حلت المملكة في المرتبة الثانية عالمياً على صعيد حجم العائدات إذ حصدت اكتتاباتها ما مجموعه 3مليارات دولار، أي ما يوازي 23% من قيمة سوق الاكتتابات العالمية حسب تقرير أعدته إرنست ويونغ، شركة الخدمات المهنية وحصلت "الرياض" على نسخة منه، وقد حلت الصين في المرتبة الأولى مسيطرة على 25% من قيمة السوق بعائدات وصلت إلى 3.3مليارات دولار، بينما احتلت أستراليا المرتبة الثالثة بعائدات بلغت قيمتها 1.3مليار دولار، أي 10% من قيمة السوق العالمية للاكتتابات. وجاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ بلغت عائدات اكتتاباتها في الربع الثالث 600مليون دولار، أي ما يوازي 5% من مجمل عائدات الاكتتابات العالمية. وقد استحوذت المملكة على 3من عدد الاكتتابات العالمية، بينما بلغ نصيب الإمارات العربية المتحدة اكتتابيين اثنين. وكانت الأردن في مركز الصدارة بالنسبة لعدد الاكتتابات في المنطقة، حيث شهدت 6عمليات اكتتاب. وحسب التقرير فقد استأثرت منطقة الشرق الأوسط بخمسة من أكبر عشرين اكتتابا في العالم من حيث حجم العائدات في الربع الثالث لعام 2008، وجاء اكتتاب الشركة العربية السعودية للتعدين "معادن" في المرتبة الأولى عالمياً، محققاً عائدات بلغت 2.467مليار دولار. ومن بين الاكتتابات الإقليمية التي احتلت مكاناً لها على لائحة أكبر عشرين اكتتابا، جاء اكتتاب شركة دريك آند سكل محققاً 333مليون دولار، تليها شركة داماس إنترناشيونال بعائدات وصلت إلى 226مليون دولار، وأخيراً جاءت الشركتان السعوديتان مجموعة أسترا الصناعية بعائدات بلغت 248مليون دولار، وشركة ميثانول كيميكالز أو "كيمانول" الذي حقق اكتتابها 193مليون دولار. يأتي ذلك في ظل الأزمة المالية العالمية التي تعصف ببعض دول العالم فقد قاومت أسوق الشرق الأوسط الهبوط الحاد الذي عصف بأسواق الاكتتابات محققة 3.61مليارات دولار من عائدات 12اكتتاباً شهدها الربع الثالث من العام الحالي 2008، مقابل 4.72مليارات دولار تحققت عبر 13اكتتابا خلال الربع الثاني لهذا العام. ورغم أن نتائج هذا الربع تراجعت بنسبة 23% عما شهدته المنطقة في الربع السابق، فقد جاء أداء أسواق المنطقة أفضل بكثير من أداء الأسواق العالمية. كما أشار التقرير الربعي للاكتتابات العالمية، إلى تراجع عائدات الاكتتابات عالمياً بنسبة 66%، وتراجع عدد الصفقات لتشهد الأسواق العالمية 108عمليات اكتتاب فقط، متراجعة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2003بعد انهيار قيمة شركات الإنترنت العالمية. وأضاف فيل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: "من المهم الإشارة إلى أن دخول قائمة أكبر عشرين اكتتابا عالميا كان حكراً على من يحقق 1.9مليار دولار على الأقل من عائدات الاكتتاب، أما اليوم فنحن نستطيع أن نرى شركات على هذه القائمة بعائدات اكتتاب لا تتجاوز 119مليون دولار. ولكن هذا لا ينتقص من حقيقة أن المنطقة تتعامل مع الأزمة المالية العالمية بأفضل مما كان متوقعاً، فعلى الرغم من ان اداء الاسواق على المدى القصير سيتأثر بهذه الأزمة فإن النتائج على المدى البعيد مازالت إيجابية." هذا وقد تراجع نشاط الاكتتابات العالمية إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، فقد شهد الربع الثالث لعام 1592008عملية اكتتاب في كافة أنحاء العالم بلغت عائداتها 13.1مليار دولار. وهذا هو أدنى مستوى للنشاط الربعي من حيث عدد الاكتتابات والعائدات المحققة على حد سواء منذ الربع الثاني لعام 2003، والذي شهد 130عملية اكتتاب بعائدات لم تتجاوز آنذاك 6.8مليارات دولار. وتشير البيانات الإجمالية للأرباع الثلاثة لأولى من عام 2008، أن عدد الاكتتابات العالمية الذي بلغ 676اكتتاباً، وقيمة عائداتها التي وصلت إلى 92.5مليار دولار قد تراجع للنصف مقارنة بنتائج الفترة نفسها من عام 2007، إذ سجلت تلك الفترة 1388اكتتابا بعائدات بلغت 185مليار دولار. وعلاوة على ذلك، تم تأجيل وسحب 242اكتتاباً حتى هذا التاريخ من لعام 2008مقارنة بما مجموعه 169اكتتابا تم تأجيلها وسحبها في عام 2007.إلى ذلك، قال غيل فورير، المدير العالمي لنشاطات الاكتتابات في إرنست ويونغ: "لقد رأينا في ظل هذا الاضطراب الاقتصادي تباطؤاً في نشاطات الاكتتابات، ونحن نعلم من خلال خبراتنا السابقة أن الأسواق تقوم بشكل دوري بعملية تصحيح. فعلى سبيل المثال، تطلب إعادة تصحيح السوق على إثر أزمة انهيار شركات الإنترنت حوالي ثلاث سنوات، رغم أن الأسباب كانت مختلفة تماماً في تلك الأزمة. وفي السياق نفسه، فإن نزعة الاكتتابات لا تزال تتميز بالقوة والامتداد الجغرافي المتنوع وبالجودة العالية. وإن الشركات التي كانت قد قررت طرح أسهمها للاكتتاب العام سابقاً، هي الآن في وضع جيد يسمح لها باستغلال الفرصة لطرح أسهمها للاكتتاب مرة واحدة عندما تتحسن ظروف السوق".