من أجمل الرسائل التي تلقيتها على بريدي الالكتروني خلال الاسبوع الجاري ما بعثه أحد الأصدقاء، وهو استشهد بقصة رمزية لتجسيد الحال في كثير من المجالات، ومن ضمنها حال الادارة الرياضية في بلادنا، تقول الرسالة:"جرى سباق تجديف في زمن غابر بين فريقين أحدهما محلي والآخر ياباني، وكان لكل فريق قارب يحمل على متنه تسعة أشخاص، وفي نهاية السباق انتصر الفريق الياباني بفارق لافت، وبتحليل النتيجة من جانب مختصين وجدوا أن تشكيلة الفريق الياباني تتكون من پمدير للقارب وثمانية مجدفين، بينما تشكيلة الفريق المحلي تتألف من ثمانية مديرين ومجدف واحد! وعقب النتيجة المخيبة أمام اليابانيين قرر المسؤولون عن الفريق المحلي تغيير جلد فريقهم، والطريقة التي وضعوا بها التشكيلة، ليتكون الفريق الجديد من مدير واحد على نحو المنتخب الياباني.. وخلال ايام تمت إعادة السباق على أمل أن يكون الفريق المحلي منافساً قوياً لخصمه، بيد أن السباق انتهى بتفوق اليابانيين مجدداً وبفارق يفوق نتيجة السباق الأول، ما جعل المسؤولين عن الفريق المحلي يستنجدون بلجنة مختصة غير تلك الأولى لتحليل مجريات السباق ومعرفة اسباب الخسارة، وبظهور نتائج أعمال اللجنة وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بالتشكيل السابق نفسه الذي يتألف من مدير للقارب وثمانية مجدفين، بينما الفريق المحلي خاض السباق بتشكيل يتألف من مدير عامپ وثلاثة مديري تجديف وأربعة مديرين لشؤون المجدفين، ومجدف واحد! فقرر مسؤولو الفريق المحلي محاسبة المخطئ بناء على توصية اللجنة فتم الاستغناء عن خدمات المجدف الوحيد في الفريق وتحميله مسؤولية الخسارة في السباقين". القصة على رغم أنها أقرب الى الطرفة إلا أنها لا تختلف كثيراً عن الواقع في كثير من القطاعات الرياضية، فالمسؤولية أصبحت بمثابة تشريف وليست تكليفاً ومدعاة لتمديد الأرجل والاسترخاء، بل أصبح من الوجاهة إلقاء المهام الى أسفل الهيكل الاداري وتطويق أشخاص محددين من صغار الموظفين الذين يعملون بكامل طاقتهم بحبل المسؤولية وسياط المُساءلة، ما يجعل التقصير تهمة تُلقى على الصغير ويتبرأ منها الأكبر مرتبة وقدراً! وغالباً ما يُدار كثير من الهيئات الرياضية والأندية المحلية بجيش من المديرين من دون أن يكون لتلك الجمهرة عائد يوازي كثرتها وتنوعها، فهؤلاء بحث بعضهم عن المنصب طلباً للمكانة الاجتماعية أو الشهرة أو المال من دون أن يضع في حسابه أن ذلك المنصب ليس بحاجة الى شخص خامل معطل القدرات، وكثيرون لا يعرفون توصيف مناصبهم ولا المهام التي يجب أن يقوموا بها، حتى يكونوا موظفين منتجين يستطيعون تقديم فائدة للمنشأة التي يخدمونها، بل انهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن تأدية المهام بحماسة وجدية أمر مسيء ولا يليق بمن يحتل منصباً، على اعتبار أن العمل من شأن الأدنى مرتبة، فالانجاز يحسب للمدير والتقصير ينسب لأصغر موظف في الهيكل الاداري.. فنحن على استعداد للتضحية بمن يعمل ويخطئ على حساب الاحتفاظ بمن يخطئ ولا يعمل! پ [email protected]