فريق النصر وهو ينازل الأهلي مساء يوم الجمعة الماضي في جدة على نهائي كأس الخليج لأندية الأبطال لم يكن ذلك الفريق القادر على صنع الفارق، على رغم أن الفريق المستضيف لم يكن هو الآخر فريقاً شرساً، لاسيما وهو يتسلح بعامل الجماهير، ثمة مراجعات لا بدّ من أن تكون في الحسبان كي يستطيع النصراويون إثبات أن فريقهم يشق طريقه نحو البطولات كما يتردد من مسؤوليه في كل مناسبة، كما أن مثل الأمر ينطبق بالتمام والكمال في المعسكر الأهلاوي، فالظروف متشابهة تماماً بين الفريقين المتنازعين على اللقب الخليجي، الذي لايرى الكثير من المراقبين أنه مهم لإثبات الجدارة أو أن يكون امتحاناً لمعرفة القدرات، فلا بدّ أن يذهب الكأس لأحد الفريقين بعد أن أصبح اللقب بينهما في ظروف استثنائية، بسبب تجميد نشاط الكرة الكويتية من الفيفا ليتخلص الفريقين من أهم منافس لهما على اللقب من خلال فريقي السالمية والقادسية الكويتيين، وبالكاد أن يمر هذا الكأس من دون أن نعرف مدى ما سيكون كدفعة قوية سواء للنصر أم للأهلي أم أن يكون العكس. فالنصراويون يرون أن ظروف فريقهم لن تمكنهم من المنافسة على اللقب بسبب إصابة عدد من اللاعبين، في مقدمهم المهاجم سعد الحارثي، كما أن الأهلاويين أثاروا الكثير من الأمور قبل بداية هذا التنافس من خلال موضوع استدعاء عدد من لاعبيهم للمنتخب على عكس الفريق النصراوي الذي استفاد من تسريح عدد من لاعبيه من المنتخب، وعلى اعتبار انه سيجهزهم لهذا اللقاء. الجولة الأولى انتهت أهلاوية من خلال فوز غير مقنع، وقد تكون النتيجة التي آلت لها المباراة إيجابية إلى حد كبير للنصر الذي سيكون عليه مسؤولية اقتناص عدم تقدم الأهلي بنتيجة مريحة إلى فوز كبير يضمن له الفوز بهذا اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وتبدو مهمة النصر سهلة شريطة أن يكون مدرب الفريق النصراوي ردان في مستوى الحدث، وأن يلعب المباراة باعتبارها محك حقيقي لماهية عمله، وأجزم أن فشل مدرب النصر في الفوز في المباراة المقبلة سيؤكد مقولة الكثيرين من أن الرجل يعمل مع الفريق بمزاج خاص بعيداً عن كل الأمور الفنية، وربما استغرب المتابع التناقض الكبير في تصرفات المدرب النصراوي أثناء المباراة الماضية بإخراح الموينع ودفعه بلاعب وسط مهاجم ومن ثم العودة مرة أخرى بالدفع باللاعب الواكد لتغطية الفراغ الذي أحدثه خروج الموينع، إذ كاد الأهلي أن يضاعف النتيجة في أكثر من مناسبة، إذ إن الساتر الدفاعي في النصر كان مكشوفاً على مصراعيه، لكنه تدارك هذا الأمر على حساب بقاء النتيجة كما هي هدف أهلاوي لا غير. ويفتقد النصر إلى اللاعب الهداف، إذ يبقى البينيني رزاق لغزاً من الصعب حله مع هذا المدرب غير المقتنع به على الإطلاق، ما شتت اللاعب وجعله فريسة لكل المدافعين، على رغم أنه الورقة الهجومية الأفضل في فريق النصر في هذه المرحلة، هناك لغز في الخريطة النصراوية، فلم يسبق للاعب أن منح فرصة كاملة منذ أن تمّ قيده في كشوف النصر، والإشاعات تطارد هذا المدرب حوله، اذا لم يمنح رزاق الفرصة كاملة في المباراة المقبلة ويتم تهيئته نفسياً من الجهاز الإداري فإن مسألة فوز النصر بالكأس قد تكون صعبة للغاية. moc.liamg@roohmajs