فوجئ مغسلو الأموات داخل مغسلة الموتى في العاصمة المقدسة أمس، بتحلل جثة ستيني، ما تعذر معه استكمال غسيل الجثة وسط ذهول وصدمة اقارب المتوفى. وكان الستيني قد فارق الحياة يوم الجمعة الماضي في ساحات المسجد الحرام، حيث اودع ثلاجة الأموات في أحد المستشفيات الحكومية بمكةالمكرمة لحين استكمال إجراءات الحصول على تصريح الدفن. وأوضح اقارب المتوفى شبير أحمد غازي ل«عكاظ» أنهم عازمون على التوجه بشكوى رسمية صباح اليوم الى مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة ضد ادارة المستشفى الحكومي لهذا القصور، فيما تعذر على «عكاظ» الحصول على تعليق رسمي من ادارة المستشفى أو الناطق الرسمي للشؤون الصحية فواز الشيخ الذي لم يتجاوب مع اتصالات «عكاظ» المتكررة. من جهته، أكد الناطق الرسمي الملكف لشرطة العاصمة المقدسة المقدم زكي الرحيلي أنه يجري التحقيق لمعرفة سر التعفن وسبب الوفاة، بينما تشير المعلومات الاولية إلى أن الوفاة كانت بسبب جلطة قلبية حادة، وأن سبب التعفن مبدئيا يعود لبقاء الجثة يومين داخل دورات المياه في ساحات المسجد الحرام، موضحا ان الجثة سلمت عن طريق مخفر الحرم المكي لمستشفى حكومي في مكةالمكرمة. وكشفت مصادر ل«عكاظ» داخل مغسلة الاموات ان هذه الحالة ليست الاولى التي تصل الى المغسلة من المستشفى ذاته، حيث سبق أن مرت حالة مشابهة لمثل حالة جثة الستيني الحالية، وهو ما يؤكد وجود قصور وخلل في ثلاجة الموتى، مطالبين بضرورة تحرك جهات رقابية للوقوف على ثلاجة الاموات في المستشفى المعني ومتابعة وضع الثلاجات والتأكد من جاهزيتها لاستقبال جثث الموتى، حتى لا يتكرر ذلك القصور مرة اخرى مع حالات جديدة، لا سمح الله. من جهته، أوضح يونس (الابن الاكبر الفقيد) ل«عكاظ» أن والده خرج من المنزل قبل ثلاثة أيام وهو بكامل صحته إلا أنه لم يعد، مبينا أنه وبالسؤال عنه لم يجدوا له أثرا. وأضاف «ذهبنا الى شرطة الحرم المكي الشريف، حيث كان الوالد يكثر من الذهاب للحرم، وهناك سألنا عنه في مخفر الحرم إلا أننا لم نجد أي نتيجة، وبدأنا رحلة البحث في المستشفيات لكن دون جدوى، وفي اليوم التالي فوجئنا باتصال من مخفر الحرم يؤكدون فيه ان الجثة وجدت في ساحات الحرم ونقلت لثلاجة الاموات، مشيرين إلى أن والدنا توفي وفاة طبيعية. واستطرد يونس يقول «بالفعل قمنا بالتوقيع على استلام الجثة ولكن عند ثلاجة الاموات كانت الصدمة حيث وجدنا جثة والدي متعفنة وتنبعث منها الروائح، وهنا السؤال: هل الخلل في المستشفى أم في بقاء الجثة خارج الثلاجة بعد الموت». وقال يونس إن ما عزز من شكوكهم «ان المغسلين في مغسلة الاموات ابلغونا ان هذه الحالة تكررت معهم».