دخل القطاع الخاص السعودي على خط الاستثمار في التعليم، من خلال تعاون شركات مع جهات حكومية لتطوير مخرجات التعليم، خصوصاً في مجالي العلوم والرياضيات، نظراً لاعتماد التطور العلمي والتقني على مستوى تحصيل الطلاب في هاتين المادتين. وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور نايف بن هشال الرومي أن قطاع التعليم في المملكة يشهد حالياً تطوراً نوعياً، تمثل في الكثير من المجالات، أهمها دراسة خصخصة التعليم وتطوير الهيكل التنظيمي لجهاز الوزارة وإداراتها، بناء على خطة للسنوات العشر المقبلة، والانتهاء من مشروع بناء الجودة الشاملة في التعليم، وتطوير مهارات المشرفين والمعلمين في مجال تقويم التحصيل الدراسي، وكذلك المشرفين التربويين، وإنشاء مراكز للتدريب التربوي. وقال الرومي خلال كلمته في افتتاح ورشة العمل الأولى حول تطوير العلوم والرياضيات - التي تنفذها شركة العبيكان للأبحاث والتطوير بالتعاون مع ماك جروهل للتعليم - إن مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم تبلغ كلفته بليون ريال، وذلك في إطار رعاية الحكومة للعملية التعليمية، من خلال تخصيص 9 بلايين ريال لتطويرها في المملكة. وعقد الرومي مقارنة بين حجم الإنفاق على قطاع التعليم في المملكة، فأوضح أنه بلغ 169 مليون ريال، منها 151 مليون ريال للتربية والتعليم عام 1380ه، فيما وصل عام 1429 ه إلى 105.5 بليون ريال منها 74.1 بليون ريال للتربية والتعليم، مشيراً إلى تضاعف أعداد المدارس في المملكة من 828 مدرسة عام 1380 ه إلى 24500 مدرسة العام الحالي. من جانبه، أكد المدير العام لشركة العبيكان للأبحاث والتطوير الدكتور علي الحكمي أهمية العلوم والرياضيات وضرورة تعلمهما لما لهما من أهمية كبيرة في مختلف دول العالم، نظراً لاعتماد التطور العلمي والتقني على مستوى تحصيل الطلاب في هذه المواد. وقال إنه انطلاقاً من رغبة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مواكبة التطور المتسارع في العلوم والرياضيات، فقد حظي تطوير مناهج العلوم والرياضيات باهتمام خاص منهم، إذ تم تناول ذلك في عدد من مؤتمرات القمة لدول المجلس. ولفت إلى تبني مكتب التربية العربي لدول الخليج - والذي تهدف برامجه إلى الإسهام في تحسين بيئة التعليم والتعلم في مدارس الدول الأعضاء من خلال تطوير المناهج ومنها العلوم والرياضيات - هذا المشروع الذي يعنى بتطوير مناهج الرياضيات والعلوم للدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، بالاستعانة ببيوت خبرة عالمية متخصصة. وعن أهداف المشروع قال الحكمي إنه يقوم بإعداد وطباعة وتوريد الكتب الدراسية والمواد التعليمية الأخرى لمادتي العلوم والرياضيات للدول المشاركة في المشروع في مكتب التربية العربي لدول الخليج، وفقاً لحاجاتها، بالاعتماد على ترجمة سلسلة عالمية من الكتب الدراسية للعلوم والرياضيات ومواءمتها، لتصبح مناسبة لبيئة الدول المشاركة في المشروع. وذكر أن دول المنطقة ترغب في مواكبة التطور في مجالي الرياضيات والعلوم والمستجدات في مجال تصميم المواد التعليمية واستراتيجيات تدريسها وتقويمها، بما يتلاءم مع المعايير العالمية والنظريات التربوية الحديثة، وتوفير بيئات تعلم مشجعة على تحقيق مستويات جودة عالية، وتحسين مستويات تحصي الطلاب وتوظيف التطور التقني في الاتصالات والمعلومات في هذا المجال. وعن الورشة التي أُقيمت لتطوير معلمي ومشرفي مواد الرياضيات، التي تُختتم اليوم، قال الحكمي إن هذه الورشة تهدف إلى إكساب المتدربين خبرة نوعية في التطوير التربوي وعناصر وآليات تطبيقه للتوصل إلى الأهداف المرجوة من التطوير، وكذلك تعريف المتدربين بكيفية تفاعل الأنظمة التعليمية المتنوعة مع عمليات تطوير التعليم من خلال نماذج يتم عرضها لهذا الغرض.