سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية يرى أن وسام الشرف الإنساني تقدير عالمي لولي العهد وتتويج لمسيرة المؤسسة . فيصل بن سلطان ل "الحياة" : "الغيرة" السلبية القاتلة أسوأ ما يمكن أن تقع فيه المؤسسات "غير الربحية" !
يأتي منح وسام الشرف الإنساني الأعلى العالمي لعام 2007 لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية تأكيداً للدور الفاعل الذي تقوم به المؤسسة وفروعها في خدمة الإنسانية قاطبة داخل السعودية وخارجها في المجالات كافة الطبية والتعليمية والثقافية. وقبلها تُوّجت مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية أفضل منظمة إنسانية على المستويين العربي والإسلامي، بشهادة"منظمة المحسنين الدولية"، ومقرها العاصمة البريطانية، وحيثيات القرار تستند إلى معايير صارمة اشتهرت المنظمة الدولية بالتزامها، وتتصدرها: كفاءة الأداء وشفافية العمل وأصالة الأهداف الإنسانية ونسبة التبرعات ومعدل وصولها إلى مستحقيها الفعليين. وتتنافس للحصول على هذه الجائزة المعنوية المحترمة كبريات المؤسسات والشخصيات الخيرية في العالم. أما مدينة سلطان للخدمات الإنسانية فقد بهرت البروفيسور ريكرهارد شولتس، أحد أشهر أساتذة جامعة"لابيزج"الألمانية عقب زيارته المدينة فعبر عن رأيه قائلاً:"إنّ أداء المدينة يضاهي أفضل المراكز المماثلة في ألمانيا، وربما يفوقها في بعض التخصصات". من هنا كان لنا هذا الحوار الشامل مع الأمين العام للمؤسسة الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي يشرف شخصياً على سير المؤسسة من أجل تحقيق غاياتها النبيلة، التي رسمها لها ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. الأمير فيصل بن سلطان.. لنبدأ حوارنا بما اطلعنا عليه أخيراً عن منح الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وسام الشرف الإنساني الأعلى لعام 2007، من المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات.. كيف تقوّمون هذا الإنجاز؟ - هذا الوسام تقدير عالمي مستحق لأمير الإنسانية سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهو تتويج لأداء المؤسسة وتأكيد على ريادتها لنيل هذا الوسام، وهو شهادة حق على تميز مبادراته، ونجاحها في الإسهام الفاعل في قطاعات تنموية، وأيضاً هو تأكيد على الدور الذي تقوم به المؤسسة وفروعها وبرامجها الخيرية داخل المملكة وخارجها، وهو ما استحق هذا التكريم العالمي من مؤسسة ثقافية دولية هي المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات، والذي يتخذ من السويد مقراً له. كما أنّ هذا التقدير الذي جاء بناء على تقويم شامل لما تقدمه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، سواء على صعيد التنمية الثقافية أم الاجتماعية أم الصحية هو تتويج لكل منتسبي المؤسسة، وتوثيق لعطاء سلطان الإنسانية، صاحب الأيادي البيضاء في مسيرة العمل الخيري، وهو ما يجسّد أيضاً التقدير العالمي الذي تحظى به المملكة العربية السعودية عموماً لدورها في مجال العمل الخيري والإنساني، ولما تتميز به كمجتمع مسلم قائم على التكافل والتراحم. إنّ هذا التكريم يبعث على الفخر والاعتزاز، خصوصاً أنّ حيثيات منح الوسام لولي العهد أشارت إلى أنّ اختياره تم بعد تقويم شامل لسير المرشحين من رواد العمل الخيري والإنساني في العالم، إذ تم اختيار شخصين من بين 36 شخصية عالمية لهذا الوسام، وأشارت لجنة التحكيم إلى أنّ الأعمال الخيرية والإغاثية والصحية والتعليمية والثقافية