مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير جامعة الملك سعود أبدى عدم رضاه عن مخرجاتها ... وقلقه من تسرب الأطباء "المميزين" . العثمان : "برنامج الملك عبدالله للابتعاث" فرصة ذهبية تتيح التركيز على "الجودة"
نشر في الحياة يوم 30 - 01 - 2008

قبل نحو أقل من عام تولّى الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان الكرسي الأول في جامعة الملك سعود، كانت تنتظره ملفات عدة، فتح الكثير منها، وزاد عليها عدداً غير يسير، في هذا اللقاء قدّم مدير"الجامعة الأم"السياسة التي يدير بها الجامعة الأكبر في السعودية، وحدّد الأدوار التي ستقوم بها الجامعة نحو المجتمع، والدور المطلوب من عضو هيئة التدريس، وذلك الذي تسعى الجامعة إلى تحقيقه من خلال البرامج التي تجاوزت 23 برنامجاً مستحدثاً، وطالب الجهات ذات العلاقة بأن تتم معاملة المستشفيات المجتمعية كبقية المستشفيات الحكومية الأخرى، موضحاً أن الخدمات الطبية في الجامعة وفي الكليات الطبية تسير نحو الأسوأ بسبب الطريقة التي تدار بها المستشفيات.
وأشار إلى أن الجامعة تعمل مع الجهات الأمنية في السعي إلى تنوير الشباب وإبعادهم عن الأفكار المنحرفة دينياً واجتماعياً وأخلاقياً، خصوصاً أنها تضم بين جنباتها أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، وطمأن مدير جامعة الملك سعود الطالبة الجامعية بأن تعليمها يسير موازياً لتعليم الطالب، مؤكداً أن منشآت المدينة الجامعية للبنات باتت قريبة التنفيذ.
الحديث مع العثمان حديث لا ينتهي عند حد، فالدكتور يعرف الجامعة جيداً، فهو خبرها طالباً ثم عضو هيئة تدريس قبل أن يكون عميد شؤون الطلاب ثم وكيلها للتطوير والدراسات والمتابعة... وهذا مكّنه من وضع الكثير من الأمور في نصابها... وفي هذا اللقاء تحدث بشفافية عرفها عنه الجميع... فإلى الحوار:
أتيت إلى الجامعة كيف كان الواقع... وإلى أين وصلت الآن؟
- في البداية أحب أشكرك أخي الكريم واشكر صحيفة"الحياة"، جامعة الملك سعود كما تعرف جامعة عريقة وعراقتها تستمدها من مخرجاتها، سواء مخرجاتها التعليمية المتمثلة في الطلاب في جميع التخصصات أم مخرجاتها البحثية، والحمد لله مخرجاتها البحثية مكنتها من أن تحتل المركز الأول في تسجيل براءات الاختراع، كما أن مخرجاتها صبت في خدمة المجتمع ولله الحمد وهذا يعزز دورها الفاعل، والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا هو هل منسوبو الجامعة راضون عن هذه المخرجات؟ لا شك في أن الإجابة لا. لأن جامعة بعراقة جامعة الملك سعود وبالدعم الكبير الذي توليه الحكومة يجب عليها أن تكون رائدة في كل شيء، خصوصاً في ظل المتغيرات التي حدثت في منظومة التعليم الجامعي خلال السنوات الأربع الماضية.
أنا اعتقد أن هذه التغيرات التي شهدها المجتمع السعودي لا شك في أن المستفيد منها بالدرجة الأولى هو الوطن، ولكن هناك مؤسسات أخرى يجب أن تستفيد من هذه التغيرات وتأتي على رأسها من وجهة نظري جامعة الملك سعود، إذاً كيف تستفيد الجامعة؟ جامعة الملك سعود في يوم من الأيام كانت جامعة من ثماني جامعات، وكانت هي التي تحملت القبول ويجب عليها أن تقوم بهذا الدور الرئيسي، وبالتالي صُرفت جميع الموارد المتاحة للجامعة في تلك الفترة للوظيفة التعليمية، وهذا اثر في إنتاجها البحثي،اليوم الجامعات العالمية المرموقة لا تعرف بوظيفتها التعليمية فقط، بل تعرف بوظيفتها البحثية، وفي ظل هذه التغيرات الكبيرة في منظومة التعليم الجامعي فإن جامعة الملك سعود وضعت لنفسها رؤية جديدة، وهي أن تكون جامعة عالمية رائدة على المستوى العالمي، لأنها مؤهلة لأن تدخل في هذا المجال.
