طهران، باريس، بكين، شنغهاي، بروكسيل، رويترز، أ ف ب - غيرت أسعار النفط اتجاهها لتهبط أمس، بعد تأكيدات من السعودية أن الكميات الإضافية التي ضختها سدت أي نقص محتمل ما أسهم في تهدئة مخاوف الأسواق من انتشار الاحتجاجات في عُمان وليبيا المنتجتين للنفطوقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خالد الفالح، أمس، إن السعودية عوضت النقص الحاصل في الأسواق بسبب الاحتجاجات العنيفة في ليبيا عضو منظمة أوبك التي تنتج 1.6 مليون برميل يومياً من النفط العالي الجودة أي نحو 2 في المئة من الإنتاج العالمي. وقامت وكالات الأنباء بنقل التصريحات الفالح، بعدها بدأت أسعار النفط في الهبوط بعد أن سجلت أعلى سعر لها في عامين ونصف العام. وامتنع الفالح عن ذكر أرقام محددة، لكن مصادر نفطية ذكرت يوم الجمعة أن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم زادت إنتاجها إلى أكثر من 9 ملايين برميل يومياً مقارنة مع نحو 8.3 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) (بحسب استطلاع ل «رويترز»). وقال الفالح: «لا أستطيع تقديم أرقام محددة لأن الصورة تتغير باستمرار». وأضاف: «أرامكو استجابت لكل الطلبات الإضافية من عملائها». وقبل زيادة المعروض قالت السعودية في وقت سابق إن لديها طاقة غير مستغلة بنحو أربعة ملايين برميل يومياً. ويعتقد أن الكويت والإمارات وقطر تملك فيما بينها نحو مليون برميل من الطاقة غير المستغلة. إلى ذلك، افتتح مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، أمس، ورشة العمل الفنية المتخصصة في تعزيز إنتاج البترول الخام من خلال حقن ثاني أكسيد الكربون بحضور خالد الفالح، وذلك في فندق سوفتيل الخبر في المنطقة الشرقية. وتهدف فعاليات الورشة إلى التعريف بالخطوات الأساسية لإنجاح مشاريع فصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون، كما ستتطرق لأهمية مشاريع تعزيز إنتاج الزيت الخام باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون لخفض معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويندرج تحت الورشة أنشطة مبادرة المملكات الأربع (السعودية، والمملكة المتحدة، والنرويج، وهولندا) لفصل وتخزين غاز ثاني اكسيد الكربون، بمشاركة 13 متحدثاً متخصصاً في مجال البيئة، والبترول، والطاقة لتقديم أوراق عمل فنية تندرج تحت أنشطة الورشة لتعزيز إنتاج الزيت الخام باستخدام ثاني أكسيد الكربون في خفض تكاليف عمليات فصل وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون بحضور نخبة من المستشارين، والخبراء، وصناع القرار وبحضور العديد من الشخصيات والمهتمين بشؤون البترول والطاقة من 25 دولة، و36 قطاعاً من داخل المملكة وخارجها. وسيستعرض المشاركون في فعاليات ورشة العمل آخر المستجدات في مختلف الأنشطة المتعلقة بتعزيز إنتاج الزيت الخام باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى استعراض المتحدثين أحدث التقنيات المتعلقة بتعزيز إنتاج الزيت الخام باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون. يذكر أن السعودية لا تحتاج إلى تعزيز إنتاج الزيت الخام باستخدام ثاني أكسيد الكربون أو بأي طريقة أخرى لوجود احتياطات من الزيت الخام تكفي للإنتاج لعقود عدة قادمة بدون الحاجة إلى استخدام الطرق الجديدة لتعزيز الإنتاج هذه الأنشطة التي تقوم بها السعودية إنما هي لدعم الجهود المبذولة لتطوير تقنيات فصل وتخزين