ألمح تجار إلى زيادة جديدة محتملة في الأسعار خلال الأيام المقبلة، لتواصل الأسعار ارتفاعاتها القياسية بعد أن بلغ سعر الطن 3300 ريال، بعد تطبيق 5 زيادات متتالية، بواقع 140 ريالاً في المرة الأولى، و250 ريالاً في الثانية، و140 ريالاً في الثالثة، و250 ريالاً في الرابعة، و250 ريالاً في المرة الأخيرة التي حدثت قبل نحو أسبوعين. وقال تجار إن شركات الحديد أصبحت لا تخبرهم بمواعيد الزيادات في الأسعار، وتجعلها مفاجئة، إلا أنها تقوم قبل فترة بإشاعة أخبار عن احتمال ارتفاع في الأسعار كتهيئة للرفع الحقيقي، الذي أصبح مفاجئاً للجميع. وقال تاجر الحديد أحمد المزيعل إن الأسعار في ارتفاع مستمر، ويتحملها في الغالب المستهلك، مؤكداً أن الارتفاعات الأخيرة كانت في فترات متقاربة، ما أحدث إرباكاً حقيقياً للمشاريع والمقاولين. وأضاف أن أسعار الحديد 8 ملم وهو المستخدم بشكل واسع في بناء المنازل أصبح سعره 3300 ريال، فيما أصبح سعر الحديد 16، 18، 20 ملم 2660 ريالاً، مشيراً إلى أنه بدأ يشهد تباطؤاً في عمليات الشراء، ما سيؤثر في حركة التشييد خلال السنوات المقبلة. وأضاف أن ارتفاع تكاليف مواد البناء وفي مقدمها الحديد الذي ارتفع خلال سنتين بنحو 250 في المئة، سيؤثر في حركة البناء، إذ زادت بنحو 100 في المئة عن السابق. وقال إن الشركة السعودية للحديد والصلب حديد التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك، تعزو ارتفاع الأسعار إلى زيادة أسعار خام الحديد، وارتفاع تكاليف النقل البحري لكريات خام الحديد وتجاوز ارتفاعها الأرقام المتوقعة، وكذلك ارتفعت أسعار خردة الحديد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار كتل الصلب بصورة كبيرة، مؤكداً أن هذه الدورة من الأسباب هي التي يتم تكرارها مع كل ارتفاع، ولا يجد المستهلك سبيلاً غير الموافقة على الزيادة والتعاطي معها كأمر واقع. وأشار إلى أنه لا يختلف اثنان على أن ارتفاع الأسعار عالمي، وهو مرتبط بالمتغيرات التي طرأت على السوق العالمية، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا العالم، إلا أن المختلف عليه نسبة الزيادة، وتفاوتها بين المحلي والعالمي، والاتكاء الدائم على مقولة إن أسعار السلع في المملكة أرخص من الأسواق المجاورة، وكأنه مبرر لرفع الأسعار حتى وإن لم تكن هناك حاجة للرفع. وأوضح أنه لا أحد من التجار يتحدث عن العودة إلى الأسعار القديمة، أو حتى التي سبقت الزيادة الأخيرة، كما أنه لن يتحدث أحد عن الأسعار الحالية بعد تطبيق الزيادة المتوقعة، على رغم الوعود المتكررة بتثبيت الأسعار أطول فترة ممكنة. يذكر أن اجمالي مبيعات حديد"سابك"في عام 2007 بلغ نحو 4.659 مليون طن، في مقابل 3.907 مليون طن للعام 2006، بزيادة 19 في المئة. وشهدت المبيعات من المنتجات الطويلة 3.227 مليون طن في عام 2007، في مقابل 2.807 للعام 2006، بزيادة 15 في المئة، كما شهدت المبيعات من المنتجات المسطحة 1.432 مليون طن في عام 2007، في مقابل 1.100 طن للعام 2006، بزيادة 30 في المئة، واعتبرت شركة"حديد"أن هذه الأرقام قياسية في تاريخ"سابك"، التي تعتبر أكبر منتج للحديد والصلب في الشرق الأوسط. يذكر أن شركة"سابك"حققت أرباحاً صافية خلال عام 2007 بلغت 27 بليون ريال، بزيادة بلغت نسبتها 33 في المئة مقارنة بأرباح العام 2006 التى كانت 20.3 بليون ريال، كما رفعت الشركة أرباحها التشغيلية بنسبة 32 في المئة إلى 41 بليون ريال، في مقابل 31 بليون ريال في العام الذي سبقه