في كلمة ملك الإنسانية - مساء البارحة - ذهب خالص يملأ كل مفردة، وينطلق بمشاعر أبناء بلد إلى الفطرة الخالصة بلا رتوش في حديث ملك، وكل جملة ذهبية تصلح لأن تكون عناوين بارزة لنقاشات وحوارات متواصلة للرقي ببلد يكفي أن يكون قائده ملكاً بمكانة عبدالله بن عبدالعزيز. لغة من الحزم ممزوجة بكلمات وجدانية من أب حنون لابنائه العاملين في الإعلام والصحافة، وهو المدرك والملم تماماً بقيمة العمل الإعلامي، والجهد الذي يقدمه المنتمون له، وأن القلم مداد من الاجتهاد، وشيء من الصواب والخطأ، موصلاً رسالة قيمة في ألا يُعْتَمَد في إيصال العمل الإعلامي كلية على - ما يطلبه المتابعون - الكلمات الملكية تحمل من الجمال ما يكفي، ولكنها شديدة الوقع على كل قلب به دين، وداخله وطن، والجمل المباشرة تعني بكل تأكيد حرية الطرح، والحوار بالكلمة والرأ ى، ولكنها هنا تصلح - تحديداً - لأن تكون شعارات وطنية يبدأ بها مع كل عمل قادم، وينطلق من خلالها لكل محاسبة على خطأ. ومن تمعن في حديث الوالد القائد سيلحظ مفردتين تلازمتا جنباً إلى جنب هما"الدين والوطن"، لأنه لا يمكن للدين أن يتواصل ويتصل مع عالم متزايد السقطات إلا مع رب أجعل هذا بلداً آمناً حين يشكل مركز الثقل الديني للإسلام، ولا يمكن أن ينطلق وطن للأعلى وهو مهمل لغذائه الروحي الحقيقي"الدين"وما أغلى الغذاء، لذا نحن بين نعمتين كبيرتين سنظل محسودين عليهما حتى الموت"دين ووطن"، وسيسعى الكثيرون إلى استغلال أي ثغرة يحدثها من ينتمي للدين بالاسم، وستُبْذَل قصارى الجهود لأن يزعزع أمن هذا الوطن. المفردتان هما انطلاقتنا للمستقبل القادم، وسر بقائنا لوقت ماضٍ، وكما يفسر علماء اللغة فإن الكلمات التي توجد بكثافة في أي خطاب هي ما يملأ ذهن القائل، فكان الدين أولاً ومن ثم الوطن، مفردتين بارزتين في حديث الأب من الذهب الخالص، التقطت مفردة الحوار، وهي التي كنا نتعامل معها ذات زمن سابق بعصبية مقيتة، والتمسك بالرأي والرأي الأوحد كان شعاراً وحيداً حتى ولو كان معه الطريق إلى التهلكة، في وقت كان رفع الصوت فيه أكبر وتيرة قياسية لإنجاح رأي... لأن التراجع عن الخطأ كان فضيحة مدوية في ظل أعراف وتقاليد بالية أعادتنا إلى الوراء كثيراً، وشكلت المنعطف الأكثر سخونة في مشوار مجتمع متقلب متناقض، كان يقرأ على أسماع الآخرين أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، فيما أن القضايا برأسها تطل بمجرد فورة اختلاف بسيط. شجع فينا الأب القائد الحنون روح الاختلاف، وزرع فينا حب الحوار، وأخبرنا كيف"نكون والآخر"، قائلا لنا ذات يوم كيف نلغي الواو المتشددة في ما بين القوسين الماضيين، وكل ذلك من منطلق دين حقيقي قرأه البعض بالمقلوب، أو انتقى منه ما يتلاءم مع غاياته ونواياه، سينطلق ? ابو متعب - أسبوعاً قادماً إلى أميركا من اجل حوار الأديان ليُبقي سمعة الدين نقية ناصعة البياض، ويُظهر للآخرين أن الإسلام إسلام حوار، لا إسلام قوة وبطش، الإسلام حوار وهو ديننا، لاحظوا هنا أني حفظت كلماته وسارت معي تلقائياً لأنها الحقيقة التي عجزنا عن أن نقنع أنفسنا بها زمناً، فضلاً عن أن نقنع الآخرين ليذهب ويشارك ويحاور ويثبت ان الدين رسالة وسطية. اختلفنا ? والدي- كثيراً على صدر هذا الوطن الجميل، لكننا اتفقنا عليك ملكاً وقائداً، وأعتقد انه حان الوقت لأن نجتمع أيضاً على كلمتك هذه! [email protected]