يعدّ البحث العلمي من أبرز الركائز التي تقوم عليها الجامعة، ما رؤيتكم لتطوير مراكز البحوث في الجامعة؟
- عندما وضعت جامعة الملك سعود الرؤية المستقبلية لها اعتمدت في ذلك على دراسة تجارب أكثر من 98 جامعة عالمية مرموقة... إضافة إلى أنها زارت 28 جامعة في أكثر من 14 دولة متقدمة، وتوصلت في خلاصة هذه الدراسة إلى خصائص الجامعات الرائدة، فوجدنا أن من أهم خصائص الجامعات الرائدة في حال توافر الإرادة السياسية القوية، وهذه والحمد لله نقطة قوة لمصلحة منظومة التعليم الجامعي في البلد.. وجدنا من الخصائص أن تكون الجامعة والمؤسسة التعليمية لديها استقرار في الموارد المالية، ولذلك عملت جامعة الملك سعود على هذا المجال بأنها سيكون لديها أوقاف وشراكات بحثية من الآخرين لتضمن لها مواردها المالية، وعندما تركز الجامعة على البحث فهي تهدف إلى خدمة المجتمع وخدمة الوطن وفي الوقت نفسه هي خدمة للجامعة... الخاصية الثانية هي قدرة المؤسسة التعليمية على استقطاب الموهوبين والمبدعين والمميزين من الطلاب والفنيين والباحثين وأعضاء هيئة التدريس، والحمد لله في هذا اليوم توفر إلى حد كبير هذا الهدف في جامعة الملك سعود، خصوصاً بعد اعتماد برنامج في موازنة الجامعة هذا العام لاستقطاب المميزين، الخاصية الثالثة هي أن تكون العلاقة بين أعضاء هيئة التدريس وبين الجامعة علاقة تعاقدية مرتبطة بفترة زمنية تجدد أو تلغى، بناء على الإنتاجية، والخاصية الرابعة في الريادة العالمية، وهي أن تكون الجامعة جامعة بحثية لا تركز فقط على الوظيفة التعليمية لأن الاهتمام بالبحث هو التطوير للناحية التعليمية، اليوم لا يمكن أن يكون هناك تميز في الإنتاج في تخريج طلاب مميزين والجامعة غير مميزة في البحث العلمي... فتشكلت الرؤية كالآتي:
أن يكون المقر الرئيسي لجامعة الملك سعود هو مقر يركز على البحث والتطوير ويجب أن تكون مخرجات هذا البحث والتطوير تكون له قيمة اقتصادية مضافة للاقتصاد السعودي ولا تكون بحوث تقليدية ليست لها قيمة مضافة بل تكون أبحاث تطبيقية يكون لها دور رئيسي في تحول المملكة العربية السعودية في الاقتصاد المبني على النفط إلى اقتصاد مبني على المعرفة.
في ظل الحديث عن البحث العلمي تقع تحت مظلة الجامعة العديد من الجمعيات العلمية... هل يأخذون في الاعتبار تفعيل هذه الجمعيات لرعاية البحث العلمي؟ وهل هناك رؤية لإيجاد مقر ثابت لهذه الجمعيات؟
- إذا تأذن لي سأعود للسؤال السابق، وفي الوقت نفسه سيكون جزء من كلامي هو إجابة عن هذا السؤال... أنت سألت عن تطوير مراكز البحوث، ونتيجة الدراسة التي قامت بها جامعة الملك سعود بدراسة التجربة العالمية أننا وجدنا في خصائص الجامعات المميزة هو قدرتها على التحالف مع جامعات عالمية أخرى فهذا ما انتهجته جامعة الملك سعود وحتى هذه اللحظة وقّعت جامعة الملك سعود مع 43 عقد خدمات مع جامعات عالمية مرموقة ومراكز بحث مميزة في عدد من الدول المتقدمة... اليوم البحث العلمي في جامعة الملك سعود لم يعد مقتصراً فقط على مراكز البحث، أحد وسائل تطوير مراكز البحوث هو تنوع برامج تمويل البحث العلمي فأصبح مستويات التمويل أو برامج التمويل في الجامعة تتمثل في الآتي:
- برامج كراسي البحث، وهذه تجربة عالمية مرموقة لدى كثير من الدول فاليوم هذا البرنامج استطاع أن يجلب لجامعة الملك سعود للسنوات الخمس المقبلة أكثر من285 مليون ريال.
