أوضحت وزيرة النفط والطاقة النروجية أوسلاف هاجا، أن بلادها لا تؤمن بالطريقة التي تتعامل بها منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مع بعضها البعض، ملمحة إلى تعاون سعودي ? نروجي في مجال معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. جاء ذلك على هامش محاضرة ألقتها وزيرة النفط والطاقة في ثالث البلدان المصدرة للنفط في العالم، نظمها أول من أمس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالتعاون مع سفارة النروج في الرياض مساء أول من أمس بعنوان:"الطاقة لتنمية مستدامة... رؤية نروجية". وقالت في تصريح إلى"الحياة"خلال المحاضرة، إن بلادها"لا تؤمن بالطريقة التي تتعامل بها منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مع بعضها البعض". وتابعت تقول:"سمعت التزاماً قوياً جداً من المسؤولين السعوديين، فكلا البلدين يبدي اهتماماً كبيراً بتطوير تقنيات لمساعدتنا في التقاط وتخزين الكربون". وتشمل هذه العملية تجميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة من عمليات مثل توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، وتخزينها تحت الأرض، أو تحت قاع البحر، ولا تزال التقنية في مراحلها الأولى وهي ليست تجارية بعد. وأبدت الوزيرة إعجابها بشركة أرامكو السعودية، وقالت:"سمعت كثيراً عن تلك الشركة إلا أنني عندما شاهدتها، وجدتها أفضل مما كنت أتصوره". وعن أسعار النفط في العالم، رفضت الوزيرة الخوض كثيراً في هذا الموضوع، إلا أنها قالت إن:"سعر النفط الحالي يعتبر عالياً ولا تتحمله الدول الفقيرة، فدولة مثل بنغلاديش لا أعرف كيف ستتحمل أسعار النفط المرتفعة، ولكن الأسعار تحددها السوق، ولا تستطيع دولة تحديدها لوحدها". وأضافت:"لو قلنا لشخص إن أسعار النفط ستصل إلى هذه الأرقام قبل سنوات، لم يكن ليصدق، لذا نحن لا نستطيع التنبؤ بالأسعار، ولا نستطيع تقويم العواقب في حال حدوث انهيار اقتصادي في أميركا مثلاً". وتوقعت أن يستقر الطلب على النفط خلال الأعوام ال 10 المقبلة. أما بالنسبة إلى الغاز الطبيعي فتوقعت أن ينمو الطلب عليه بشكل مطرد، كما توقعت أن تحقق الحقول الجديدة في النروج إنتاجاً أكبر. وتحدثت الوزيرة عن عدد من التحديات التي تواجه صناعة النفط، مؤكدة أن التحديات تظل مشتركة بين البلدين، وهي زيادة الطاقة الإنتاجية لآبار النفط، والاستفادة من العوائد النفطية في دعم التنمية المستدامة، وتناقش النروج الآن مع الشركات النفطية دعم التنمية في المناطق المحيطة بالحقول. وأضافت هاجا، أن من التحديات ندرة الأيدي العاملة، وقالت:"علمت خلال زيارتي إلى شركة أرامكو السعودية أن الشركة لديها نظام لاختيار أفضل العناصر من الشعب لتدريبهم، وستستخدم الشركة النساء في المستقبل، وليس الذكور فقط". وقال محافظ السعودية لدى"أوبك"الدكتور ماجد المنيف على هامش المحاضرة إن هناك اهتماماً سعودياً ? نروجياً مشتركاً بالتنمية المستدامة. وشددت الوزيرة على أهمية وضع ضوابط ممتازة لخفض الانبعاثات الضارة، مشيرة إلى أن النفط مسؤول عن تلك الانبعاثات الضارة بالدرجة الأولى، وتحاول النروج خفض تلك الانبعاثات الضارة بالتعاون مع جميع الشركات العاملة في القطاع النفطي.