لا يزال الغموض يخيم على مقتل شاب ثلاثيني في محافظة الطائف غرب السعودية. ولم تفك طلاسم القضية على رغم أن جثة الشاب"متعب"لا تزال ترقد فوق سرير حديدي داخل ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فيصل في الطائف منذ ما يربو على 11 شهراً. ولم تفلح محاولات والد القتيل ومناشدته الجهات المعنية كشف مسببات مقتل فلذة كبده الوحيد، وتشريح الجثة التي رفض تسلمها أو دفنها، ما اضطره أخيراً إلى رفع شكوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارتي الداخلية والصحة ومكتب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة. وذكر والد القتيل أحمد الفيفي ل"الحياة"مدى معاناة عائلته بعد مقتل ابنه، واتهم جهات لم يسمها بالإصرار على"التعتيم"على مسببات الوفاة، مسترجعاً ذكرياته مساء 11 ذي القعدة 1428ه، حين ورده اتصال هاتفي يفيد بالعثور على جثة ابنه متعب ملقى على قارعة شارع البريد أمام مبنى إمارة منطقة مكةالمكرمة بمحافظة الطائف. وأوضح أنه بعد نقله إلى مستشفى الملك فيصل أُخطر بأن وفاة ابنه تُعزَى إلى سكتة قلبية مفاجئة. لكنه قال إنه لم يقبل ذلك بسبب المنظر المريب لجثة ابنه، خصوصاً أن الدماء تغطي ثياب القتيل وجسده، فطالب بتشريح الجثة التي ظهرت عليها آثار اعتداء. بيد أن طلبه قوبل بالرفض، فرفض تسلم الجثة أو دفنها لتبقى داخل ثلاجة الموتى. وقال الفيفي إن لجنة طبية اجتمعت أخيراً ونفت أن تكون السكتة القلبية سبباً في وفاة ابنه، إلا أنها أكدت عدم مقدرتها على تحديد سبب الوفاة بسبب"تعفن"الجثة، ومع ذلك كشفه عن وجود احتقان بالحلق ورضات أسفل البطن بالجثة التي شرحها أطباؤها الذين رفضوا طلب والد القتيل مشاهدة الجثة للتأكد من كونها عائدة لابنه. واتهم الفيفي إدارة المستشفى بإهمال جثة ابنه، ما أدى إلى تعفنها، مشيراً إلى أنه رفع شكوى ضد إدارة المستشفى، وطالب بإعادة تشريح جثة ابنه من لجنة أخرى محايدة لحل لغز وفاته. وذكر أن لجنة طبية ستصل إلى المحافظة في غضون الأسبوعين المقبلين وفقاً لتطمينات الجهات ذات العلاقة له. وينظر مكتب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة في شكوى الفيفي التي يتولاها عدد من المتخصصين والقانونيين. وأكد مصدر مسؤول في المستشفى رفض ذكر اسمه"أن المستشفى ليس طرفاً في القضية وأن الأطباء أدوا واجبهم المهني لحظة وصول الجثة"، وأضاف:"أن والد المتوفى طالب بتشريح الجثة، وأفدناه بأن ذلك من اختصاص الطب الشرعي الذي لم يتمكن - بحسب المسؤول - من تشخيص سبب الوفاة لتعفن الجثة، لكنه أكد وجود احتقان في منطقة الأنف ورضوض أسفل البطن". يذكر أن المتوفى كان يبلغ من العمر 30 عاماً وأب لطفلين، وهو كان يعمل في إحدى المحاكم الشرعية.+