والبيئية والاجتماعية والخدمات الإنسانية، حظيت باهتمام كبير لدى الأمير سلطان بن عبدالعزيز ? حفظه الله ? في مجالات ومناشط وطنية وإقليمية ودولية عدة من دون تمييز بين عرق أو لون أو دين. كما أنّ تلك الحيثيات تعكس متابعة دقيقة لأنشطة ولي العهد ولمبادراته الخيرية والإنسانية، وأيضاً تشير إلى الاطلاع على برامج وفروع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وما تتميز به من منهجية ورؤية، سواء على صعيد تنوع الخدمات أو اتساع مظلتها، أو شمولها لكل الجنسيات من دون تفريق، هذا إلى جانب التخصص والتطور والأداء العلمي وفقاً لأرقى المعايير. وشخصياً أعتبر هذا التكريم دافعاً لكل منسوبي المؤسسة لمزيد من العطاء والتميز، وأنّ ما تحقق خلال تلك الفترة القصيرة هو قياسي بكل المعايير، وإن كانت تطلعات وتوجيهات الرئيس الأعلى أكبر وأوسع من ذلك. لكل مؤسسة كبرى أهداف ورؤى واستراتيجيات تسعى إلى بلوغها، فما أهداف ورؤية واستراتيجيات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية؟ وما تقويمكم للأداء على طريق تحقيق الأهداف الأساسية لها؟ - تنطلق مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية من رؤية جوهرية، بأن تكون صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية مميزة للمجتمع. ورسالتها الأمّ هي مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم، بناء على قناعة راسخة لدى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الرئيس الأعلى للمؤسسة، بأن كرامة المواطن المحتاج للمساعدة تقتضي مؤازرته للتغلب على ظروفه وتهيئته ليعود عضواً نافعاً في مجتمعه، وهي قناعة تضرب بجذورها في مبادئ ديننا الحنيف وفي الهدي العملي من سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلّم، الذي علّمنا قيمة العمل المنتج بمنهج عملي رائع. أما الأهداف التي تسعى المؤسسة إلى بلوغها لتحقيق رسالتها، فيمكن إيجازها في رعاية الفئات المحتاجة في المجتمع من الناحيتين الصحية والاجتماعية، ودعم البحوث المتخصصة في مجال الخدمات الإنسانية، وتوسيع فرص الاستفادة الوطنية من التقنيات الحديثة عبر إقامة مشاريع رائدة، للتعريف بالمستجدات العلمية وتوظيفها في خدمة المجتمع ومسيرة التنمية. يضاف إلى ذلك مساعدة الباحثين والدارسين في الحصول على ما يلزمهم من معلومات حديثة من مصادرها في سائر أنحاء العالم، عبر توثيق التعاون مع الجامعات الكبرى ومراكز البحث الرصينة والتعاون مع المستشفيات المرموقة والمراكز الطبية العالمية وربطها بالمستشفيات داخل المملكة عبر وسائل الطب الاتصالي المتطورة لتقديم خدمات صحية راقية وشاملة لأفراد المجتمع والعمل على بناء رأي عام واع بحاجات المعوقين والمسنين، وسبل التعامل الراقي والسليم معهم، وتوفير ما يستحقونه من رعاية. المدينة موضع فخر يلاحظ أن اسم مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية هي الأكثر حضوراً في أذهان الناس من بين الطيف الواسع لمجالات عمل المؤسسة، ما تفسيركم لذلك؟ وبعبارة أخرى: هل هذا يسركم أم تشعرون بأنه يغطي على جوانب لا تقل أهمية وعطاء، وهي بالتالي جديرة بالمستوى نفسه من الاهتمام لدى شرائح اجتماعية أوسع؟ - بل إن ذلك موضع ارتياحنا لأنه يطمئننا إلى أن إنجازاتنا تلقى التقدير، فالنجاح هو الذي يعكس ثقة الناس، وما تحقق في المدينة خلال السنوات الماضية يؤكد جودة أدائها، ويفسر اعتقاد البعض بأنّ خدمات المدينة هي المحور الرئيسي في أداء المؤسسة. وكيف لا يظن بعض المواطنين ذلك إذا علمنا أن المدينة قدمت خلال العام الماضي فقط خدماتها في مجال الرعاية علاجاً وتأهيلاً إلى نحو 100 ألف مريض، وهو الأمر الذي ضاعف ثقة المجتمع بخدمات المدينة والدور الذي تقوم به، خصوصاً بعد اكتمال منظومة العمل فيها، سواء في ما يتعلق بالكوادر البشرية أو التجهيزات في أقسامها المختلفة، سواء في أقسام التنويم، أو عيادات التأهيل، أو العيادات الخارجية، أو مركز تنمية الطفل والرعاية الصحية المنزلية، وعيادة الجبائر، والأطراف الاصصناعية، الأمر الذي أدى إلى تحقيق زيادة بمعدل 115 في المئة في عدد المستفيدين خلال العام الماضي وحده. "مديونت"اسم يختصر عملاً رائداً لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز، لكنه ليس مشهوراً لدى غير المتخصصين، فهلاّ تفضّلتم بتسليط الضوء على هذا الجهد المميز؟ - لا شك في أن"مديونت"مشروع رائد وفريد في مجال تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي داخل المملكة العربية السعودية، وربطها بمراكز الأبحاث والتعليم الداخلية والعالمية، إذ يقدم البرنامج خدمات الطب الاتصالي المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، وأنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، والتعليم عن بعد، وكذلك تصميم وتجهيز الشبكات، وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة، وأيضاً التدريب المتخصص وأنظمة التجارة الإلكترونية. وخلال العام المنصرم، حقق البرنامج توسعاً ملحوظاً عبر توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركات محلية ودولية. وهذا يقودنا إلى عناية المؤسسة بالمجال العلمي بشكل عام، فقد أنشأت المؤسسة مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية، وتنطلق فكرة هذا المركز من إيمان عميق لدى الرئيس الأعلى للمؤسسة بأن العلم هو أحد أهم محاور التنمية، والقاطرة التي تقود المجتمع لحياة أفضل، ومن ثم فقد وجه - يحفظه الله - بإنشاء مركز على غرار أحدث المراكز العلمية العالمية، يكون مصدر إشعاع وتطوير، وتتوافر فيه كل الإمكانات التقنية ومصادر المعلومات التي يحتاجها المهتمون والدارسون والمتخصصون. وتتضمن آلية عمل المركز العديد من الأنشطة العلمية والثقافية إلى جانب انه متحف علمي مجهز بأحدث وسائل التقنية، لتغطية كل ما يتعلق بتاريخ العلوم، إذ يمكن بلمسة زر الاطلاع على المنجزات العلمية في مجال علوم الأرض، وعلوم الفضاء، وعلوم البحار، والعلوم الطبية، إضافة إلى تاريخ المملكة العربية السعودية، وتم تصنيف هذه المعلومات وبرمجتها بشكل مبسط في الحاسب الآلي، بحيث يستطيع الجميع استخدامها والوصول إليها بأيسر السبل، فقد تم إنشاء هذا المركز وفقاً للمنظور الجديد في التعليم الذي هو التعليم من خلال الترفيه، وبلغت كلفة إنشائه 265 مليون ريال. واختيرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لاحتضان هذا المركز لقناعة الرئيس الأعلى بأنها جامعة عريقة ومتخصصة في العلوم، إضافة إلى أنها مؤسسة غير ربحية، فرأى أن تكون هي مقر هذا المركز ليخدم طلابها ويخدم الباحثين والزائرين للمنطقة، ويكون رافداً من الروافد التي تدعم رسالة هذه الجامعة والمجتمع بوجه عام. أما في ما يتعلق بالشق الأكاديمي من أنشطة ومشاريع المؤسسة، فهو حافل بالبرامج، منها برنامج المؤسسة للتربية الخاصة، وبرنامج الدراسات العربية والإسلامية في جامعة بيركلي في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية، وبرنامج الدراسات العربية والإسلامية في جامعة بولونيا في ايطاليا، وكذلك دعم وتبني العديد من الأبحاث المهمة. وماذا عن دعمكم للجهود العلمية في داخل المملكة؟ - تتبنى المؤسسة في هذا الجانب برنامجاً لدعم الكليات المتخصصة من خلال تقديم مئات المنح الدراسية الأكاديمية، ومن ذلك دعم كلية دار الحكمة، ودعم كلية ادارة الأعمال، وتقديم منح سنوية لجامعة الأمير سلطان، والبرنامج المميز بالتعاون مع جامعة الخليج العربي في البحرين، الذي يهدف إلى تأهيل سعوديين ذكوراً وإناثاً في مجال التربية الخاصة لسد حاجة الوطن، إذ يتم تقديم منح دراسية لمرحلة الماجستير، وكذلك تقديم منح للحصول على دبلوم في اللغة الإنكليزية والحاسب الآلي بالتعاون مع أكاديمية الفيصل العالمية. برز اسم المؤسسة من خلال أعمال ثقافية غير مسبوقة مثل برنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية دولياً والموسوعة العربية العالمية، وأطلس الصور الفضائية للمملكة...، وهذا نشاط ليس مألوفاً من الجهات الخيرية عادة. فماذا تقولون؟ - الثقافة والتعليم محوران رئيسيان في توجّهات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، التي تعمل في أربعة قطاعات رئيسية، هي: الإسكان الخيري - الخدمات الطبية والتأهيلية - التقنية والعلوم - الثقافة والفكر والتحصيل العلمي الرفيع. لذا فإن العناية بالثقافة - بأبعادها الاستراتيجية - ليست عملاً موسمياً ولا طارئاً، بل هي ركن ثابت في خططنا وبرامجنا، التزاماً برؤية ولي العهد الأمين الرئيس الأعلى للمؤسسة، التي تقوم على التكامل بين القطاعات الأساسية لنشاط المؤسسة ورسالتها الوطنية/ الإنسانية. ويشرفنا في المؤسسة تكليف الرئيس الأعلى لنا بإنفاذ توجيهاته الكريمة في خدمة اللغة العربية على الصعيد الدولي، التي تمثلت في تأسيس برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، ودشن البرنامج في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية على شرف مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وفي حضور المدير العام لمنظمة اليونسكو كوتشيرو ماتسورا وعدد من رجال الفكر والمثقفين والإعلاميين العرب والأجانب. كما أن المؤسسة تساند وتدعم جهود المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الإيسيسكو في برامجها التي تسعى لنشر العلوم العربية والإسلامية في العالم، خصوصاً في دول أفريقيا. الإسكان الخيري ما الذي أنجزته المؤسسة في برنامج الإسكان الخيري؟ وما الذي تخطط له في المدى القريب والبعيد؟ - برنامج الإسكان الخيري هو واحد من محاور العمل في استراتيجية المؤسسة، وهو برنامج كبير نوعاً وحجماً ومساحة، وتبعاً لذلك نأمل بأن يكون تأثيره الاجتماعي في مستوى تطلعات المؤسسة المستمدّة من توجيهات الرئيس الأعلى للمؤسسة. فهذا البرنامج الرائد الذي تبنته المؤسسة منذ عام 1421ه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس الأعلى للمؤسسة، المنبثقة من حرصه الكريم على تلمس حاجات المواطنين، وتطوير بيئتهم المعيشية، بما يكفل لهم المستوى الملائم من الحياة الكريمة، التي تتيح لهم فرصاً طيبة لوضع قدراتهم في خدمة أنفسهم ووطنهم. ونحن نرى في هذا البرنامج الطموح، نموذجاً عملياً على قيم التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والمودة، التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، التي تتجسد في مجتمعنا السعودي بشكل يعكس قيم هذا المجتمع وتفرده. وإن رسالة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، والمتمثلة