- برنامج مراكز التميز في البحث العلمي ولله الحمد جامعة الملك سعود فازت الآن بعقدين من وزارة التعليم العالي بقرابة أكثر من 100 مليون، وهي تنافس اليوم على عدد من مراكز التميز، سواء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أم في وزارة التعليم العالي.
- مراكز البحوث - والحمد لله هذا العام - تمتعت بموازنة ممتازة، وهذا دعم جيد للبحث العلمي، وسيمكن مراكز البحوث من تمويل بحوث لأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.
- مراكز البحث والتطوير، وهذه أعلى مرتبة، فاليوم الجامعة في المراحل الأخيرة من إنشاء معهد متخصص في التقنيات المتقدمة، سيبلغ تمويله قرابة 300 مليون ريال وسينشأ في وادي الرياض للتقنية... الذي أصبح أحد المحاضن الرئيسية في تطوير منظومة البحث العلمي، وطبعاً عندنا كذلك مصادر التمويل وصندوق التعليم الجامعة، إضافة إلى مورد كبير جداً لهذا العام، وهو الخطة الوطنية للاعتمادات المالية، التي وفرت للخطة الوطنية للعلوم والتقنية.
تعد الجامعة من أبرز المساهمين في خدمة المجتمع من الناحية الطبية لكن الحديث عن التقصير في هذه الخدمات يتناوله الكثير بين الفينة والأخرى... هل تزف البشرى بتطوير هذه الخدمات، بإضافة مشاريع جديدة طبية إلى صرح الجامعة الطبي، لتكون رسالة الجامعة أيضاً في خدمة المجتمع متكاملة حتى من الناحية الطبية؟
- السؤال هنا في غاية الأهمية"أولاً على مستوى العالم دائماً المستشفيات التعليمية هي المستشفيات المرجعية في الدول كلها، وأشهرها على مستوى العالم، لدينا نقاط قوة ولدينا تحديات، في ما يخص الرؤيا الجامعة لديها الآن خطة لمشاريع صحية تستهدف أن يكون لديها خلال السنوات الأربع المقبلة1650 سريراً، المشاريع اعتمدت ولعل من أبرزها مركز الملك فهد للقلب ب 52 مليون ريال، وسيطرح إن شاء الله في المنافسة خلال الشهرين المقبلين.
لكن هناك تحديات - وأنا متأكد أن الجهات ذات العلاقة ستقف مع الجامعة لتجاوز هذه التحديات، وإلا ستؤثر تأثيراً كبيراً جداً في منظومة التعليم الصحي، وستحد من التوسع في القبول في كلية الطب والكليات الصحية الأخرى والتحدي هذا هو عدم إتاحة الفرصة للمستشفيات الجامعية أن تستخدم النظام التشغيلي نفسه المستخدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي أو مدينة الملك فهد الطبية، وكما تعرف فالموارد المالية لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والموارد المالية لمدينة الملك فهد الطبية هي موارد مالية حكومية. اليوم الخدمات التي تقدمها المستشفيات التعليمية لا تقل بأية حال عن المستوى التوعوي ولا عن كمية الخدمات. الجامعة لديها مشروع وهي تتفاوض مع الجهة ذات العلاقة، ولكن إذا لم يحل هذا الموضوع في القريب العاجل سيكون له تأثير كبير، إذ تسرب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في مستشفى الملك خالد ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، وهذا التسرب هو انتقال من مؤسسة حكومية إلى مؤسسة حكومية أخرى، والآن المنافس لنا هي مؤسسات حكومية، فأتمنى من الجهات ذات العلاقة أن تنضم لمشروع جامعة الملك سعود والمستشفيات الجامعية، لكي نحافظ على المستوى المميز لمخرجات كلية الطب والكليات الصحية الأخرى، ونحافظ على مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الجامعية، وهناك معيار عالمي يقاس بكلفة السرير، يجب أن تخصص كلفة السرير في المستشفيات الجامعية من المخصصات المالية مثل ما يخصص للمستشفيات الأخرى، وإلا ستضطر الجامعة إلى تقليل القبول في كلية الطب، أو إغلاق عدد من الأجنحة في مستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، لأن الجامعة لا تستطيع أن تحافظ على المميزين، وفي الوقت نفسه أن تستقطب أطباء مميزين في وجود المنافسة الداخلية والخارجية.
