ضرب المدير الفني لفريق الهلال الروماني كوزمين أكثر من عصفور بحجر واحد، بعد أن قاد فريقه للفوز أمس ببطولة كأس ولي العهد على حساب فريق الاتفاق بهدفين من دون رد، إذ أثبت المدرب الهلالي نجاح سياسته الفنية بمنح الفرصة للوجوه الشابة وللاعبين الأكثر جاهزية، فضلاً عن تحقيق أولى بطولات الموسم الحالي لفريقه، وأخيراً الرد على الانتقادات الواسعة التي وجهتها له الجماهير الهلالية. وبدا جلياً منذ اللحظات الأولى التفوق الهلالي، حين نجح"القناص"ياسر القحطاني في احراز الهدف الأول باكراً في الدقيقة السابعة من قذيفة أرسلها من على مشارف منطقة الجزاء، وأضاف التايب الهدف الثاني من ركلة جزاء جاءت عن طريق المدافع البرازيلي تفاريس 36. ولم يكن المراقبون يتوقعون أن يظهر الاتفاق بهذه الصورة الباهتة، خصوصاً في الشوط الأول عطفاً على ما قدمه"فارس الدهناء"في مشوار المسابقة، إذ نجح في إقصاء حامل اللقب الأهلي ووصيفه الاتحاد. لم تكن بداية اللقاء تقليدية كما تعود الجميع في نهائيات الكؤوس، إذ اندفع الاتفاق بحثاً عن هدف مبكر يريحه، ولكن الهلال بادله الهجوم. وكانت أخطر كرات الهلال"تمريرة"التايب، التي وضعت الشلهوب أمام المرمى، إلا أن دفاع الاتفاق كان لها بالمرصاد. ولم يتأخر الهلال كثيراً حتى سجل نجم الفريق ياسر القحطاني الهدف الأول بعد كرة طويلة في العمق الدفاعي، سددها"القناص"على الطائر على يمين حارس الاتفاق عدنان السلمان 8، وكاد"النجم الجماهيري"يعيد الكرة مرة أخرى، إلا أن السلمان كان لها بالمرصاد 9. استغلال الهلال لحال الارتباك بين متوسطي دفاع الاتفاق سياف البيشي وجمعان الجمعان، إضافة إلى غياب العمري كان مؤثراً بشكل كبير في انسجام لاعبي الدفاع"الأحمر". ويبدو أن مدرب الهلال أوعز للاعبيه بالتسديد من بعيد، إذ شهد ربع الساعة الأول أكثر من أربع تسديدات جاء منها الهدف الأول. وأفزع تاغو جماهير الهلال بعد أن اقتنص كرة البرازيلي تفاريس، الذي تهاون في إبعادها، إلا أن الدعيع اقتنص الكرة بخبرة كبيرة 16. وأجبر الانسجام الدفاعي الكبير الذي ظهر عليه الدفاع"الأزرق"مهاجمي الاتفاق على اللعب بعيداً عن منطقة الخطر، وكانت أبرزها كرة بشير 25، التي سددها من على مشارف المنطقة بعيداً عن مرمى الدعيع. وفي ظل وجود خمسة لاعبين بقمصان زرقاء في منتصف الملعب، اضطر رباعي الوسط الاتفاقي إلى الدفاع فقط، وهو ما أثر في الدور الهجومي للاتفاق. ومن ركلة جزاء"صحيحة"تسبب فيها مشعل السعيد، سجل طارق التايب الهدف الثاني بعد وضعه الكرة على يمين السلمان 36. وفي ليلة هي"الأبهى"في مسيرة الهلال خلال الموسمين الماضيين، وضحت سيطرة"الأزرق"على مجريات الأمور في اللقاء. وحاول الشلهوب تسجيل الهدف الثالث بعد أن استغل الكرة العائدة من السلمان ولعبها ساقطة بشكل أكثر من بديع، إلا أنها اعتلت العارضة بقليل 44. وبهدفي القحطاني والتايب، أنهى الهلال أموره في الشوط الأول، ووضع الكأس في طريقها إلى دولاب"الزعيم". بدأ الشوط الثاني في ظل رغبة الهلال في المحافظة على التقدم و الاتفاق في تعديل النتيجة. ووضحت رغبة"فارس الدهناء"في التعديل باستقرار خط وسطه ومحاولة التعديل قبيل فوات الأوان. ولم تشهد الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني أية كرة أخطر من تسديدة الشلهوب التي تسلمها حارس المرمى السلمان 53. وشهدت الدقيقة 56 كرة خطرة هلالية كادت تنهي اللقاء بعد أن تسلم الفريدي الكرة داخل الجزاء وسددها في العارضة حاول القحطاني أن يسجل منها الهدف الثالث إلا أنه لعبها إلى خارج الملعب ضربة مرمى. ويجري مدرب الاتفاق أول تغييراته بإشراك سعد العبود بدلاً من إبراهيم المغنم 57 ويأتي هذا التبديل في إطار رغبة البرتغالي توني أولفييرا في استغلال ضعف القدرات الدفاعية عند المدافع الهلالي الأيمن العنقري وهو الذي واجهه مدرب الهلال بالإيعاز للاعبي الوسط الدفاعي الغامدي وعزيز بعدم المشاركة هجومياً والاكتفاء بأداء الواجب الدفاعي.