة أهداف من دون رد، وكسب الحزم مضيفه الطائي بهدفين لهدف، وتعادل الأهلي والقادسية بهدف لمثله، وكسب نجران الوحدة بثلاثة أهداف في مقابل هدف. على عكس المتوقع، بدأ الاتحاد بضغط هجومي، على رغم أنه الطرف الذي يكفيه التعادل للحصول على لقب الدوري، ونوّع الاتحاد هجماته عبر الأطراف والعمق، وتحصل على إثرها على العديد من ركلات الزاوية والأخطاء القريبة من منطقة الجزاء، التي لم تستغل بالشكل المطلوب، فيما كان الحضور الهجومي لفريق الهلال محدوداً، ويمكن حصره في تسديدة خالد العنقري المخادعة لحارس الاتحاد تيسير آل نتيف، حوّلها بصعوبة إلى ركلة زاوية، والخطأ الذي احتسبه الحكم على رأس المنطقة الاتحادية، سددها طارق التائب في الساتر الاتحادي. التفوق الاتحادي في هذا الشوط جاء ثمرة الحماسة الكبيرة التي ظهر عليها لاعبوه والضغط على المنافس في مختلف أرجاء الملعب لعدم إعطاء الحرية لمفاتيح اللعب الهلالية في فرض أسلوبهم، وهو ما يفسر الاختفاء التام للمهاجم الهلالي ياسر القحطاني طوال فترات هذا الشوط، بعد أن نجح الوسط الاتحادي - الذي كان اللاعب البرازيلي تشيكو أفضل عناصره إلى جانب سعود كريري - في التفوق. نقطة الامتياز في هذا الشوط في الفريق الهلالي كانت من نصيب دفاعه، وحارسه الذي تصدى ببراعة للضغط الاتحادي ونجاحه في تحجيم دور المهاجمين كيتا والفيس، ومنعهما من الوصول إلى المرمى في أكثر من مناسبة. ومع بداية الشوط الثاني، أجرى الهلال تغييره الأول بدخول أحمد الفريدي بديلاً عن ليلو، وكان الهلال أكثر عزماً خلال الشوط الثاني على تغيير الصورة التي ظهر عليها في الشوط الأول، واستطاع البديل الفريدي صنع الفرح الهلالي، بعد أن نجح في تمرير عرضية داخل منطقة الجزاء، اعتلى لها ياسر القحطاني ووضعها برأسية على يسار آل نتيف هدفاً هلالياً أول. بعد الهدف"الأزرق"كشر"العميد"عن أنيابه، وبحث عن هدف التعديل الذي يكفل له البطولة، قابله بحث هلالي عن هدف ثان يعزز به التقدم. ولم تفلح الهجمات أمام بسالة الحارس الهلالي محمد الدعيع، الذي تألق في إنقاذ أكثر من هجمة اتحادية كانت من قدم كيتا 59، وكرر المدافع رضا تكر تهديد المرمى الهلالي من ركلة الزاوية التي حولها برأسه اعتلت العارضة. وفي إطار بحث مدرب الاتحاد البرازيلي سواريس عن التعديل، أجرى تبديلاته الثلاثة في أوقات مختلفة من المباراة، إذ زج بكل من صالح الصقري وعبدالرحمن القحطاني وطلال المشعل بدلاً من عدنان فلاتة ومناف ابو شقير وأحمد الدوخي، في المقابل أجرى مدرب الهلال الروماني كوزمين تبديلين بهدف تعزيز خط الوسط، عندما أدخل عبداللطيف الغنام ونواف التمياط بديلين عن عمر الغامدي وطارق التايب. التغييرات الاتحادية زادت من الضغط الاتحادي على المرمى الهلالي، ولم تجد تسديدة كيتا طريقها للمرمى ومرت جوار القائم الأيسر 65، أما أخطر الكرات فكانت رأسية كيتا التي نجح الدعيع في صدها وعادت للقحطاني الذي سددها بقوة، انبرى لها الدعيع من جديد، عادت لكيتا لكنه أطاح بها عالياً 67. الدقائق العشر الأخيرة شهدت فصلاً جديداً من الإثارة والندية من الفريقين، خصوصاً من الجانب الاتحادي الذي كثّف هجماته بحثاً عن التعديل، وجعل خط الوسط الاتحادي يتقدم جهة الهجوم باندفاع كبير، حتى ان بعض المدافعين تقدموا لمساندة الهجوم، ما تسبب في إيجاد ثغرات في خط الدفاع الاتحادي، حاول الهلال استغلالها من خلال الهجمات المرتدة التي شكل خلالها الفريدي والتمياط والقحطاني خطورة في أكثر من هجمة نجح آل نتيف ودفاع الاتحاد في تخليصها، في المقابل، واصل الدعيع بسالته في الذود عن مرماه بكل براعة عندما وقف في وجه كل الهجمات الاتحادية، ونجح المرشدي في تخليص فريقه من هدف محقق عندما أخطأ الدعيع في كرة سقطت من يده اتجهت لتشيكو وضعها لوب، لكن المرشدي أخرجها قبل ان تصل للشباك وأكملها تفاريس لخارج الملعب 86، لتسير الدقائق بين ضغط اتحادي ودفاع هلالي نجح في الصمود امام الاتحاد، ليعلن الحكم عن نهاية اللقاء بفوز هلالي، مسدلاً الستار على الدوري بعد ان غيّر بوصلة البطولة من جدة إلى الرياض.