هل يشكل المستشفيات الجامعيات في الجامعة عبئاً على الجامعة؟
- طبعاً هو عبء، لكنه في الوقت نفسه مسؤولية يجب أن تقوم بها الجامعة، ولكن لا تستطيع الجامعة أن تؤدي الخدمات التي يطمح لها المواطن، سواء الخدمات العلاجية أو الخدمات التعليمية، في ظل النظام التشغيلي الحالي الذي خصص لها، ولكي أكون واضحاً المستشفيات الجامعية اليوم في جامعة الملك سعود لن تستطيع أن تتوسع في خدماتها، وأن تحافظ على المميزين، وأن تستقطب الأطباء المميزين، إلا إذا طبق عليها النظام نفسه الذي طبق على مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومدينة الملك فهد الطبية، فهناك تسرب من الأطباء المميزين، سواء السعوديين أو غير السعوديين لهذه المؤسسات التي داخل مدينة واحدة وبأموال حكومية.
ذكرت تسرّب الأطباء أيضاً هناك تسرب أعضاء هيئة التدريس... ما الطرق أو البدائل لكي تقللون من هذه الظاهرة؟
- بكل وضوح الحلقة الضعيفة في تطوير منظومة التعليمي هو الكادر المالي لأعضاء هيئة التدريس، فكادر أعضاء هيئة التدريس اليوم لا يُمكّن الجامعات ولا المستشفيات الجامعية من المحافظة على المميزين أو استقطاب المميزين، لكن كما تعرف هناك توجيه سام كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده للاهتمام بهذا الموضوع، وأنا متفائل جداً أنه في القريب العاجل جداً سيكون هناك حل جذري لهذا الموضوع.
لندخل في محور آخر، وهو فتح إنشاء كليات في أحياء مدينة الرياض، ماذا تهدفون منها؟ وهل أنتم شعرتم بمشكلة في المقر الرئيسي؟
- طبعاً جامعة الملك سعود لديها مسؤولية تجاه المجتمع، تتمثل هذه المسؤولية في عدد من الوظائف، من أبرزها الوظيفة التعليمية، فيجب على جامعة الملك سعود أن تستمر في زيادة فرص القبول لخريجي الثانوية العامة من الجنسين، وسيتم تحقيق هذا التوسع في المحافظة الرئيسية لمنطقة الرياض، لدينا الآن في أكثر من محافظة، الهدف منها: الحد من الهجرة إلى مدينة الرياض، وتوفير فرص القبول ووجود تخصصات مناسبة لسوق العمل، وكل الكليات التي أقرتها الجامعة لا تخرج عن كليات صحية أو هندسية أو علوم أو إدارة الأعمال، وتم التنسيق بهذا الشأن مع الجهات ذات العلاقة وتخفيف الضغط على المركز الرئيسي للجامعة، والحد من الرسوب والتسرب، ورفع جودة التعليم في المقر الرئيسي، فعدد القبول في المراكز الرئيسية أكثر من ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية للمركز، وهذا يؤثر في جودة التعليم، ويرفع نسبة التسرب.
انتخابات عمداء الكليات ورؤساء الأقسام... هل ستعيد الجامعة هذا النظام؟ وأين تقف أنت من الانتخابات الجامعية؟
- جامعة الملك سعود كأية جامعة أخرى، يحكمها نظام مجلس التعليم العالي، والطريقة التي انتهجتها الجامعات العالمية المرموقة، وهذه من الأشياء التي استفدناها من تجارب الجامعة، إذ درسنا في كل الجامعات نظام الانتخاب ولم نجده، لكن معظم الجامعات لديها لجنة تسمى لجنة الاختيار، وكل مرشح يقدم رؤيته لإدارة هذه الكلية، وعلى هذه الرؤية سيتم اختيار العميد.
