سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيصل يصف الملك عبدالله ب "الشجاع" ... وولي العهد ب "الكريم" في احتفال تسليم جائزة الملك فيصل العالمية . خادم الحرمين : أقبل الجائزة لا اعترافاً بفضل "شخصي" ولكن نيابة عن كل مسلم ومسلمة خدموا الإسلام
توج خادم الحرمين الشريفين حفلة تسليم جائزة الملك فيصل العالمية بحضوره مساء أمس، وقال مخاطباً الحضور:"أصارحكم أن أول ما خطر بذهني حين سمعت بترشيحي لجائزة أخي الملك فيصل - يرحمه الله - لخدمة الإسلام أن أبادر إلى الاعتذار، فهناك من المسلمين له من الأعمال والتضحيات ما يجعله أحق مني بهذا التكريم، ولكن حسن الظن بأعضاء لجنة الجائزة وثقتي إن شاء الله في نزاهتهم جعلتني أتردد وأفكّر، ورأيت بعد استخارة الله أن أقبل الجائزة لا اعترافاً مني بفضل شخصي، ولكن نيابة عن كل مسلم ومسلمة ممن خدموا الإسلام بصمت بعيداً عن الأضواء ودون انتظار جزاء أو شكور". وأضاف في كلمة ألقاها عقب تسلمه جائزة خدمة الإسلام لهذا العام:"إن العالِم المسلم في مختبره والجندي المدافع عن وطنه، والواعظ الذي يدعو إلى الاعتدال والموظف النزيه، الذي يرفض الإغراءات والقاضي العادل المنصف، والعامل الذي يعمل بيديه ويتقن عمله، والطالب الذي يثابر على دراسته وتحصيله، كل هؤلاء يخدمون الإسلام، وباسمهم في كل مكان من ديار المسلمين يسرّني قبول هذا التكريم وأهديه لهم جميعاً". وفي ختام كلمته شكر الملك عبدالله"الإخوة في المؤسسة على اختيارهم لشخصي، سائلاً العلي القدير أن يعينني على حمل المسؤولية لما فيه خدمة ديني ثم وطني وأهلي شعب المملكة العربية السعودية والمسلمين قاطبة". وشهدت الحفلة حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والعلمية والثقافية والإعلامية، في مقدمهم ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. من جهة أخرى وصف رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الأمير خالد الفيصل خادم الحرمين الشريفين ب"الملك الفائز والقائد الشجاع والمبادر الواثق"، كما وصف ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ب"الكريم والقوي والحليم والعظيم". وقال في حفلة تسليم جائزة الملك فيصل العالمية مساء أمس في مؤسسة الملك فيصل الخيرية:"يا له من مساء يتألق فيه ملك ويتجلى فيه علماء وتحلق فيه جائزة، يا له من مساء تجتمع فيه العقول احتفاء بالعلم وتقدم فيه الجهود خدمة للسلم، وترتقي فيه الأمم لمستوى القيم". وأضاف:"يا له من مساء تمتزج فيه السياسة بالعلم والسلطة بالحكمة والخير بالمقصد، الإجلال لعلم السلطة وسلطة العلم، والتهنئة للجميع والسلام". من جانبه، أوضح الأمين العام لجائزة الملك فيصل الدكتور عبدالله العثيمين ان منح الجائزة لخادم الحرمين الشريفين"تقديراً لإنجازاته الجليلة التي تمثلت داخل السعودية، بتحقيق العديد من المشاريع الرائدة العظيمة اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وتعليمياً وعمرانياً، وهي مشاريع تصب في مصلحة المواطنين بعامة وذوي الدخل المحدود بخاصة"، مشيراً إلى أن انجازات خادم الحرمين الشريفين على الصعيد الخارجي،"تمثلت في الوقوف بحزم مع الحق بالنسبة إلى قضايا الأمة العربية والعالم الإسلامي، وبخاصة قضية فلسطين وبذل كل ما يستطاع لإصلاح ذات البين بين الأشقاء من العرب والمسلمين". وتتالت كلمات الفائزين بجائزة الملك فيصل في مختلف الفروع. وهنا مقتطفات مما قاله الفائزون. أحمد الناصري الأدب إن الاهتمام بالمصطلحات ضروري، وقد وجد المعاصرون تراثاً عربياً في هذا العلم فبنوا عليه ما استجد، وكانت المجامع العربية قد عُنيت به، وأصدرت معاجم مصطلحات في الآداب والعلوم والفنون وغيرها، وما تزال ترفد الباحثين والمترجمين بكل جديد، فضلاً عما يقوم به مكتب تنسيق التعريب في الرباط، ومعهد الدراسات المصطلحية في فاس، وبعض المؤسسات العلمية في كثير من البلدان العربية. لقد تجمعت جهودي المعجمية