يحظى نجم فريق الهلال المحترف الليبي طارق التايب بشعبية جارفة بين أنصار الهلال الذين وجدوا فيه لاعباً مؤثراً في خط الوسط، وهدافاً بارعاً يعرف طريقه إلى المرمى، ما جعل إدارة النادي العاصمي تحتفظ به ضمن قائمة الفريق للموسم الثالث على التوالي، على رغم الانتقادات التي طالت اللاعب في الموسم الماضي واتهامه بالتخاذل عن اللعب وإدعاء الإصابة غير مرة. وباتت آمال أنصار الهلال بمشاهدة"البرنس"مجدداً مع فريقهم رهن نجاح إدارة ناديهم في رفع الإيقاف عنه، على خلفية قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بوقفه عن اللعب بداعي عدم الوفاء بتعاقده مع ناديه السابق غازنتاب التركي. وأفلح التايب في لفت الأنظار منذ انطلاقته في الملاعب الليبية قبل أن ينتقل متجولاً في ملاعب تونس وتركيا والسعودية، فضلاً عن عروضه اللافتة وأهدافه الصعبة مع منتخب بلاده، خصوصاً أنه استطاع أن يعرقل المنتخب المصري عن الصعود إلى نهائيات كأس العالم 2006، بعدما قاد منتخب ليبيا للفوز على الفراعنة في مباراة مازال أبطال افريقيا يتذكرونها بمرارة. واحتفى الليبيون أخيراً بلاعبهم الفذ في كتاب حمل عنوان:"طارق التايب"طرح في المكتبات للتعريف بإنجازات"البرنس الليبي"ومسيرته في ملاعب كرة القدم، ونشر في الكتاب صور للتايب تعرض مراحل مسيرته منذ أن كان ناشئاًً في صفوف الأهلي، حتى أصبح لاعباً في أندية مهمة كالصفاقسي التونسي وغازنتاب التركي والهلال السعودي، واختار التايب أن يرد التحية بمثلها حين أعلن تبرعه بعائدات الكتاب المالية لدعم اللاعبين الناشئين في ناديه الأم أهلي طرابلس الذي عرف فيه البدايات. ويؤكد التايب أنه عاش في العاصمة السعودية أياماً رائعة، شارك خلالها مع الهلال في نيل ألقاب مهمة وتحقيق إنجازات ستبقى عالقة في ذهن"البرنس"طويلاً، ولاتزال الرياض فأل خير على اللاعب الليبي الذي استقبل على أرضها بشرى قدوم مولودته الأولى"منة الله"، وهي الصغيرة التي يرى التايب أنها باتت تمنحه الأمل والحافز لتحقيق الكثير. ويحظى التائب بصداقات واسعة تمتد إلى المشجعين البسطاء في الرياض، وهو اختار أن يفتتح أحد المقاهي دعماً لمشجع هلالي، قبل أن يتحول تواجد التايب في المقهى إلى مظاهرة حب امتدت على طول الشارع، ما استدعى تدخل الشرطة المحلية التي نصحت اللاعب الليبي بمغادرة المكان لفض الازدحام الذي أعاق حركة السير في الشارع. غير أن علاقة التايب بلاعب الهلال ومشجعيه كثيراً ما أثارت حنق المنافسين، ما جعل بعضهم يروج عبر مواقع إليكترونية مقاطع مصورة يظهر فيها التايب ينتقد بعبارات حادة بعض رفاقه في الفريق الهلالي، وفي مقدمهم مهاجم الفريق ياسر القحطاني، وتسببت تلك المقاطع في جدل استدعى أن ينفي التايب ما جاء فيها حفاظاً على علاقته مع بقية رفاقه. ومازال الهلاليون يحفظون لطارق التايب تمسكه بقيادة الهلال في نهائي كأس السعودية 2007 أمام الاتحاد، على حساب انضمامه لصفوف منتخب بلاده الذي كان يخوض مباراة ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم افريقيا 2008، ما تسبب في قطيعة بين اللاعب والاتحاد الليبي لكرة القدم، قبل أن تنتهي بالظهور اللافت للتايب خلال دورة الألعاب العربية في القاهرة، خصوصاً حين قاد ليبيا للفوز على السعودية 2-1، وهو ما اعتبره الشارع الرياضي في طرابلس خير هدية تصلح للعفو عن"البرنس"الذي رفض أداء مهمة وطنية من أجل الهلال السعودي. ويأمل مدرب الهلال الروماني كوزمين في أن يرجع طارق التايب إلى صفوف الفريق قبل أن يقضي اللاعب المهم فترة العقوبة كاملة، خصوصاً أن إدارة الهلال تبذل مجهودات لرفع الإيقاف عن التايب المطالب حالياً بدفع 600 ألف دولار وقضاء أربع أشهر في المدرجات قبل أن يظهر مجدداً في الملاعب، علماً بأن الهلال في انتظار استحقاقات مهمة خلال الموسم الحالي، فضلاً عن أن الفريق بدأ في نزيف النقاط خلال بطولة الدوري التي يحمل لقبها. ما يعتقد أنصار الهلال أن تواجد التايب سيحسن الصورة ويحمس لاعبي الفريق لبذل المزيد من المجهودات وتحقيق الانتصارات مجدداً.