اكتظت أشياب توزيع مياه التحلية في العابدية بمكةالمكرمة على مدى الأيام الماضية بطوابير هائلة من صهاريج نقل المياه بمختلف مقاساتها، حتى تجاوزت الطوابير أكثر من ثلاثة كيلو مترات في انتظار الدور لتعبئة المياه من الأشياب. ولم يلتزم سائقو الصهاريج بالتسعيرة المقررة التي تبلغ 150 ريالاً للصهريج الصغير، و500 ريال للصهريج الكبير، بسبب تهافت الناس على المياه، ما أغرى السائقين برفع التسعيرة لتصل إلى أرقام فلكية. وبدأت أزمة المياه في مدينة مكة منذ مطلع شهر ذي الحجة ولاتزال مستمرة، فيما يتهم المواطنون الإدارة العامة للمياه في العاصمة المقدسة بغيابها عن أداء مسؤولياتها في الرقابة والمتابعة، علاوة على تأخر ضخ مياه التحلية للأحياء السكنية لأكثر من شهر، وعزا أحد المسؤولين هذا الأمر إلى أن غالبية المياه تم ضخها إلى المشاعر المقدسة، والمنطقة المحيطة بالحرم وأماكن سكن الحجيج. فيما اتهم المواطن عبدالعزيز أحمد فرحات، وزارة المياه بمسؤوليتها عن الأزمة، بتعمدها قطع المياه عن أهالي مكة، مؤكداً أن"فقراء مكة شربوا مياه آبار غير صالحة للشرب، لعدم قدرتهم على شراء صهاريج مياه محلاة". كما اتهم فرحات الوزارة ب"التعاطف مع أصحاب صهاريج نقل الماء، برفع السعر من مبلغ 120 إلى 550 ريالاً"، والسماح باستقدام سائقين أجانب تورطوا في ظهور السوق السوداء، وتعمد فتح الماء بنسبة 2 في المئة فقط بعد انتظار 40 يوماً على موعد جدولة صب المياه في أحياء مكة، ما يدفع المواطنين إلى شراء حمولة صهاريج تحلية المياه من السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها. من جهته، أوضح المدير العام للمياه في العاصمة المقدسة المهندس عبدالله بن أحمد حسنين، أنه بحسب الكميات الواردة لتقسيم مدينة مكةالمكرمة إلى 220 منطقة، فإنه يصعب تشغيل"النوبة"قبل 26 يوماً وارتفعت إلى 29 يوماً في الوقت الراهن. وأكد حسنين أنه في حال زيادة كمية المياه الواردة إلى مدينة مكةالمكرمة من التحلية، ستتم إعادة النوبة إلى فترة الانقطاع السابقة، وقال:"مع دخول محطة الشعيبة 3 العام المقبل إلى الخدمة، سيتم إعادة تنظيم نوبات التشغيل بشكل آخر ومريح جداً للمواطنين". وأوضح مدير مياه العاصمة المقدسة أن مجموع المناطق المخدومة بشبكات المياه في مكةالمكرمة في الوقت الراهن يبلغ 75 في المئة، والبقية لا توجد فيها خدمات مياه، وبالتالي يتم توفير المياه لهم ولغيرهم من طريق صهاريج المياه على مدار الساعة من خلال الأشياب العامة بجميع أحجام الناقلات"التريلا، السكس، العايدي، الدينا". وأوضح المهندس حسنين ل"الحياة"أن تسعيرة المياه خلال وقت الذروة في شهر ذي الحجة تصل إلى 550 ريالاً، مؤكداً أنها تسعيرة معقولة ورسمية، محذراً من مخالفتها. وأشار إلى وجود لجنة مكلفة بمعاقبة من يخالف الأنظمة أو تسعيرات الصهاريج، وقال:"على أي مواطن بحاجة إلى صهريج أن يتوجه إلى أشياب العابدية أو المعيصم، ويأخذ حاجته بالتسعيرة الرسمية الموجودة على الصهريج نفسه"، مؤكداً أن أزمة المياه تتجه إلى الزوال"ولن يبقى لها أثر إطلاقاً مع بداية السنة الجديدة".