ثاني اكسيد الكربون من أجل المساهمة في حماية البيئة، وخفض الانبعاثات والغازات الضارة في الجو. وتراجعت أسعار النفط قليلاً أمس نتيجة تلبية السعودية الحاجات الإضافية للأسواق العالمية، بسبب تعطل إنتاج ليبيا وصادراتها نتيجة للثورة الشعبية التي تجري فيها. وتراجعت عقود خام برنت إلى 112.11 دولار للبرميل من 114 دولاراً، وتراجع الخام الأميركي الخفيف واحداً في المئة إلى 97.87 دولار للبرميل، بعدما كانت أنباء الاحتجاجات في عُمان رفعت سعر عقود «برنت» 1.54 دولار إلى 113.68 دولار وعقود الخام الأميركي الخفيف 1.10 دولار إلى 98.98 دولار. وتزامن ذلك، مع أنباء عن قرب استئناف ليبيا تصدير النفط، إذ نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول في شركة «الخليج العربي للنفط الليبية» في شرق البلاد التي يسيطر المعارضون على جزء كبير إن «شحن النفط على وشك أن يستأنف». وقال العضو في مجلس إدارة الشرطة حسن بوليفة للصحيفة، إن «ناقلة نفط تنقل 700 ألف برميل يفترض أن تغادر مرفأ طبرق شمال شرقي ليبيا ليل الأحد - الاثنين، متوجهة الى الصين على الأرجح». وفي شنغهاي أعلنت «الشركة الوطنية الصينية للنفط»، أنها علقت إنتاجها في ليبيا وأجلت كل موظفيها. وأفادت بأنها «علقت عمليات الإنتاج وأوقفت عمل تجهيزاتها في ليبيا في الوقت المناسب وفي شكل منظم». وكذلك أعلنت مصادر معنية بتجارة النفط في بكين أمس، أن شركة «يونيبك»، الذراع التجارية ل «سينوبك»، وهي أكبر شركة في آسيا لتكرير النفط، ترفض حتى الآن قبول عرض من «ارامكو السعودية» لتزويدها بمزيد من النفط الخام السعودي تعويضاً عن تعطل إمدادات النفط الليبية». وأفادت المصادر بأن الشركة الصينية لا تشتري مزيداً من الخام لتعويض الإمدادات الليبية. وأشار مصدر إلى أن «ليس هناك نقص في النفط الخام إجمالاً لدى سينوبك. لدينا القدرة على تعديل كميات الخامات عالية ومنخفضة الكبريت المستخدمة في مصافينا». وكذلك أعلنت «سي إن بي سي» الشركة الأم ل «بتروتشاينا»، أنها أوقفت أنشطتها الإنتاجية في ليبيا ورحلت جميع موظفيها الصينيين وعددهم 391 موظفاً. وفي المواقف، قال مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي غونثر اويتنغر إن «نظام الزعيم الليبي معمر القذافي لم يعد يسيطر على معظم منشآت النفط والغاز الضخمة في ليبيا». وأضاف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع عادي لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي: «هناك ما يدعونا الى الاعتقاد بأن معظم حقول النفط والغاز لم تعد تحت سيطرة القذافي». وفي طهران، قال مندوب إيران لدى «أوبك» محمد علي خطيبي، إن «أسعار النفط ستعود إلى مستويات ما قبل الأزمة حالما يعود الهدوء إلى ليبيا». وأوصى أوبك ب «ألا تتعجل اتخاذ أي إجراء لتهدئة السوق». وقال كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن «تقارير الصناعة تشير إلى أن انتفاضة ليبيا أدت إلى انخفاض إنتاج النفط الليبي إلى النصف». وأضاف: «من الصعب معرفة ذلك لكن (إنتاج النفط الليبي انخفض) إلى نحو النصف وفقاً لتقارير الصناعة». وأورد «بنك أوف أميركا ميريل لينش» أن «اضطرابات ليبيا قد تجعل إمدادات النفط الليبية غير متاحة للسوق لمدة أشهر». وأضاف: «التقارير الأولية تشير إلى أن الشركات أوقفت الإنتاج من الحقول البرية وإن حجم الإنتاج المتوقف في البلاد ربما يصل إلى 1.2 مليون برميل من النفط الخام يومياً».