أمتع الشاعر الكبير محمد الثبيتي، حضور أمسيته الشعرية، التي نظمها نادي الدمام الأدبي مساء الثلثاء الماضي. وعبر الحضور المميز، من رجال ونساء، عن انسجامهم وتناغمهم مع قصائد الشاعر التي قرأها. ووصف مقدم الأمسية الشاعر محمد الدميني، تجربة الثبيتي بالقول: "نحن أمام تجربة سيريالية في بنيتها اللغوية والدلالية" واصفاً إياها ب"التجربة الريادية الفريدة في مسيرة الحداثة الشعرية في المملكة، انطلقت منذ أكثر من 30 عاماً". ولفت الدميني إلى أن الثبيتي، امتلك "علاقة معمقة مع الشعر ووعي مبكر لشروط الحداثة ورهاناتها"، التي وصفها ب"الغامضة بعض الشيء في تلك الفترة". وقال: "إن امتلاك الشاعر للغة متينة أتاحت له أن يمتلك زمام تعابيره، وأن يقترب من موضوعاته من دون تعثر، وأن يغدو معلماً في مسيرة الحداثة الشعرية في المملكة، بتجربة ما زالت تؤثر في الأجيال الشعرية"، ممتدحاً "عدم بقاء الثبيتي فوق أرض الرومانسية الشعرية طويلاً، التي كثيراً ما كبلت الشعراء، فلقد غادرها باكراً من خلال ديوانه الأول "عاشقة الزمن الورد"، ملمحاً إلى أن ديوانه الثاني "تهجيت حلماً تهجيت وهماً" "وضعه على أرض شعرية جديدة، غادرها بعد ذلك للمرحلة الأبرز التي تفتح فيها أفقه الاجتماعي والجمالي معاً، وانخرط فيها متأملاً هموم مجتمعه وآلام الإنسانية، مستوعباً في الوقت ذاته الأفكار الشعرية الجديدة التي طرأت على أفق الكتابة الشعرية الحديثة، ليواصل المسيرة الإبداعية عبر تجربته الريادية، بفعل تكوينها ومفرداتها اللغوية الدلالية المتمكنة من الوصول إلى ذائقة الناس والتحالف مع وجدانهم". وتلا صاحب ديواني"عاشقة الزمن الوردي"و"تهجيت حلماً تهجيت وهماً"، عدداً من قصائده مثل:"لي ولك"و"بوابة الريح"و"أنت هنا"و"تعرف؟"و"وضاح"و"يا امرأة"، و"وأفقت من تعب الكرى"و"تحية سيد البيد"و"الظمأ"وأخيراً"تغريبة القوافل والمطر". فيما طالبه الحضور بإلقاء قصيدته الشهيرة"تضاريس"، بيد أنه تردد في الاستجابة، معتذراً بأنها"طويلة"، بيد أنه انصاع تحت وطأة إلحاحهم، فقرأ بعض مقاطعها. وخلت أمسية الثبيتي من المداخلات، عدا تحية وسؤال توجهت به للشاعر القاصة ألباب كاظم، مستفسرة عن مسببات اغتراب الشعر الحديث. يُذكر أن النادي الأدبي في الدمام، قرر أخيراً أن تكون أمسيات الشعر وقفاً على متعة استماعه، فيما سيظل باب المداخلات مفتوحاً فيما عداها من فعاليات.