حققت السعودية المرتبة الثانية عالمياً على صعيد حجم إصدارات الاكتتابات في الربع الثالث من العام الحالي، وحصدت 11.25 بليون ريال ثلاثة بلايين دولار، أي ما يوازي 23 في المئة من قيمة سوق الاكتتابات العالمية، وذلك على رغم الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالأسواق العالمية. وقال التقرير الفصلي للاكتتابات العالمية الذي أعدته مؤسسة إرنست ويونغ، إن منطقة الشرق الأوسط استأثرت بخمسة من أكبر 20 اكتتاباً في العالم من حيث حجم العائدات في الربع الثالث، وجاء اكتتاب الشركة العربية السعودية للتعدين معادن في المرتبة الأولى عالمياً، محققاً عائدات بلغت 2.467 بليون دولار. وأضاف أن أسواق منطقة الشرق الأوسط قاومت الهبوط الحاد الذي عصف بأسواق الاكتتابات محققة 3.61 بليون دولار من عائدات 12 اكتتاباً شهدها الربع الثالث، في مقابل 4.72 بليون دولار تحققت عبر 13 اكتتاباً خلال الربع الثاني لهذا العام. وأشار التقرير إلى تراجع عائدات الاكتتابات عالمياً بنسبة 66 في المئة، وتراجع عدد الصفقات لتشهد الأسواق العالمية 108 عمليات اكتتاب فقط، متراجعة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2003 بعد انهيار قيمة شركات الإنترنت العالمية. وقال رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في الشركة أزهر ظفر إن من بين الاكتتابات الإقليمية التي احتلت مكاناً لها على لائحة أكبر 20 اكتتاباً، جاء اكتتاب شركة دريك آند سكل محققاً 333 مليون دولار، تليها شركة داماس إنترناشيونال بعائدات وصلت إلى 226 مليون دولار، وأخيراً جاءت الشركتان السعوديتان مجموعة أسترا الصناعية بعائدات بلغت 248 مليون دولار، وشركة"كيمانول"الذي حقق اكتتابها 193 مليون دولار. واستحوذت المملكة العربية السعودية على ثلاثة من مجموع عدد الاكتتابات العالمية، بينما بلغ نصيب الإمارات اكتتابين اثنين، وكانت الأردن في مركز الصدارة بالنسبة إلى عدد الاكتتابات في المنطقة، إذ شهدت 6 عمليات اكتتاب. وحلت الصين في المرتبة الأولى مسيطرة على 25 في المئة من قيمة السوق بعائدات وصلت إلى 3.3 بليون دولار، بينما احتلت أستراليا المرتبة الثالثة بعائدات بلغت قيمتها 1.3 بليون دولار، أي 10 في المئة من قيمة السوق العالمية للاكتتابات. وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية على صعيد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ بلغت عائدات اكتتاباتها في الربع الثالث 600 مليون دولار، أي ما يوازي 5 في المئة من مجمل عائدات الاكتتابات العالمية. من جهته، قال رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ فيل غاندير إن من المهم الإشارة إلى أن دخول قائمة أكبر 20 اكتتاباً عالمياً كان حكراً على من يحقق 1.9 بليون دولار على الأقل من عائدات الاكتتاب، أما اليوم فنحن نستطيع أن نرى شركات على هذه القائمة بعائدات اكتتاب لا تتجاوز 119 مليون دولار. وأشار إلى تراجع نشاط الاكتتابات العالمية إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، إذ شهد الربع الثالث 159 عملية اكتتاب في كل أنحاء العالم بلغت عائداتها 13.1 بليون دولار، وهذا هو أدنى مستوى للنشاط الربعي من حيث عدد الاكتتابات والعائدات المحققة على حد سواء منذ الربع الثاني لعام 2003، والذي شهد 130 عملية اكتتاب بعائدات لم تتجاوز آنذاك 6.8 بليون دولار. وتشير البيانات الاجمالية للأشهر ال 9 الأوى من العام الحالي إلى أن عدد الاكتتابات العالمية الذي بلغ 676 اكتتاباً، وقيمة عائداتها التي وصلت إلى 92.5 بليون دولار تراجع للنصف مقارنة بنتائج الفترة نفسها من عام 2007، إذ سجلت تلك الفترة 1388 اكتتاباً بعائدات بلغت 185 بليون دولار، وعلاوة على ذلك، تم تأجيل وسحب 242 اكتتاباً، مقارنة بما مجموعه 169 اكتتاباً تم تأجيلها وسحبها في عام 2007.