تباشرت الصحف السعودية وحق لها بنبأ الجائزة التي أعلنتها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظها الله، وقد خصصتها للكاتبات والصحافيات والرائدات في العمل الصحافي. غير مستغرب على ذلك البيت وتلك الأسرة الاهتمام بالثقافة ورعاية القلم وتذوق المادة الخبرية المقالية ودعمها بسخاء، والدها الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير مثقف وقارئ نهم ومتابع وراصد للمتغير والجديد الثقافي، ليس على مستوى الوطن، وإنما على مستوى الثقافة العالمية. پپپشكراً يا أميرتنا على هذه الجائزة، وهذا التقدير، وهذا الكرم الحاتمي مع صويحبات القلم اللاتي ربما مررن بمراحل حياتية مختلفة، بحسب التغيرات التي مرت بالساحة الاجتماعية والتعليمية، فمن واقع تعليم المرأة والسماح به، والتدريس النظامي والجامعات، وبعد ذلك التوظيف والابتعاث والدراسات العليا، والكتابة الصحافية والنشر والتأليف، والإسهام الواسع في المشاركات الفنية والإذاعية والفضائية، تلك المتغيرات التي أتت متلاحقة سريعة، أسرع من كل التوقعات، وأسرع من قدرة أي متابع في تتبع شريط قوة العبور إلى الغد التي تحملها المرأة السعودية، فمن بعد الكتابات التي انتشرت في فترة ما، وربما لا تزال، بكتابات صحافية بأقلام ذكورية، وبأسماء نساء، لا لشيء ولكن لتشجيع الفتيات على المشاركة، ومن بعد ذلك شيئاً فشيئاً صار يحدث عندنا النوع العكسي، وهو تخفي النساء وراء أقلام ذكورية، أو الكتابة بأسماء وهمية، أو بكنى وألقاب، والآن لا تمانع كثير من الكاتبات والصحافيات في ظهور الصورة مع المقال الخاص بها، فكل تلك التحفظات صارت شيئاً من الماضي وتبقى حرية شخصية. پپهذه الجائزة، التي جاءت في التوقيت الرائع، لفتة ذكية لشحذ همم الكاتبات أصحاب الرسالة وأمانة القلم اللاتي لازلن يكتبن متخفيات، وتقدير رائع لهن ولدورهن وإسهاماتهن في رسم تاريخ الوطن، ووضع بصمة مشرقة للكاتبة السعودية... تقدير مجتمعي، لا أكثر من ذلك رسمي... لا أكثر من ذلك فخري على مستوى الأسرة المالكة، وأميرة من أميراتها الكريمات. الجائزة هذه المرة - أكرر - ذكية، فهي ليست مالية وإنما جائزة تقديرية معنوية محفزة مطوّرة، عبارة عن منح دراسية في الصحافة والإعلام للفائزات فيها، وهي جائزة سنوية تشمل احتساب الدراسة والمعيشة والسفر والإقامة للفائزة ومحرمها، فهي قيّمة مالياً وذات قيمة اعتبارية عالية، ومثل ما عبرت عنها ذكية، جمعت التقدير والتكريم والتعليم والتدريب والتحفيز، ستكون هذه الجائزة رائدة بين بقية المسابقات، لؤلؤة مميزة على اسم راعيتها وصاحبتها الأميرة حصة، إذ إنها جديدة ومختلفة في رسالتها وأهدافها ورؤيتها عن بقية الجوائز والمسابقات على المستويين المحلي والإقليمي وربما العالمي، إذ تهدف الجائزة إلى تأسيس كيان داعم يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لتمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة، وتعضيد جهود معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الرامية إلى توطين الوظائف في صناعة الإعلام في مجال الصحافة لمدة لا تقل عن 15 عاماً، كما أن الجائزة التي تحت إشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان تعتبر تخليداً لذكرى الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في ترسيخ الصحافة، خصوصاً الصحافة النسائية والصحافيات السعوديات، وتكريماً للمبدعات والمميزات من الكاتبات والصحافيات، وتمنح هذه الجائزة وفقاً لشروط تحددها لجنة الجائزة، وبإذن الله ستكون هذه اللجنة مرنة وعلى مستوى الجائزة والحدث في دقة الاختيار والترشيح، ونتمنى أن تكون طريقة الترشيح ليست اختياراً من اللجنة فقط وإنما بالتسجيل، وطريقة التشريح المفتوح وطريقة التصويت، وجعل المسابقة تظاهرة كبيرة يحتفي بها الإعلامان المحلي والعالمي، على غرار المسابقات الجماهيرية الفضائية الأخيرة، إلا أنها تأخذ المزايا وتتخلص من العيوب. پشكراً للأميرة حصة على هذه البادرة، ونتمنى أن تكون هذه الجائزة في دورتها المقبلة شاملة للجنسين ذكوراً وإناثاً فليس هناك ما يمنع أن تكون جائزة كبيرة بهذا الحجم أن تعم بخيرها الجميع، وقبل الجميع أبعث بتهنئي الحارة للفائزات الأول اللاتي سيحققن أول فوز بالجائزة، وتهنئة مثلها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الإنجاز. [email protected] پ