بعد سنين طوال، ولم تذهب سدى، وكان نصيبي هذا العام أن مُنحت جائزة الملك فيصل العالمية، فحمداً لله حمداً كثيراً، وشكراً للذين وجدوا في جهودي ما فيه الفائدة والنفع، ويستحق التكريم، فرشحوني لنيل الجائزة، وشكراً لمن قرَّروا منحي هذه الجائزة التي لها دلالات سامية يقدرها من عانى الدرس والتحصيل والبحث في ما هيأ الله ? تعالى ? له من أسباب فتحت له الطريق، ومضى لا يعرف غير البحث والتأليف، لينفع وطنه وأهليه، ويقدم للبشرية ما فيه الخير. محمد رشاد الحمزاوي الأدب لا شك في أن قضايا المصطلحية العربية المعروضة علينا هذه السنة، سواء بأقطارنا العربية الإسلامية، وفي مقدمها أرض الحرمين الشريفين، أو خارجها، تعتبر من أمهات العلوم. فلقد نزلها العرب المسلمون في عهودهم الزاهرة منزلة العناية في جميع العلوم والفنون، خدمة لكل الأمم والشعوب، مما يشهد به تراثنا الزاخر بالمصطلحات المتنوعة، ومنها مجازات القرآن الكريم ومصطلحات الحديث الشريف والنحو والمعجمية والفلك والرياضيات والفلسفة والمنطق والهندسة... الخ التي استفاد منها القريب والبعيد، في الماضي، وفي الحاضر. دونالد دين ترنكي الطب إن لهذه الجائزة أهمية كبيرة بالنسبة إلي في هذا الوقت الذي أحاول فيه مضاعفة جهودي لتحقيق المزيد من التطور في رعاية ضحايا الحوادث على مستوى العالم، فهذه الجائزة المميزة ليست تقديراً لجهودي فحسب بل ? وهذا هو الأهم ? تمثل إدراكاً لما لطب الحوادث ورعاية المصابين من أهمية في البلدان النامية حيث تُسبب الحوادث ? باختلاف أنواعها ? وفاة كثير من الشباب وعدد من المضاعفات الصحية الخطيرة لدى الناجين، مما ينعكس سلباً على المجتمع وأسر الضحايا. إن نسبة الوفيات السنوية الناتجة من الحوادث في الدول الأوروبية تبلغ في المتوسط حوالى 60 في المئة، أما في الدول النامية فإن حوالى 11-14 في المئة من جميع الوفيات السنوية تسببها الحوادث. بيزل آرثر بروت الطب من دواعي سروري أن يُضاف ما حدث من تقدم في علاج الجروح ليصبح جزءاً من انجازات الفائزين بالجائزة. لقد تحقق ذلك التقدم نتيجة للجهود المشتركة لعدد من العلماء. وإنه ليسعدني أن يشاركني الجراحون والعلماء الآخرون ممن سعدت بالعمل معهم في مجال علاج الحروق هذا الشرف المتمثل في تقدير لجنة الاختيار للجائزة لأعمالنا. البروفيسور رودجر فينر العلوم غمرني إحساس مثير أوشك لساني أن ينعقد بسببه وأنا أطالع الرسالة التي تزفُّ خبر فوزي بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لهذا العام. ولكن العجز عن الكلام ليس ما تتوقعونه مني الليلة. فاسمحوا لي قبل كل شيء ? أن أعبر عن عميق إحساسي بالفخر، لأن ما قضيت العمر أبحث فيه، وهو دراسة الخصائص الحسية والحسابية العجيبة لحشرة مذهلة، فقد وجد كل هذا التقدير العظيم المتمثل في منحي جائزة الملك فيصل العالمية الشهيرة في العلوم. كارول هيلينبراندنيابة عن الفائزين السابقين لا شك أن الفائزين الموجودين في الرياض هذا المساء يستجمعون ذكرى ذلك اليوم، وما وجدوه من حفاوة غامرة، وما عاشوه من تجربة لا تُنسى. اسمحوا لي بالإشارة هنا إلى أمر شخصي، ولو انه يخص أحد الفائزين السابقين، فقد كان من بين الذين فازوا معنا بالجائزة عام 2005 السير ريتشارد دول ? الذي كان وقتها في التسعينيات من العمر - وقد تم تكريمه تقديراً لإنجازات حياته في الطب المتعلقة بدراسة الصلة بين التدخين وسرطان الرئة. لقد كان دول يمتلئ حماساً وطموحاً، وظلَّ يعمل في مختبره حتى آخر يوم في حياته، وكانت كلمته المؤثرة عند تسلمه للجائزة مُفعمة بالمحبة للإنسانية أجمع. وعلى رغم تباعد دروب حياتينا، أصبح دول صديقاً لي، تعلمت منه الكثير. لقد مات بعد أشهر قليلة من لقائنا في الرياض، فلم أتمكن أبداً من تلبية دعوته لشرب كوب من الشاي معه في منزله في اكسفورد، ولكن شيئاً ما تغيَّر في حياتي، فقد زادت ثراءً بعد أن عرفته، ومن أجل ذلك، أيضاً، أشكر جائزة الملك فيصل العالمية.