تدعي المعالجة الشعبية أم فايز إنقاذها ما يزيد على 150 مصاباً ب"الغرغرينا"من بتر أعضائهم وعلاجهم، بواسطة مركب من الأعشاب الطبيعية التي تحصل عليها من محال العطارة وبعض الجبال الواقعة شمال السعودية. وتؤكد أن علاجها"الطبيعي"مضمون بمشيئة الله، وليس له أية أعراض جانبية. في المقابل، لم يبد المسؤولون في وزارة الصحة أي اعتراض على طريقة أم فايز في العلاج، ولم يحاولوا فحص"الوصفة"أو تبنيها إلى الآن. في حين لم تكتف المعالجة الشعبية بعلاج الحالات، بل وضعت كتيباً يحوي وصفتها السحرية وطريقة استعمالها بشكل واضح ويسير، منتظرة تحقيق حلمها المهم، وهو إيجاد شركة تتبنى تسويق علاجها في أنحاء العالم مع حفظ حقوقها. من جانبها، أكدت وزارة الصحة عدم علمها بأمر هذا العلاج، وأنه في حال صحة المعلومات التي تدعيها المعالجة فإن الوزارة ستحفظ لها حقوقها. وتمارس المعالجة الشعبية أم فايز القاطنة في مدينة عرعر هذه المهنة منذ أكثر من 25 عاماً، وتؤكد أن عدد حالات"الغرغرينا"التي شفيت على يدها بعد أن كان"البتر"مصيرها تزيد على 150 حالة. وأوضحت أم فايز أن"الغرغرينا"ناتجة من عجز الدم عن الوصول إلى أطراف مريض السكري، ما يتسبب في مرحلة تالية في عدم الشعور بالأطراف وموت الأعصاب فيها، ليصل الأمر في حال متقدمة إلى بتر الأعضاء، مؤكدة أن لديها أكثر من 20 دواء لمختلف الحالات. وذكرت أن بعض أطباء المنطقة يحولون حالات مرضية عليها، وأنها لم تتواصل مع الوزارة، خوفاً من ضياع حقوقها، فحاولت الاتصال بهم وأبلغوها بضرورة إرسال عينات من علاجها لهم. وتساءلت:"من يضمن لي حقي؟"، متمنية أن تجد شركة تتبنى دواءها وتوزعه في مختلف أنحاء العالم، بعد أن نجح في علاج حالات كثيرة ومستعصية. وتحدت أم فايز الطب الحديث أن يوجد علاجاً يوازي مفعول علاجها الخاص ب"الغرغرينا"و"البواسير"على وجه التحديد. وقالت:"إن علاجها يكلف مبلغ 1500 ريال". المواطن عارف المرضي الذي أصابت الغرغرينا قدمه نتيجة التهاب جرح توافق مع إصابته بمرض السكري، فأقعد عن المشي، واستمر في مراجعة المستشفيات التي لم تجد له حلاً. يقول:"لم أعد أستطيع المشي بعد إصابة الغرغرينا قدمي، وهو ما أقعدني عن المشي والعمل، فأرسلت إلى أم فايز واشتريت منها العلاج بمبلغ 1500 ريال، وهو مكون من ثلاثة أدوية الأول هو العجينة السوداء، والثاني"مرة"محلولة لغسيل الجرح مع زيت، لمسحه على القدم بعد الانتهاء من الغسيل، والثالث مسحوق أبيض". ويضيف:"بعد أيام عدة من استخدامي للعلاج بدء الجرح يلتئم، ومع مرور الوقت استطعت المشي والصلاة وزال الجرح نهائياً، والآن لم يتبق إلا قليل من الورم في قدمي"، مؤكداً عدم تعرضه لأي أعراض جانبية مرافقة للدواء العشبي على رغم مرور أكثر من شهرين على ذلك. ويروي فايز السعيد الغانم قصته مع أمه التي أصيبت بغرغرينا في رجلها والمصابة أيضاً بمرض السكر أن الأطباء قرروا إجراء جراحة لوالدته، تتمثل بإزالة الشحم عن اللحم وفي حال عدم الاستجابة، فإنهم سيضطرون للبتر. ويضيف:"ذهبت بوالدتي عند أم فايز التي ما أن انتهت من علاجها حتى شفيت تماماً، وهي الآن بأتم صحة وعافية، ولا تشتكي من رجلها التي أصبحت طبيعية تماماً". وكذلك الأمر بالنسبة لوالدة سعران القعيمان التي أصابت الغرغرينا قدمها، وقرر الأطباء في المستشفى"تشريط"قدمها،"لكننا رفضنا ذلك، وذهبنا إلى أم فايز التي عالجتها، فبرأت على يدها، وهي الآن في أتم صحة وعافية". من جهته، أكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة ل"الحياة"أن وزارة الصحة لم تسمع بمثل هذا العلاج، والواجب أن تزود وزارة الصحة بعينات من هذا العلاج ليتم تحليله ومعرفة محتوياته فربما كان في هذا العلاج مواد محرمة دولياً، وما إلى ذلك من احتياطات. وعن الضمانات التي تحفظ حقوق صاحبة الدواء في حال تبين نجاعته، أجاب:"عليها تقديم عينات لنا لفحصها، وفي حال ثبوت نجاح الدواء سنقوم بتسويقه".