لا يعلم والدا طفلين سعوديين سبب إطلاق وافد بنغالي يعمل محفظاً للقرآن في مسجد في أحد أحياء جنوب غربي الرياض متهم بالتحرش بطفليهما، إذ يؤكدان أنه اعترف بفعلته أمام إمام المسجد وشاهدين، في الوقت الذي تقول فيه الجهات الأمنية إن التهمة الموجهة له لا تستدعي توقيفه حتى الحكم في قضيته. بدأت القضية عندما هرع مواطن إلى إمام المسجد قبل نحو ثلاثة أشهر يخبره أن طفله وطفل مواطن آخر تعرضا لتحرش جنسي من الوافد البنغالي، الذي يتولى تحفيظ القرآن لمجموعة من أطفال الحي إضافة إلى عمله في المسجد. ووفقاً لما ذكره إمام المسجد في إقرار خطي حصلت"الحياة"على نسخة منه، فإن الوافد الذي كان يقيم في احدى غرف المسجد اعترف أمام جمع من الناس بالتحرش، وتم تسليمه إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي البديعة. وأضاف الإمام أنه رافق اثنين من موظفي الهيئة ووالد أحد الطفلين إضافة إلى مواطن مواظب على الصلاة في المسجد ذاته إلى سكن الوافد، فضبطوا أموراً عدة تدعو إلى الريبة، وتشير إلى ممارسته السحر والشعوذة، أبرزها كتاب خاص بالسحر، ودفترا شيكات، وثلاثة هواتف نقالة، وصور لبطاقات أحوال سعوديين، وتأشيرات خاصة بعمالة بنغالية، وعدد كبير من السندات والكوبونات الخاصة بجمع التبرعات، وعدد من الطلاسم غير المفهومة. ونقل عن عدد من العمالة البنغالية قولهم ان الوافد كان يتعامل معهم بالربا، إذ ان الألف ريال التي يقرضها يستردها 1200 ريال. وجاء في الإقرار الذي وقعه الإمام ووالد أحد الطفلين ومواطن أن أفراداً في هيئة الأمر بالمعروف أكدوا أن للوافد قضية سابقة مماثلة مسجلة في قسم هيئة طويق. وذكر والدا الطفلين في بيانين يحملان توقيعهما تفاصيل التحرش الذي تعرض له طفلاهما، مشيرين إلى أنه بعد تدخل عدد من الجهات الرسمية لم يتمكنا من معرفة ما آل إليه مصير الوافد خصوصاً بعدما ترددت إشاعات عن تبرئته والإفراج عنه، مطالبين بالكشف عن مصيره للرأي العام، خصوصاً أنها ليست السابقة الأولى له، وأنه اعتاد على التنقل من مسجد لآخر كلما سقط أحد أقنعته على حد قولهما. ولم تقتصر مخالفات الوافد البنغالي على العمل محفظاً للقرآن مع أن مهنته عامل بناء إذ انه بحسب تأكيد عدد من ساكني الحي يتاجر في بطاقات تعبئة الهواتف النقالة ويشغل عدداً من أبناء جلدته في تجارته، وتولى تحرير عقود عرفية بين أفرادها، وتجاوز ذلك إلى المتاجرة في"التأشيرات"وجمع التبرعات لبناء مساجد ومشاريع خيرية في بلاده. ويحرص أحد ساكني الحي على التجول بين المساجد ويلتقي أئمتها، ويحذرهم من الوقوع في فخ المظاهر الخادعة والادعاءات الكاذبة، بينما لا يزال مواطن آخر فضل عدم ذكر اسمه يواصل التنقل بين الجهات الرسمية للتأكد مما إذا كان الوافد غادر البلد ليعود بتأشيرة أخرى أم أنه حر طليق في شوارع الرياض. وقال ل"الحياة"لا أحد يعلم ماذا حل بالوافد البنغالي، ولن يهدأ لي بال حتى أطمئن إلى أنه لا يتربص بضحايا آخرين في مكان ما في بلادنا، وأنه أخذ عقاباً يكفي لردع غيره".