تثور أعصابها، يتأجج غضبها، ما أن تسمع أن زوجها كان في استراحة ما، هذا هي حال أم نواف، التي تسبق حديثها"موجة غضب"عند سماعها كلمة"استراحة"، فهي تعتبرها"سبب خراب بيوتنا، فالسهر والسمر أصبحا شعار تلك الاستراحات، بعد أن كانت متنفساً للحديث وتبادل التهاني، أو غيرها من الأمور الاجتماعية المفيدة، لكنها أصبحت اليوم نقطة خلاف بين كثير من الأزواج". وترى أنه وصل الأمر ببعض الأزواج إلى أنهم أصبحوا"يستلذون بوجودهم فيها، أكثر من منازلهم، فضلاً عن أنها تبعث فيهم الارتياح من ممن دون أجواء مشحونة بحسب وجهات نظر بعضهم". وتستعيد أم نواف المتزوجة منذ 15 عاماً، ولديها 5 أولاد وبنات، شريطاً من الذكريات، يحفل بالخلافات التي كانت الاستراحات سببها الأول،"ما يثير غضبي أن تتحول الاستراحة إلى ملاذ آمن وبديل عن المنزل، ففي إحدى المرات أبلغني زوجي انه يريد أن أرسل له وجبة الغداء في استراحة، ولكن بحجم مضاعف، لوجود أصدقائه، وهذا الأمر يبدأ في شكل تدريجي إلى أن تصبح الاستراحة بمثابة الزوجة الثانية، وهذا أمر مؤلم حقاً". وتتمنى نعيمة بوبشيت، وهي موظفة، أن تعمل على"تغيير الأيدلوجية الفكرية"لدى زوجها"المتعصب"، لناحية ميله للجلوس في الاستراحة لشعوره"بالاسترخاء والبعد عن مشاغل الأطفال وإزعاجهم وطلبات المنزل". ولم تجد نعيمة وجهة نظر زوجها"مُقنعة"، فهي ترى أن كلامه"لا يمثل شيئاً من الناحية المنطقية، فالزوج صاحب مسؤولية، والاستراحات ليست مملكة السلطنة والكيف، فهناك وسائل قد تتاح في المنزل وضمن حدود العائلة، للخروج من الروتين والشعور بالسعادة"، معتبرة أن الشللية"ذات تأثير قوي وفعال، في ترسيخ مفهوم الاستراحة كمكان للالتقاء". وتؤكد نعيمة أن"بذور الطلاق تنشأ من هنا، فالاستراحة أصبحت ذات تأثير فعال في عمق العلاقة الزوجية، ومن يدرك مفهومها بالشكل الصحيح"يكشف عن مدى تأثيرها داخل أسوار العلاقة الزوجية". وما لم تكترث به هو"لن تحقق الاستراحات لبعض الأزواج الذين يعتقدون أنها متنفساً لهم، مبتغاهم فهي تعبر عن مدى تهربهم من واقع مشكلاتهم الزوجية أو العائلية، فالهروب من المسؤولية مرض يتطلب العلاج".وتبتعد نعيمة عن التعميم، لتعود مؤكدة"وجود أزواج يتعاملون مع الاستراحات بطريقة منطقية، فيتوجهون لإسعاد أنفسهم عبر تبادل الحديث والسهر، كما لا ينسون من حولهم، ولا يتجردون من المسؤوليات". وتبقى نقطة الخلاف محور الحديث بين السيدات، لغرس فكرة أن الاستراحة هي"بؤرة فساد"، وهذا ما قد يثير حفيظة الأزواج، ويجعلهم دائمي التردد عليها.