تسارعت أمس وتيرة المجهودات المبذولة على أكثر من صعيد لطي ملف الناقلة النفطية السعودية "سيريوس ستار"المختطفة قبالة الصومال منذ أكثر من أسبوع. وتوقع مصدر سعودي مسؤول أن يُصار إلى حسم القضية"خلال اليومين المقبلين"، فيما تمسك سفير السعودية لدى كينيا نبيل عاشور برفض بلاده التفاوض مع القراصنة والارهابيين، مؤكداً سلامة أفراد الطاقم، خصوصاً السعودي علي آل حمزة. وقال رئيس الوزراء الصومالي السابق هارون أبشر فارح إنه غادر مقر إقامته في دبي قاصداً الصومال للتفاوض مع المختطفين الذين وصفهم بأنهم"مرتزقة يبحثون عن أموال". وأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن خاطفي"سيريوس ستار"التي اختطفت في 15 تشرين الثاني نوفمبر الجاري يتفاوضون مع شركة التأمين لدفع الفدية التي طلبوها وتبلغ 25 مليون دولار. غير أن السفير السعودي في نيروبي عاشور أكد ل"الحياة"أن السعودية لا تقبل التفاوض المباشر مع إرهابيين أو خاطفين. وأشارت المصادر إلى أن الناقلة ترسو الآن في منطقة تسمى"قن"، على مسافة تبعد حوالى 18 كيلومتراً عن الشاطئ، بالقرب من ميناء هرار ديري. وقالت إن أحد زعماء المنطقة ويدعى الدكتور سعيد شيخ حسن على اتصال بالمختطفين في محاولة لإقناعهم بالإفراج عن الناقلة. وأضافت:"أن أحد المختطفين أفاد خلال محاولات الإقناع مع الدكتور سعيد بأنه لا يرغب في التفاوض مع أي صومالي، وأنه يجري حالياً التفاوض مع شركة التأمين لدفع الفدية التي طلبها الخاطفون الخميس". وشدد السفير عاشور في تصريحات إلى"الحياة"على عدم وجود اتصالات مباشرة بين السعودية أو مسؤولي السفارة مع القراصنة". وقال:"إن تواصلنا مع الخاطفين يتم عن طريق وسيط ينتمي إلى قبيلتهم". وأوضح عاشور أن هناك مفاوضات يقودها حالياً رئيس القبيلة التي ينتمي إليها الخاطفون من مقر إقامته في لندن، وهو على اتصال دائم مع العشائر، مشيراً إلى أن الخيار السلمي أفضل من العسكري،"وهناك خيارات أخرى تحتاج إلى زمن، لا سيما أن الاتصالات مع الخاطفين لا تزال جارية من خلال قبائلهم، ومعظم الخاطفين ينتمون إلى قبيلة عير". وبدأت لجنة وزارية ترأسها وزارة الخارجية السعودية وتضم ممثلي الوزارات ذات الاختصاص للبحث في الحلول الملائمة لتحرير الناقلة وتأمين السفن السعودية التي تعبر خليج عدن ويترأس اللجنة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية الأمير خالد بن سعود. وتوقع مصدر سعودي مطلع أن يتم حسم الملف"خلال اليومين المقبلين". وقال المصدر ل"الحياة":"سواء وصلت الأمور إلى مرحلة يتم معها الإفراج عن الناقلة أم الوصول إلى طريق مسدود".