صدر حديثاً عن الدار الوطنية الجديدة بالخبر, كتاب (المسافر إلى هناك) للدكتور صالح بن ناصر الحمادي الجزء الأول، يقع الكتاب في 231 صفحة من القطع المتوسط، ويحمل بين دفتيه الكثير من الموضوعات التي تحاكي هموم الإنسان والحياة. واستعرض المؤلف في مقدمة الكتاب أنواع السفر مع الأهل والأصحاب ومع الذات، وركز على أهم وأصعب سفر في حياة الإنسان وهو السفر دون جواز، السفر إلى هناك، حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ويقدم الدكتور الحمادي الكثير من الموضوعات الشيقة والحكايات النادرة، وأصعب لغز في العالم، وأصعب أسئلة دينية، وأخطر كوارث شهدتها البشرية، وأشهر شخصيات تاريخية، وقصص نادرة عبر تاريخ البشرية، وحكم وطرائف وأقوال مشاهير، وأجمل قصيدة لخلف بن هذال في سودة عسير. وتشارك الدار الوطنية الجديدة في معرض الرياض المقبل بالكتاب، حيث وجهت الدعوة للمؤلف لتوقيع النسخة الأولى في معرض الرياض للكتاب، كما تشارك به في معرض سلطنة عمان ومعرض أبو ظبي . ويقدم الدكتور الحمادي في كتابه صورة من كلام الحكماء، حيث ينقل عن أحد الحكماء "سئل حكيم: ما دروس الحياة التي على البشر أن يتعلّموها؟ فأجاب: ليتعلموا ألاّ يقارنوا أنفسهم مع الآخرين، ليتعلموا التسامح ويجرّبوا الغفران، ليتعلموا أنهم قد يسبّبون جروحاً عميقةً لمن يحبون في بضع دقائق فقط، لكن قد يحتاجون إلى مداواتهم سنوات طويلة". وينقل الدكتور الحمادي في كتابه، أنبل صور الوفاء في قصة صديقين يمشيان في الصحراء، وخلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه، فكتب الذي ضُرب على وجهه على الرمال: اليوم أعزُّ أصدقائي ضربني على وجهي. استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدا واحة، فقررا أن يغتسلا، فعلقت رجل الذي ضُرب على وجهه في الرمال المتحركة وبدأ في الغرق، لكن صديقه أمسكه وأنقذه من الغرق، وبعد أن نجا الصديق من الموت كتب على قطعة من الصخر: اليوم أعزُّ أصدقائي أنقذ حياتي. الصديق الذي ضرب صديقه وأنقذه من الموت سأله: لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال؟ والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة؟ فأجاب صديقه: عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال، حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحوها! ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر، حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوها!" ولم يهمل الدكتور الحمادي في كتابه فن الرد وسرعة البديهة، حيث ينقل أبرز الأمثلة عن الجواب المسكت للكاتب الإنجليزي برناردشو حين قال له كاتب مغرور: أنا أفضل منك، فإنك تكتب بحثاً عن المال، وأنا أكتب بحثاً عن الشرف، فقال له برناردشو على الفور: صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه. وكذلك قصة الأعمى الذي تزوج بامرأة فقالت له: لو رأيت بياضي وحسني لعجبت، فقال: لو كنت كما تقولين ما تَرَكَكِ المبصرون لي . ويحمل الكتاب قصة متخيلة تدل على عواقب سوء الإدارة لسباق تجديف بين فريقين سعودي وياباني، كل قارب يحمل على متنه تسعة أشخاص، وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً، وبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من مدير واحد للقارب و8 مجدفين والفريق السعودي يتكون من ثمانية مديرين ومجدف واحد. حاول الفريق السعودي تعديل التشكيل ليتكون من مدير واحد مثل الفريق الياباني وتمت إعادة السباق مرة أخرى، وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً تماماً مثل المرة السابقة، وبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من مدير واحد للقارب و8 مجدفين والفريق السعودي يتكون من مدير عام و3 مديري إدارات و4 مديري أقسام ومجدف واحد، فقرر الفريق السعودي محاسبة المخطئ، فتم فصل المجدف!