لم يدر بخلد «أم عودة» من مدينة بدر بمنطقة المدينةالمنورة أن مجموعة من الأعشاب الطبيعية ستكون علاجا ناجعا لمرض الغرغرينا بعد أن جربتها عن طريق وضعها على الجروح لدى مرضى السكر والمهددين ببتر الأعضاء من جراء هذا المرض الخطير. العسل الحر كان على قائمة دواء علاج الغرغرينا، ومن ثم خلطة سرية من الأعشاب، من أشهرها الشيح المعروف لدى الأوساط الشعبية في المملكة، والحبة السوداء المشهورة بمفعولها في الطب النبوي. تجربة العلاج الناجع أسرعت بالخطى باتجاه «أم عودة»: «هناك 20 حالة مؤكدة تم علاجها من الغرغرينا عن طريق خلطة الأعشاب، في حين أن هناك المئات ممن وصلهم العلاج عن طريق مرضى أو ذويهم توصلوا إلى فاعليته عن طريق التجربة»، وتؤكد أن «لها عدة أعوام وهي تطور التركيبة حتى أثبتت نجاحها وكفاءتها، وبالدليل والبرهان والتجربة، هناك مرضى قرر الأطباء بتر أقدامهم وجاءت الخلطة لتكون بديلا شافيا وناجعا دفعهم لوقف البتر بعد تحسن حالة الجرح وتوقف تآكله». وتشير «أم عودة» إلى أن «خلطتها لم تعالج الغرغرينا فقط، ولكنها كانت علاجا لأمراض أخرى»، مضيفة أنها «متميزة في علاج الجروح كافة، ومن المهم أن يتابع المريض برنامجا غذائيا معينا ليسير عليه، كما أنه من المهم أن يتم تعقيم وتطهير الجرح بالأدوات الطبية، مع ضرورة أن يتابع مرضى السكر برنامجهم الدوائي من المستشفيات لأنهم من أكثر المصابين بالغرغرينا». وتشمل قائمة علاجات «أم عودة» أمراضا أخرى: «لدي علاج بالكي لآلام الأقدام والركب وعرق النسا، إضافة إلى علاج أمراض الأطفال». وتضيف: «تحتوي العشبة على سبعة أنواع من الأعشاب، ومنها الشيح الجبلي الذي ينبت بعد المطر، وذلك من قدرة الله»، مؤكدة: «هنالك أعشاب طبيعية تشفي وتقي من الأمراض، ولكن المهم هو المقادير، وهو ما أكده علاجي»، ولا تتكسب «أم عودة» من معالجتها كوظيفة أو مهنة، فهي لا تشترط أي مبلغ مالي لعرض سلعة العلاج، كما ينتهجه العديد من المعالجين، بل تساعد كل مريض لا يستطيع أن يشتري العلاج، مضيفة أنها تريد الأجر والدعوة وتعطي العلاج مجانا لأي مريض ظروفه صعبة، وتأخذ المبلغ من القادرين فقط. من جانب آخر، يؤكد عبدالرحمن الظاهري أن عددا من زملائه تعافوا من الغرغرينا بفعل دواء «أم عودة» وآخرين، وجميع ما يقولونه موثق وتم بالتجربة التي تظل خير برهان. ويدعم إبراهيم الفدعاني، أحد المرضى ذلك بوصفه متعالجا عند «أم عودة»: «أنا مصاب بالسكر منذ نحو 20 عاما، وقد حدث لي جرح خطير جدا كاد يؤدي بي إلى البتر، ولكنني سمعت من أحد زملائي عن علاج للغرغرينا عند أم عودة، وبعدها جلبت الدواء واستخدمته، فشفي الجرح وسلمت من هذا المرض الذي كاد أن يؤدي إلى بتر أحد أعضائي»، مضيفا أن «العلاج طبيعي وله فائدة ويعد علاجا حقيقيا وفقا لنتيجته التي لمستها بنفسي». ويؤكد محمد الزايدي «موظف في الأمن الصناعي بالهيئة الملكية للجبيل وينبع» أنه يعاني مرض السكر، وأصيب بجرح عميق بعد تعرضه لمسمار صدئ، وبعدها تعمق الجرح في يده كثيرا وراجع مستشفيات، وخشي أن يتفاقم الجرح لأنه مريض بالسكر وقد يصاب بالغرغرينا التي تؤدي إلى بتر الأطراف، وبعدها: «استخدمت علاج أم عودة الشعبي بعد أن طهرت الجرح بواسطة التعقيم، وما هو إلا أسبوع ونصف حتى شفيت تماما»، وبعدها تعرضت زوجته لغرغرينا في القدم وأصيبت بجرح، ما استدعى بتر أحد الأصابع في القدم، وتطور الأمر فاستخدم خلطة العلاج الشعبي بناء على توصية زميل له، وبالفعل.. أيام قلائل وشفيت تماما. خامس هوساوي، موظف في ينبع استخدم علاج «أم عودة» لعلاج ابنه «13 عاما» الذي أصيب بالتهاب في العظم وبعدها تطور إلى جروح تفاقمت وأثرت في حالته كثيرا إلى درجة تحويله إلى المستشفى التخصصي بالرياض، وبعد استخدام العلاج لجروح متعفنة في جسد ابنه تحسنت الجروح وعمل على تنشيفها، وتحسن ابنه بنسبة كبيرة، والأمر ذاته يؤكده زميله ساعد المطرفي الذي استخدم العلاج بعد أن تعرض لحادث نتجت منه جروح، واستخدم معها العلاج وخلال نحو عشرة أيام شفي تماما .