في"مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم"تتبلور بشكل مثالي وواقعي في ذلك المشروع التنموي، الذي يوفر بيئة اجتماعية وصحية وتعليمية متطورة، أسهمت في صياغة واقع ومستقبل جديدين لقطاع عريض من أبناء مجتمعنا، إضافة إلى عدد من المشاريع التي تعمل على تحقيق رسالة المؤسسة التي تشمل الثقافة والعلاج والتأهيل والاتصال الطبي والتفاعل العلمي والإنساني. فالبرنامج يشمل حتى الآن إنشاء ما يقرب من 1300 وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة، مع تجهيز المساكن بكل المرافق اللازمة، في إطار بنية عمرانية وحضارية، ترتقي بالمستوى المعيشي لساكنيها، فضلاً عن تعزيز قدرتهم على الاندماج بالمجتمع، من خلال نقلة تعليمية وصحية واجتماعية للمستفيدين. وهذا البرنامج الذي تبلغ كلفته أكثر من 300 مليون ريال، يشمل في هذه المرحلة 7 من مناطق المملكة: مكةالمكرمة، المدينة المنورة، الرياض، حائل، عسير، تبوك، نجران. وفي شهر رمضان الماضي، تفضل ولي العهد الأمين الرئيس الأعلى للمؤسسة بتسليم وثائق التخصيص الإسكاني ل180 أسرة في منطقة أم الخيوط جنوبمكةالمكرمة. كما رعى الأمير سلمان بن عبدالعزيز قبل أسابيع حفلة تدشين مشروع الغاط للإسكان الخيري، الذي أنجزته المؤسسة، وذلك بالنيابة عن ولي العهد الرئيس الأعلى للمؤسسة. بيئة متكاملة ما هي استراتيجية المؤسسة في تنفيذ برنامج الإسكان الخيري؟ وما أهم المراحل التي نفذت أو تنفذ حالياً؟ - يضم كل مشروع - إلى جانب تجهيزه بالخدمات الحيوية من ماء وصرف صحي وكهرباء واتصالات - مسجداً ومدرستين إحداهما للبنين والأخرى للبنات، إلى جانب مركز صحي لخدمة المجمع السكني، ومركز تدريبي لتأهيل أبنائهم بالمهن التي تكفل لهم عملاً شريفاً واستقلالاً مادياً، وتسهم في خدمة المجتمع. كيف ترون العلاقة بين المؤسسة والجهات الخيرية والإنسانية السعودية؟ - إنّ أسوأ ما يمكن أن تقع فيه المؤسسات غير الربحية التي تهدف إلى خدمة المجتمع، هو الغيرة السلبية القاتلة في ما بينها، في حين ينقلها التعاون الإيجابي إلى مستوى رفيع من الأداء، بحيث تقدم كل منها خير ما عندها، وبذلك تتكامل الجهود ولا تذهب هدراً بسبب التكرار أو الازدواجية. فكيف ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وهي تعي ريادتها الأكيدة من جهة زمن التأسيس وتميز الرؤية وطبيعة الأهداف وأساليب الأداء؟ لذلك نحرص دائماً على التنسيق والتعاون مع المؤسسات الوطنية في هذا المجال، ذلك أن التكامل بين مؤسسات العمل الخيري يسهم في توفير الجهد، ويمنع من ازدواجية الخدمات، ويؤدي إلى توسيع دائرة المستفيدين، بل وتبادل الخبرات وتطوير مستوى ما تقدمه تلك المؤسسات. ومن هنا سعينا في المؤسسة لعقد العديد من اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم مع عدد من الجهات والمؤسسات لإيجاد آلية للتعاون وخطوط مشتركة مع تلك الجهات، ومن ذلك مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون، والجمعية السعودية للتوحد، وجمعية النهضة وغيرها الكثير من الجهات والجمعيات الخيرية العاملة في المملكة، كما اهتمت المؤسسة بدعم الفعاليات والأنشطة المتخصصة إقليمياً مثل ملتقى دبي للتأهيل، والملتقى الدولي الأول للضمان الصحي التعاوني، وملتقى المسؤولية الاجتماعية والمؤتمر الدولي الأول لصعوبات التعلم يضاف إلى ذلك ما تقدمه من جهود علمية وثقافية من خلال برامجها الأكاديمية بالتعاون مع الجامعات المحلية والدولية وكذلك تنظيم المؤتمرات والملتقيات الإقليمية والعالمية.