أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن مالكي ناقلة النفط السعودية الضخمة (سيريوس ستار) يفاوضون للإفراج عنها بعد أن احتجزها قراصنة صوماليون قبل أيام. وقال سموه رداً على سؤال في روما "اعلم أن مالكي ناقلة النفط يفاوضون. نحن لا نحب التفاوض مع الإرهابيين أو مع خاطفي الرهائن. إلا أن مالكي ناقلة النفط هم من يقرر في النهاية بشأن ما يحدث هناك". وأضاف "ما اعرفه هو أننا سننضم "إلى قوة مكافحة القرصنة" وسنسعى للقضاء على هذا الخطر المحدق بالتجارة الدولية". وأعلن رجل قدم على انه أحد القراصنة الذين خطفوا الناقلة "نجمة الشعرى" في تسجيل بثته قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية أمس أن الخاطفين يطالبون بفدية للافراج عن الناقلة وطاقمها إلا أن التسجيل لم يذكر قيمة الفدية. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين في كينيا والسفير غير المقيم لجزر القمر وضابط الاتصال لجمهورية الصومال الأستاذ نبيل خلف عاشور أن خاطفي ناقلة النفط (نجمة الشعرى) قد توجهوا بها إلى ميناء هرار ديري مبحرين من ميناء إيل وقد يكون بهدف وجود القبيلة التي ينتمي لها الخاطفون بتلك المنطقة. وقال في اتصال هاتفي أجرته (الرياض) معه ان الخاطفين هم أيضاً الذين كانوا متورطين في اختطاف سفينة الأسلحة التي كانت متوجهة إلى كينيا قبل شهرين ومازالت في حوزتهم. وأكد أن سياسة المملكة واضحة بعدم التفاوض مع الخاطفين أو الإرهابيين وقد يلجأ هؤلاء الإرهابيون للتفاوض مع شركة التأمين. وقال السفير عاشور: لقد أجرينا خلال اليومين الماضيين اتصالات عدة مع رئيس جمهورية بونتلاند بوسط الصومال السيد عدّي موسى للمساعدة في التدخل للتوسط في إطلاق سراح الناقلة وذلك مع أمراء ومشايخ القبائل بالجمهورية التي يقع في حدودها الميناء الذي تحتجز به الناقلة، كما اتصلنا برئيس الوزراء الصومالي نور حسين عدّي وكذلك مع النائب الأول لرئيس البرلمان الصومالي محمد عمر طلحت ومع السفير الصومالي في كينيا للتوسط في حل هذا الموضوع وأيضاً تم الاتصال مع رئيس الوزراء الصومالي الأسبق هارن عبسر فارح والذي يعتبر من منطقة بونتلاند والذي وعد بأنه سيصل (الأربعاء) إلى جيبوتي ومنها إلي جردي عاصمة بونتلاند وسوف يحاول جهده مع رؤساء العشائر للتوصل إلى حل لهذه القرصنة.وأضاف السفير عاشور أنه قام أيضاً بالاتصال ببعض النواب من البرلمان الصومالي الذين ينتمون إلى كل من قبيلة (ماجرتين عسر محمود) وقبيلة (الهدية - فخذ هبر جدر) ويأمل السفير عاشر بأن يتم التوصل إلى حل للإفراج عن السفينة المذكورة في القريب العاجل. وختم حديثه ل(الرياض) قائلاً: إن موضوع الناقلة يلقى اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين في وزارة الخارجية الذين يتابعون الوضع خطوة بخطوة وعلى رأسهم معالي وزير الدولة الدكتور نزار مدني وسمو الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية. إلى ذلك طالب القراصنة الصوماليون الذين خطفوا ناقلة النفط العملاقة السعودية سيريوس ستار بفدية للافراج عن السفينة وطاقمها المؤلف من 25عضوا، في تسجيل صوتي بثته أمس قناة الجزيرة القطرية لرجل قدم نفسه على انه احد القراصنة. وقال الرجل الذي عرف عنه باسم فرح عبد جامع في التسجيل الذي بثته القناة مترجما الى العربية "هناك مفاوضون على متن السفينة وعلى الارض، عندما يوافقون على الفدية سيتم احضارها الى السفينة نقدا وسنضمن سلامة السفينة التي تحمل الفدية". واضاف "سنقوم بعد النقود آليا"، محذرا "لدينا الات للتعرف على النقود المزورة". ولم يحدد الرجل قيمة الفدية في التسجيل. وردا على سؤال حول ما اذا كانت اتصالات جرت مع الخاطفين، رفضت مجموعة ارامكو النفطية السعودية التي تملك الناقلة وفرعها "فيلا انترناشونال ماريتيم" التي تشغل الناقلة عن طلب الفدية، الادلاء باي تعليق. وفي دبي قال متحدث باسم فيلا انترناشونال، الجهة الوحيدة المخولة بحسب ارامكو التحدث الى الصحافة "لا تعليق". لكنه اضاف "نأمل في حل سريع" لعملية خطف الناقلة، مشيرا الى ان "الاولوية الاولى تبقى امن الطاقم" المؤلف من بريطانيين اثنين وبولنديين اثنين وكرواتي وسعودي و 19فيليبينيا. وافادت فيلا انترناشونال في بيان نشرته الثلاثاء على موقعها على الانترنت انها تتابع القضية بالتنسيق مع السفارات المعنية وتنتظر اقامة اتصال مع القراصنة.واضافت الشركة انها ستمتنع حتى اشعار آخر عن اعطاء معلومات حول وضع ناقلة النفط نظرا الى "حساسية" المسألة و"حرصا على مصلحة افراد الطاقم". من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم البحرية الهندية ان سفينة حربية هندية هاجمت الثلاثاء سفينة قراصنة قبالة سواحل الصومال بعدما تعرضت لاطلاق نار من جانبهم.ونشر الحلف الاطلسي وعدة دول قوة بحرية في المنطقة لمكافحة اعمال القرصنة التي يجني منها القراصنة ارباحا طائلة في بلد تعمه الفوضى منذ اندلاع حرب اهلية فيه عام 1991.وتعرضت 92سفينة للقرصنة منذ مطلع 2008في خليج عدن والمحيط الهندي، ووقعت 11من هذه الهجمات في الفترة الممتدة بين 10و 16تشرين الثاني/نوفمبر وحدها، بحسب آخر حصيلة اصدرها المكتب البحري الدولي