كشفت دراسة ميدانية قدمها أحد المهتمين بالشؤون الأسرية في جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني من أن 34% من المواطنين يذهبون يوميا للاستراحات الخاصة، كما يعتقد 66% منهم أن الاستراحة تعتبر متنفساً بديلاً عن المنزل والأسرة. وتثير مثل هذه النتائج حفيظة المرأة وتتساءل لماذا راحة زوجي في الاستراحة أكثر من راحته في المنزل؟، ولماذا لا يتأخر عن مواعيد الاستراحة المحددة (دورية السبت، ولقاء الأحد، وعشاء الاثنين، وشلة الثلاثاء، وجمعة الأربعاء، والزملاء القدامى الخميس)؟، هل أنا قصرت مع زوجي؟، أم أن زوجي يهرب من مسؤولياته الأسرية؟، أم ماذا..؟. بينما يرى الرجال وجهة نظر أخرى من أن الاستراحة ولقاء الأصدقاء يعد متنفساً بعد عناء يوم من العمل الشاق أحياناً، إلى جانب أن الذهاب إلى الاستراحة لايعني إهمال واجبات المنزل، بل لايمكن أن يرتاح الإنسان في الاستراحة دون أن ينجز واجباته الأسرية، ولكن المشكلة لدى بعض النساء أنهن لايفضلن أن يبقى أزواجهن بعيدين عن أعينهن، وحتى لو غادر إلى الاستراحة ثم عاد يواجه السؤال المكرر الممل "وش سويت اليوم"، مع يقينها أن الجواب لن يكون شافياً ومقنعاً لأن "عقدة الحقيقة" لاتكتمل من وجهة نظرهن عند الرجال. وقال فهد القحطاني (متزوج ولديه سبعة أبناء) إنه يفضل الاستراحة مع الأصدقاء عن نكد الزوجة الذي لا ينتهي، ومطالبها التي لا تتوقف، بينما يعلل أحمد الخالدي (متزوج ولديه ثلاثة أبناء) هروب الزوج إلى الاستراحة إلى تعذر الانسجام بين الزوجين، وانعدام روح التضحية من اجل تحقيق السعادة للطرفين، وعدم مناقشة المشاكل بينهما. ويرى ناصر عسيري أن خروج الزوج لمثل هذه الأماكن بهدف الابتعاد عن الروتين اليومي الممل داخل المنزل، بينما يؤكد جابر الألمعي (متزوج ولديه 3 أطفال) أن السبب الرئيس في الرجال على هذه الاستراحات هو قلق الزوج من تصرفات الزوجة وطلباتها المتكررة كل يوم. واتفق عدد من موظفي إحدى الإدارات الحكومية الذين التقتهم "الرياض" في إحدى الاستراحات التي قاموا باستئجارها منذ أربعة أعوام بمركز الحريضة البحري التابع لعسير، وهم: خالد العاصمي ونواف العسيري وجمال محمد وعائض الشديدي أن هذه الاستراحات قد حلت العديد من الأزمات والمشاكل التي قد تنشأ من بقاء الزوج لفترة طويلة مع الزوجة والأسرة داخل المنزل، بينما أكد أحد المتقاعدين وهو المواطن حمد عيسى الكلبي على أن المرأة الذكية قادرة على احتواء زوجها وتوفير أسباب السعادة له، وحدد كل من إبراهيم الوادعي وعلي الحميدي وخالد أحمد وإبراهيم الحامد من محافظة خميس مشيط، وهم من الشباب المتزوجين حديثا، لم يتخلوا عن استراحاتهم التي كانت تضمهم عزابا ولا زالوا على تواصل وحضور منتظم لهذه الأماكن حتى بعد زواجهم، مؤكدين على أن الزوجة تتحول في معظم الأوقات إلى محاسب ورقيب على الزوج، مما يؤدي إلى البحث عن أماكن أكثر هدوءاً وأماناً من هذه الأجواء المشحونة .. من جانبهن تحدثت عدد من الزوجات عن حجم معاناتهن مع هذه الظاهرة التي تحولت إلى شريك منافس للبيت، بل ومتفوق عليه في كثيرا من الأحيان، ولم يخل حديثهن من الاتهامات والتشكيك في وجود أزواجهن ولساعات طويلة تمتد حتى ساعات الفجر الأولى في هذه الأماكن التي لم يترددن في بعض الأحيان بوصفها بالمشبوهة!، ووصفت (أم فهد) الزوج الهارب إلى الاستراحة يومياً ب"المذنب والمقصر" مع زوجته وأولاده، بينما أم نايف تتمنى أحداً يجيبها على سؤالها المقلق: ماسر تعلق زوجي وآخرين في الاستراحة؟، ماذا يعملون؟، لماذا تركونا وحدنا معظم الوقت؟. وتعتقد أم سارة (موظفة) أن هذه الاستراحات مشبوهة -من وجهة نظرها-، لأنها لاتخضع لأي رقيب من الزوجة أوالأسرة، مستدركة علينا أن لا نعمم، فهناك رجال يفضلون أزواجهم عن الاستراحات، أما (حنين)، معلمة في الأربعين من العمر، تقول إن الزوج أصبح بالفعل مجرد ضيف في بيته وزائر عابر يزور أسرته بعد الساعة الثانية ليلاً. ويرى د. عمرو سالم – استشاري الطب النفسي أن هناك أسباباً عديدة لهروب الأزواج إلى الاستراحات، ومن ذلك الرغبة في الترويح عن النفس، والضغوط المادية، وزيادة حجم المسؤوليات الحياتية، وصعوبة تحملها ومواجهتها،مشيراً إلى أن الهروب يأتي كرد فعل من رتابة الحياة الزوجية وإهمال الزوجة، بينما يجد العكس من زملائه في العمل يجد من يصغي إلى مشاكله ومن يستطيع يخفف عليه بإهدائه العديد من المقترحات للخروج من هذا المأزق، ومنها الهروب للاماكن الخاصة من استراحات وغير ذلك، داعياً الزوجة أن تكون دائماً متجددة، وتتخلى عن نقد زوجها أو تحميله ما لايستطيع.