بين نصف الكوب الفارغ والنصف المليان تعطلت لغة الطرح الإعلامي لتصل في الجانب الفارغ إلى درجة التشويه للمنجز الرياضي، بينما الطرف المليان يقدم الحقيقة كما هي من دون تشويه ومن دون تطبيل. المنجز الرياضي لأي بلد يتأرجح بين القمة والقاع وهذا أمر طبيعي فلا يوجد بلد في العالم يسيطر على كل شيء ولا يمكن لأي منتخب أو أي فريق أن يفوز في كل الأحوال أبداً، وإذا خسرنا جولة نكسب بعدها جولات. بالأمس تعثرت منتخباتنا السنية والأولمبية واغتال التحكيم الآسيوي أمال المنتخب الأول عنوة في وضح النهار، وفي الوقت نفسه كان المنجز الرياضي يقدم لنا أبطال راليات السيارات عالمياً وأبطال بولينغ وأبطال الرماية آسيوياً وفي المشهد نفسه والسياق نفسه يقدم لنا المنجز الرياضي صدارة للأندية الآسيوية عبر نادي الهلال المتربع على قمة التصنيف لكبرى قارات العالم، إذ احتل نادي الهلال السعودي المركز الأول في قائمة أفضل 100 نادٍ في قارة آسيا، متزعماً أندية القارة الآسيوية ب 480 نقطة، وذلك بحسب الإحصاءات المعتمدة والمختصة بإحصاءات أندية العالم لكرة القدم من عام 1872 حتى الوقت الحاضر وترتيب أندية العالم ويسمى الترتيب العالمي Oosterpark Rankings ويعد أكبر إحصاء لأندية العالم لكرة القدم، حيث يضم 55000 قاعدة بيانات تم إدخالها تغطي 700 بطولة و4000 نادٍ في العالم، ليكون الترتيب العالمي الأكبر والأصدق عبر تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد احتل نادي الاتحاد السعودي المركز الثاني ب 368 والاستقلال الإيراني المركز الثالث ب 258 واحتل المركز الرابع سامسونغ الكوري ب 226 نقطة والمركز الخامس سيونقنام الكوري ب 215 نقطة والمركز السادس بوهانق الكوري ب 195 نقطة فيما احتل المركز السابع جابيليو الياباني ب 179 نقطة والمركز الثامن فارمرز بنك التايلاندي ب 177 نقطة والمركز التاسع طوكيو فيردي الياباني ب 177 نقطة والمركز العاشر النصر السعودي ب 175 نقطة. المنجز الرياضي يقدم لنا ناديين سعوديين يتصدران قائمة أندية آسيا، والرياضة السعودية لا تتوقف في محطات الإخفاق بل تتجاوز هذه المحطات بالركض المستمر من دون كلل أو ملل، لأن الآخرين يركضون ويعملون في الاتجاه نفسه، قد نخفق اليوم وننجز غداً وهكذا دواليك على مدى سنوات العطاء منذ عهد فقيد الرياضة العربية الأمير فيصل بن فهد إلى عهدنا الزاهر في زمن وجه السعد الأمير سلطان بن فهد ورجل المرحلة الشاب الأمير نواف بن فيصل. المنجز السعودي لن يتوقف عند المشهد البكائي بل نترك نصف الكوب الفارغ لأصحاب النظارات السوداء والنصف المليان للمتفائلين أصحاب العقول الناضجة والآراء السديدة، فالأيام مداولة يوم أبيض ويوم أسود ويوم لك ويوم عليك و"تلك الأيام نداولها بين الناس". [email protected]