تصلح بعض الكلمات لأن تكون منهجاً وخريطة طريق بل إضاءة واضحة صريحة تحتاج وزن العقل على الدرجة المعتدلة وتغليب المنطق على الرغبات والأهواء والتصنيفات، تقف تجاه بعض من هذه الكلمات حائراً، فَمِنْ أين تبدأ؟ وماذا تختار ليكون صلباً لمقال كاتب متفائل برجل الإصلاح الأول ويستمع لكل سطر ينطقه ليفخر أنه هذا هو ملكه وهذه أفكاره وتطلعاته وقراءته للمحيط الصغير والكبير. كلمة ملك الإنسانية – يوم أمس – ذَهَبٌ خالص يملأ كل مفردة، وينطلق بمشاعر أبناء البلد عبر بوابة الفطرة الخالصة إلى منهجية تفكير سليمة واختصار لواقع مشاهد بأقصر الكلمات وأبلغها. كل جملة ذهبية تصلح لأن تكون محور نقاش مستقلاً، وأجندة حوارات متواصلة للتفعيل والتطبيق وبحث كل عائق يقف من دون أن يكون المنجز أياً كان لا يرقى للتطلعات والجهود والطموحات. حديث الأب «عبدالله بن عبدالعزيز» يوم أمس وهو يدشن أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يؤكد أن القيادة ترسم الخطط وتنقل الأمانة من ذمتها لذمة المسؤول، وتعرف – بثقة - مكامن الخلل وتتابع كل ما يجري في الساحة المحلية من دون أن ندرك نحن الأبناء أبعاده وتأثيره على المستقبل القريب، فتأتي رسائل القيادة مختصرة وعلى هيئة إشارات بالغة التأثير وبلسان الأب. «الوطن للجميع»، أخذت مني هاتان الكلمتان لحظات توقف وإعجاب قرأت فيهما مفهوم المواطنة الخالصة ومعها أبعاد عظيمة ومشاعر نبيلة وكلمات صادق، هاتان الكلمتان يجب أن تتصدرا طليعة الاهتمام والنقاش، وتذيبا كل روائح الخلاف والاختلاف وتقفزان بالحس الوطني وحب التراب إلى منصات مرتفعة مختلفة، كلمتان يجب أن يدركهما المجتمع المتحمس، تحتاج لأن ينميهما المسؤول مع كل تواقيع الصباح وأحاديث اليوم واستحقاقات الأفراد، كلمتان يجب أن يتصل معهما على الطاولة الواحدة كل المختلفين فكراً ورؤية، والمتعاكسين بالتفكير والمصالح، ليضعهما المتمسكون بالرأي الواحد والخيار المستقل أمام العينين مع كل إشراقة كل يوم جديد على وطن الجميع. وإلى كل مستوعب لأسطر الملك أقول: «انقلها حرفاً حرفاً لكل من حولك، واشرح لهم البعد وعمق الرؤية وطَمِّنْ أرواحهم العاشقة للتراب والإنسان أن المكان لن يخذل وولاة أمره بهذا الحس الفطري والقرب المدهش والوزن الثقيل في كل إطلالة وحديث، لنكن صرحاء مع أنفسنا أولاً ومن ثم صادقين مع وجوه أحببناها وأحببنا عقلانيتها وهدوءها واتزانها مع مجريات الحياة، لننر عقولنا وننشئ طوابق من التنوير والنور والإصلاح والتسامح والانفتاح. فأقسم لكم أن مثل هذه الكلمات الصادقة حقٌ علينا أن نسكنها العقول والقلوب وننشدها لجيلنا الذي يرى الطريق - يوماً بعد يوم - لكنه يريد ورقة عمل مختصرة تضيء له الطريق والبارزة في كلمات الملك بالأمس المعطرة بلغة من الحزم اعتدناها تجاه كل ما يجب أن يُعْرَض بصرامة أنما محاطة بمفاتيح عَزْم لن يحملها إلا أبناء المكان ليذهبوا لفتح بوابات المستقبل المشرق المقبل، وداعمهم الأب «عبدالله بن عبدالعزيز». [email protected]