سيطرت 35 فرقة من الدفاع المدني في العاصمة المقدسة ومحافظة جدة على حريق شبّ مساء أول من أمس في"برج هاجر"التابع لوقف الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة، بعدما أتى على 10طوابق من البرج. وكان الحريق اندلع في الطابق ال 32 وامتدّ حتى الطابق ال 42 منه قبل أن تسيطر عليه الفرق، وتمنع امتداده إلى الأبراج المجاورة، فيما أسهمت الأخشاب والمواد سريعة الاشتعال في البرج تحت الإنشاء في صعوبة السيطرة على الحريق، ولم ينتج منه إية إصابات. وقال الناطق الإعلامي المقدم علي المنتشري إن الحريق كان كبيراً والتهم 10 طوابق ولاتزال التحقيقات جارية لمعرفة أسبابه. وبحسب شهود عيان من العاملين في برج الملك عبدالعزيز، أن الحريق الذي شهده البرج بعد منتصف ليل البارحة بدأ في الانتشار سريعاً، فانطلقت صفارات الإنذار داخل البرج التي بدأت مع دوي أصواتها جموع العاملين في الخروج مسرعين من المبنى، فيما تسبب فصل التيار الكهربائي عن البرج إلى إدخال العاملين الفارين في موجة من الرعب بعد اضطرارهم إلى استخدام السلالم نظراً لتوقف المصاعد. ووفقاً لأحد العاملين في البرج مهران المدني، فإن عملية تدافع العمال نحو السلالم تسببت في تعثر بعضهم وسقوط آخرين الأمر الذي عرقل سير العمال من المبنى المحترق، وتساقطت ألسنة اللهب من الطوابق العلوية المليئة بالخشب والدهانات بغزارة صوب الطوابق السفلية التي تم الانتهاء من تأثيثها أخيراً، فأسهمت قطع الأثاث في نشر وامتداد الحريق بين طوابق البرج، حيث أتى الحريق على نحو 01 طوابق قبل أن تسيطر عليه فرق الدفاع المدني. وقال مصدر أمني ل"الحياة":"إن مديرية الدفاع المدني قررت عدم استخدام الطائرات المروحية لإخماد الحريق، لما قد ينتج من استخدامها أضرار كانتقال ألسنة اللهب إلى المباني المجاورة للبرج المحترق وتهديد أرواح قاطنيها، قبل أن يتم إخلاؤها في وقت باكر من صباح اليوم. وبين الفينة والأخرى كانت أصوات انفجارات مدوية تسمع داخل البرج ناجمة عن كثرة أنابيب الأوكسجين الموجودة في داخله، في وقت تولت الفرق الأمنية التابعة لمرور العاصمة المقدسة اقفال جميع الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام منذ الساعة الواحدة من فجر أول من أمس ومنعت المكيين الراغبين في الوقوف على الحدث من الوصول إلى موقعه حفاظاً على سلامتهم، إلا أن بعض الشبان من سائقي الدراجات النارية استغلوا هذا المنع لنقل الراغبين في الوصول إلى موقع الحريق مقابل مبالغ مالية. يذكر أن المبنى المحترق كان من المقرر أن يتم الانتهاء من تشييده وتسليمه مؤثثاً بالكامل للاستفادة منه في إيواء العديد من حجاج بيت الله الحرام هذا العام. وقال خبراء في مجال التأمين ل"الحياة":"إن حصر خسائر الحريق المادية أمر صعب حالياً نظراً لأن الحريق شب في برج تحت الإنشاء، ويحتاج إلى خبراء يقفون عليه ويعاينون مساحته ومحتوياته".