قدرت هيئة الري والصرف في الأحساء، حجم الوفر في كمية المياه، بسبب استخدام وسائل الري الحديثة، بنحو 14 ألف متر مكعب للهكتار في السنة، ما أدى إلى انخفاض في نسبة المياه المستهلكة لأغراض الري بنحو 50 في المئة، عما كان يُستهلك في نظام الري بالغمر. وقدرت إدارة الهيئة عدد الحيازات الزراعية في واحة الأحساء، بنحو 23 ألف حيازة، تنتشر على رقعة زراعية مساحتها الإجمالية 16 ألف هكتار، تتخللها شبكة من قنوات الري الأسمنتية بطول 1500 كلم، تكملها شبكة من قنوات الصرف المفتوحة بطول 1200 كلم. وتشكل هذه الشبكة من القنوات"منظومة متكاملة"، تعرف ب"مشروع الري والصرف في الأحساء". وتعتبر أشجار النخيل المحصول الرئيس في تلك الحيازات، إذ يصل عددها إلى نحو مليوني نخلة، ممثلة في ذلك أهم الواحات الزراعية في المملكة، في مجال إنتاج التمور. وتعتمد هذه الحيازات على نظم الري السطحي غمر كامل المساحة، التي يصاحبها في أوقات كثيرة فقد للمياه وضياعها، لصعوبة السيطرة والتحكم، نتيجة اتساع أحواض الري ونمو الحشائش، إضافة إلى عوامل بشرية وفنية أخرى. وأكدت الهيئة منذ توليها المهام الإدارية والتشغيلية لهذا المشروع،"اهتمامها بتطوير الري السطحي، وفي خطوة طموحة بادرت إلى تنفيذ برنامج للتعريف بأنظمة الري الحديث، ونشره بين المزارعين كبديل لأنظمة الري السطحي". وعملت الهيئة في المراحل الأولى من البرنامج، على تنفيذ دراسة وتقييم أنظمة الري الحديث الملائمة لظروف مزارع النخيل في الواحة، وعلى وجه التحديد ما يعرف منها ب"الري الموضعي"، أي ري أجزاء محصورة في دائرة قطرها اثنين إلى ثلاثة أمتار، حول أشجار النخيل من طريق المنقطات، أو الفوارات، أو المحابس، ونظراً لتعدد مصادر المياه واختلاف نوعيتها والعوامل المحيطة في المزارع،