حذر وزير العمل الدكتور غازي القصيبي من الإساءة إلى المقيمين في البلاد، معتبراً أن شيئاً من الغرور والعنصرية أصاب السعوديين وظنوا أنهم أفضل من غيرهم. وقال في كلمة خلال لقائه مديري مكاتب العمل في مقر الوزارة أمس:"كنا عندما يأتي إلينا الأجنبي ننظر إليه نظرة تكاد تقترب من التبجيل، فهو إما طبيب نطلب منه العلاج أو أستاذ نطلب منه المعرفة أو محاسب نطلب منه أن ينظم أعمالنا، أما الآن فانقلبت هذه الصورة، وأصبحنا ننظر إليهم وكأنهم أتوا كي ينهبونا أو يفسدوا مجتمعنا أو كي ينشروا فيه الجريمة ونحن الذين أتينا بهم". وتابع:"للأسف الشديد استبد بنا شيء من الغرور بل ومن العنصرية، وبدأنا نتصور أننا أفضل من أولئك الذين أتونا كي يشاركونا عبء التنمية". وأضاف أن الله سخّر الناس بعضهم لبعض، وقد يسخّر الآن أفراداً من أمة تخدم أفراد أمة أخرى، وربمّا تنقلب الآية في المستقبل:"وأنا دائماً كنت أذكّر أولادي عندما كانوا صغاراً أن من الممكن أن يخدم أحدهم في دولة في أقصى العالم، ومن الممكن أن تساء معاملته، كما تتعاملون مع هذا العامل الذي سخّره الله لخدمتكم يجب أن تتصّوروا أنفسكم في وضعه". وتابع:"تصّوروا الأم التي تركت أبناءها وراءها وذهبت تهاجر آلاف الأميال في سبيل ما يقيم أودها وأود أولادها، والشخص الذي رهن مجوهرات زوجته وباع بيته كي يأتي هنا، هذه مآس بشرية يجب ألا ننساها ويجب ألا نشعر بالبطر أو الكبرياء أو العنصرية من أولئك الذين أتوا لكي يخدمونا في بيوتنا بعد أن كنا نخدم أنفسنا وبعد أن كان بعضنا يعمل بأكل بطنه كما كنا نقول في السابق". وأكد أن مديري مكاتب العمل يقومون بمهمة نبيلة وجليلة وعظيمة لأنهم يحملون موازين العدالة ويحولون دون أن يُظلم عامل أو يُسلب حقه ودون الإساءة إلى وافد أو إلى سمعة السعودية. وقال لهم:"أنتم عيون الوزارة وآذانها وسواعدها ونحن نعيش في مكاتبنا لا نعلم إلا ما تقولون لنا ولا نرى إلا ما تبصرونه أنتم، وإذا لم يكن لكم دور كبير في صياغة القرارات ستبقى هذه القرارات حبراً على ورق". وانتقد القصيبي من يصنفون بعض المهن بأنها وضيعة أو دنيا:"نسينا كيف كنا في الماضي وأصبحنا نتكلم عن وظائف وضيعة ووظائف دنيا، كأننا في تاريخنا كله لم نقم بهذه الوظائف كلها بأنفسنا وهذا تاريخ يذكره على الأقل المخضرمون". وأكّد أن الأهداف لم تتغير منذ أن أنشئت وزارة العمل وهي توظيف السعوديين والسعوديات وترشيد الاستقدام وحماية العامل وصون حقوقه والحكم بين صاحب العمل وبين العاملين، ليأخذ كل إنسان حقه، لكن الذي يتغير الوسائل، لأن العصر يتغير بسرعة كبيرة، ولا يمكن مواجهة المشكلات الآن كما تمت مواجهتها قبل أربعين أو ثلاثين أو عشرين عاماً. ولفت إلى أن وزارة العمل أكثر الوزارات المهيأة لأن تتحول إلى المعاملات الالكترونية، لأن ثلاث أرباع عملها رخص وتأشيرات وفيز وتجديد رخص، وبالإمكان أن تتم بالشكل الالكتروني، معرباً عن أمله بأن يكون 90 في المئة من عملها الكترونياً، مؤكداً أن ذلك ليس حلماً ولا محالاً بل هو واقع حاصل في بلدان كثيرة في العالم. ودعا الشبان إلى تطوير قدراتهم الذاتية"لان الإنسان غير المتطور تقنياً لا يمكنه أن يتعامل مع تقنية متطورة، ونحن نستطيع بالمال أن ندخل برامج تقنية والكترونية جديدة، ولكن ما لم يكن الشخص الواقف وراء التقنية يستطيع التعامل معها بل ومسابقتها فلن تكون النتائج إلا مظهرية، لن تكون هناك نتائج حقيقية".