شهدت العاصمة السعودية في الأيام الماضية"تظاهرة"مسرحية غير مسبوقة على مستوى المسرح السعودي، تتمثل في مهرجان المسرح السعودي الرابع الذي اختتم عروضه أول من أمس الخميس، في مركز الملك فهد الثقافي. وربما نجحت وزارة الثقافة والإعلام في"رمي الكرة"في ملعب المسرحيين، بعدما هاجمها الأخيرون كثيراً بسبب تأخرها في اتخاذ قرارات تنهض ب"مسرح سعودي"يلحق على الأقل بركب مسارح الدول المجاورة مجلس التعاون الخليجي. إذ لم تمض أشهر على تأسيس جمعية المسرحيين السعوديين، حتى أقيم مهرجان المسرح السعودي الرابع بعد انقطاع دام نحو ثماني سنوات. ولا يجير النجاح فقط لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية فقط، بل إنّ وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية نجحت في إقامة أسابيع ثقافية داخل السعودية وخارجها، شاركت فيه فرق مسرحية سعودية كثيرة. ولم تكتفِ الوزارة بإعادة المهرجان والتكفل بإقامته كل عامين على الأكثر، بل وافقت على دعوة أكثر من 50 مسرحياً عربياً، وتكفلت بإقامتهم طوال أيام المهرجان 12 يوماً، كما تكفلت بإقامة كل أعضاء الفرق المشاركة والمسرحيين المدعوين لكل الأيام، وهو ما يحدث للمرة الأولى على مستوى المهرجانات المسرحية السعودية. تضاف إلى ذلك الندوات الفكرية وورشة التدريب اليومية المجانية. ولعل أهم ما يحسب لوزارة الثقافة والإعلام والقيمين على المهرجان من المسرحيين، غير ذلك، تخصيص أماكن للنساء لحضور العروض المسرحية، والمداخلة في الندوات التطبيقية المخصصة لمناقشة تلك العروض. وربما بذلك وفي ظل إمكانات وزارة الثقافة والإعلام وصلاحياتها الاجتماعية، تزيح الوزارة عن كاهلها التهمة وتقلب الطاولة على المسرحيين السعوديين، لتحمّلهم مسؤولية النهوض بالمسرح السعودي. "الأحساء"تكتسح وفي حفلة ختام مهرجان المسرح السعودي التي أقيمت أول من أمس الخميس، في حضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل، نيابة عن الوزير إياد مدني، اكتسحت جمعية الثقافة والفنون - فرع الأحساء، نتائج المسابقة التي شاركت فيها عشرة عروض من مناطق مختلفة في السعودية. ولم تكتسح"جمعية الأحساء"عن مسرحية"موت المؤلف"، على مستوى الجوائز التي حصلت عليها، وأهمها الجائزة الكبرى، فقط، بل إنها حضرت كمرشح قوي في الجوائز الأخرى التي لم تحصل عليها. وجاءت الجوائز على النحو الآتي: جائزة أفضل عرض مسرحي ذهبت لجمعية الثقافة والفنون في الأحساء عن مسرحية"موت المؤلف"، وحصل سامي الجمعان على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية"موت المؤلف"، وجائزة أفضل موسيقى ل"موت المؤلف"، أفضل ممثل ثانوي لسلطان النوه عن دوره في مسرحية"موت المؤلف"، وجائزة أفضل ممثل أول حازها مناصفة راشد الورثان عن دوره في"موت المؤلف"وأسامة خالد عن دوره في"الرقص مع الطيور". فيما ذهبت جائزة أفضل إخراج مناصفة بين أحمد الأحمري عن مسرحية"حالة قلق"وشادي عاشور عن مسرحية"الرقص مع الطيور"، وذهبت جائزة أفضل أزياء لمسرحية"الرقص مع الطيور"، أما جائزة أفضل ديكور فذهبت للسعودية الدكتورة سمية محمد عن ديكور مسرحية"الرقص مع الطيور". ولم تغفل لجنة التحكيم العروض المميزة لفرق واعدة، إذ ذهبت جائزة أفضل ممثل واعد لهائل بن عقيل لدوره في"ربما يأتي الربيع"، وأفضل مخرج واعد لسلطان الغامدي من نجران عن إخراجه لمسرحية"اللعب على خيوط الموت"، التي حصلت أيضاً على جائزة أفضل إضاءة. لجنة التحكيم العربية المكونة من الدكاترة حسين المسلم من الكويت وانتصار عبدالفتاح من مصر وعبداللطيف المسناوي من المغرب، إضافة إلى عبدالناصر الزاير من السعودية ومحمد قطاف من الجزائر، لم تخجل في خطابها الذي قرأه رئيس اللجنة حسين المسلم من الإشارة إلى عروض ضعيفة جداً لا ترقى إلى ذائقة الجمهور ولا تحترمه، بل إن اللجنة طالبت المنظمين بانتقاء العروض ومشاهدتها قبل الموافقة على مشاركتها في الدورات المقبلة. كما أوصت اللجنة بعرض المسرحيات المميزة في مدن المملكة الأخرى، إضافة إلى تكثيف الدورات المسرحية للنهوض بمسرح سعودي يرقى إلى نظرائه في الدول العربية الأخرى. وعلى رغم أن نتائج لجنة التحكيم التي لا تعرف تاريخ الفرق السعودية وترشيحاتها ذهبت لفرق أو لشخوص لهم تاريخهم في المسرح السعودي، كفرقة"جمعية الأحساء"و"جمعية الرياض"و"ورشة الطائف"، بناء على عروض هذه الفرق التي تعد الأفضل في هذا المهرجان، فإن"لزمة"المهرجانات المسرحية السعودية المتمثلة في التشكيك في لجنة التحكيم، ظهرت أول من أمس، إذ اعتبر البعض أن اللجنة جاملت بعض الفرق بناء على أن بعض الجوائز ذهبت مناصفة! ورفض ذلك الكاتب المسرحي المعروف فهد الحارثي أحد مؤسسي"ورشة الطائف"، الذي قال ل"الحياة":"كفانا تشكيكاً.. فعلى رغم أن ورشة الطائف وبتاريخها المسرحي الطويل لم تحصل سوى على جائزة الإخراج، ورشحت لجوائز أخرى، فإنني أحترم لجنة التحكيم ورأيها الذي بُني على وعي مسرحي واضح، وحتى إذا لم نتفق معهم فهم نجحوا بأي حال من الأحوال في عملية التحكيم المعقدة". بعيداً من كل ذلك، ألقت الإعلامية منيرة المشخص خطاباً شكرت فيها مدير المهرجان ووزارة الثقافة والإعلام التي سمحت لكل زميلاتها وللنساء بحضور العروض المسرحية. وفي الصدد ذاته، احتفل الحضور من النساء أول من أمس بعد انتهاء حفلة ختام مهرجان المسرح السعودي بإلقاء الورد من المقصورة، معبرين عن فرحتهن بالسماح لهن بحضور العروض المسرحية والمشاركة بمداخلات في الندوات التطبيقية التي تبعت كل العروض المسرحية.