قال استشاري الاستزراع السمكي، الدكتور فيصل عبدالعزيز بخاري في ورقة بحث قدمها خلال ورشة عمل التلوث البيئي، التي أقيمت أخيراً في جامعة الملك عبدالعزيز، إن المؤشرات الإحصائية دلت على أن هناك تناقصاً واضحاً في كميات الأسماك التي تم اصطيادها، خلال السنوات العشر الأخيرة في منطقة مكةالمكرمةوجدة. وأكد أن كميات الأسماك شهدت تناقصاً من 5019 طناً إلى 4121 طناً أي بنسبة 17.9 في المئة و 12140 طناً إلى 9062 طناً بنسبة 25.4 في المئة، وشمل النقص أعداد الصيادين وقواربهم ومعدلات صيدهم. وأشار بخاري إلى أن الامتداد الساحلي لمحافظات منطقة مكةالمكرمة يتيح فرصاً استثمارية في مجال الاستزراع المائي، كبديل للتناقص في مصادر الأسماك في الطبيعة، بالإضافة لتوفير فرص وظيفية بديلة للصيد في المزارع المائية لمواطني المحافظات الساحلية. وقدم بخاري أمثلة لتطبيقات ناجحة للاستزراع المائي تمت بمركز المزارع السمكية بمحافظة جدة. واشتمل التطبيق الأول على استزراع الربيان الأبيض في البرك الشاطئية للبحر الأحمر والخليج العربي، فيما اشتمل التطبيق الثاني على تربية أسماك السيجان"الصافي"في الأقفاص العائمة في الخلجان الساحلية للبحر الأحمر. وبلغ إنتاج الربيان الأبيض عشرة أطنان للهكتار في العام الواحد، بينما بلغ إنتاج أسماك السيجان 40 كيلو غراماً، ولكلا التطبيقين دورة إنتاج في العام. كما دلت نتائج تطبيق ثالث على إمكانية إنتاج مشترك من الربيان وأسماك السيجان"الصافي"معاً في نظام التربية المختلط في البرك، وهناك إمكان لإنتاج أنواع أخرى على نطاق واسع مثل أسماك البلط وأسماك الهامور وأسماك القاروس والسخلة. وحدد لضمان استدامة المنتج المستزرع من الأحياء المائية تجارياً، مراعاة التعامل مع المعطيات البيئية في المنطقة الساحلية بالكثير من الاهتمام، وذلك بمعالجة مياه"الرجيع"من برك الاستزراع، ليس فقط للمحافظة على بيئة بحرية سليمة بل لضمان تزويد مشاريع الاستزراع البحري بمصدر جيد، غير ملوث، من المياه الساحلية. يذكر أن مزارع الربيان تقوم حالياً بزراعة شتلات نباتات الشورى في قنوات صرف مياه البرك"الرجيع"قبل إلقائها في المنطقة الساحلية كمرحلة من مراحل المعالجة البيولوجية، وسيؤخذ في الاعتبار مستقبلاً تربية أحياء أخرى مثل الرخويات"خيار البحر"والمحار"اللؤلؤ"والأعشاب البحرية وأسماك السيجان وغيرها من الأحياء نباتية التغذية.