أقرت عمادة الدراسات العليا في جامعة مؤتة الأردنية، الرسالة المقدمة من الباحث السعودي عبدالله بن فلاح الرشيدي، والمعنونة ب"عبدالله الزيد شاعراً"، وذلك استكمالاً لمتطلبات حصول الباحث على درجة الماجستير في اللغة العربية. وأفاد الباحث الرشيدي بأن مشرف الرسالة الدكتور طارق المجالي، أقرّ منذ البداية خطة البحث، انطلاقاً من اقتناعه بقوة شعر عبدالله الزيد، وبأنه يمثل مرحلة وجيلاً يستحق الدراسة، ولما تتميز به قصيدته من ظواهر أسلوبية وجمالية أخرى تستحق الدراسة. وقال الباحث إنه يهدي هذه الدراسة إلى المكتبة الشعرية في المملكة. الدراسة تناولت التجربة الشعرية عند الشاعر عبدالله الزيد، باعتباره أحد الشعراء السعوديين المعروفين، وقامت بكشف الرؤى والمضامين التي يشتمل عليها شعره. وهي بحسب الباحث، رؤى تتجلى في الحس الانتمائي الصادق للأمة، وفي القيم الأخلاقية والإنسانية، ويبرز من خلالها الشعور بالاغتراب بمختلف أنواعه الحسي والقيمي والروحي والقلق من الحاضر والحنين إلى الماضي والمثل العليا. وتحلل الدراسة البناء الفني أيضاً، وتتوقف عند المعجم الشعري لعبدالله الزيد وسائر المظاهر الأسلوبية في لغته الشعرية، كالتناص والانزياح والتكرار. وتبين للباحث أن شعر الزيد"يمتاز بتعدد أنماط الصور الفنية المفردة والمركبة والكلية، وما يتفرع عنها من صور جمالية تتبادل فيها الحواس وظائفها"، كما أن الزيد، بنظر الدراسة، يستخدم مفردات جزلة بعضها نادر الاستعمال في الشعر العربي المعاصر. وفي مقدمته، أشار الرشيدي إلى أن للشاعر عبدالله الزيد سمعة أدبية جيدة، بصفته شاعراً وكاتباً في النقد وإعلامياً يعد ويقدم البرامج الثقافية. ولدى اطلاع الباحث على شعره تنامت لديه رغبة قوية في أن يكون شعر الزيد موضوع رسالته العليا، لعلها تكون إسهاما مفيداً في إبراز صوته الشعري الذي يوصف بالتمكن والأصالة والالتزام والتجريب بأساليب الشعر المعاصر. وبناء على ذلك، قسّم الباحث رسالته إلى أربعة فصول: أضاء في الفصل الأول نشأة الشاعر عبدالله الزيد وتكوينه الثقافي، وعرض مجموعاته الشعرية عرضاً موجزاً، وتوقف عند موقف النقاد والكتاب من شعره. ثم خصص الفصل الثاني لأبرز اتجاهات المضامين في شعر الزيد وهما الشاعر والأمة، والاغتراب. فوضح علاقة الشاعر بأمته من خلال شعره، وفصل الحديث عن ظاهرة الاغتراب تفصيلاً حاول فيه أن يصنف أنماط الاغتراب إلى حسي وقيمي، وإلى اغتراب وجود القلق الإنساني والقصائد الشخصانية. وفي الفصل الثالث تناول اللغة الشعرية عند الزيد ممثلة في المعجم الشعري والظواهر الأسلوبية من تكرار وعرض قصصي واستفهام وحذف وانقطاع ورمز، وتناول الحوار. وتوقف عند ظاهرة التناص وأنواع وظاهرة الانزياح وأنواعها. وأخيراً في الفصل الرابع درس الباحث الصورة الفنية وأنماطها في شعر الزيد. وفي الفصول جميعها، حرص الباحث على الإكثار من النماذج الشعرية، التي تتعلق بالظاهرة المدروسة، واختار أن ينوّع الاقتباسات من مجمل مجموعاته الشعرية.