أعدت صلاحية العمداء... هل تعتقد أن هذا سيجنّب الطلاب أزمة مراجعة إدارة الجامعة؟
- يجب على الجامعة أن تنتهج منهجية الجامعات العالمية في الإدارة، وشعارنا تحقيق الريادة العالمية من خلال شراكة مجتمعية لبناء مجتمع المعرفة، إذا أرادت الجامعة أن يكون لها موقع على الخريطة العالمية للتعليم العالي يجب أن تمارس الوسائل نفسها التي تمارس في تلك الجامعات العالمية، والصلاحيات التي اعتمدناها تمكّن العمداء ورؤساء الأقسام من ممارسة صلاحياتهم، والصلاحيات نقلت من مدير الجامعة إلى الوكلاء، ويجب أن تنقل منهم إلى العمداء ثم رؤساء الأقسام.
الموظفون يشتكون... يشعرون بالظلم من مجتمع الجامعة، من حيث محدودية الترقيات والفرص الوظيفية... أين تقف من هذه الشكاوى؟
- أخالفك الرأي تماماً، الجامعة لا يمكن أن تبدع إلا بتفعيل جميع منسوبيها، ولا يمكن تهميش الموظفين، والجامعة لا تستطيع إلا أن تحلق بالجناح البحثي والأكاديمي وجناح الموظفين، ولكن يجب أن تعترف أن هناك تقصيراً ولكن ليس على الموظفين، ونحن نعمل ولك أن تنظر إلى عدد الذين تم ترقيتهم في العام الماضي إذ تجاوز 700 موظف، والحديث الآن عن 100 جائزة تحفيزية من 1 ? 50 جائزة، مدير الجامعة للموظف المميز سيمكن من الابتعاث الخارجي، وهناك 50 جائزة لعميد شؤون هيئة أعضاء التدريس تشمل دورات تدريبية خارجية، وهنا لا بد أن تربط الحوافز بالإنتاجية، وأي موظف مميز ومبدع لن يكون أمام الجامعة إلا تقديره.
تسعى السعودية إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب وأصحاب الأفكار المنحرفة... ما الدور الذي يمكن أن تقدمه الجامعة، خصوصاً أنها تضم أكثر من 70 ألف طالب وطالبة؟
- هذا الموضوع في غاية الأهمية، ويجب على الجامعات السعودية عموماً وجامعة الملك سعود بصفة خاصة أن تقوم بدور فاعل في هذا الموضوع، لأنه يدخل في خدمة المجتمع، اليوم لن يحدث إبداع أو تميز أو ريادة إلا في ظل استقرار، والجامعات مسؤوليتها كبيرة، فكما أن المؤسسات الأمنية بقيادة الأمير نايف بن عبدالعزيز حققت نجاحات غير مسبوقة في العلاج الجامعي، يجب أن تقوم الجامعات والمؤسسات التعليمية بالعلاج الفكري، وكما أشار الأمير نايف أكثر من مرة إلى أنه لا بد من هذين العلاجين، وفي هذا الإطار تشرفت جامعة الملك سعود بتبني برنامج الأمير نايف للأمن الفكري وهو تطوير لكرسي متخصص. والجامعة لديها ثلاثة برامج مباشرة وهي: برنامج الأمير نايف للأمن الفكري، وهناك ورشة عمل ستعقد في القريب العاجل برعاية الأمير محمد بن نايف، وهناك مركز وطني لدراسات الشباب وتمت الموافقة عليه وممثل من الجهات ذات العلاقة كوزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة الخدمة المدنية ووزارة الشؤون الاجتماعية، كما أن هناك كرسياً جديداً متعلقاً بالسلوك، ويشرف عليه أحد الأساتذة المميزين، وهو الدكتور عبدالله السبيعي فهذه البرامج هي برامج مباشرة ومركّزة في هذا المجال، والجامعة لا يوجد لديها عذر إلا أن تقدم خدمات مميزة في هذا الجانب.
أبدت هيئة المحاميين السعوديين امتعاضاً واضحاً عند استعانتكم بمحامين أجانب في مكتب حقوق الطلاب؟
- الموضوع فسر في غير موضعه، والجامعة مثلها مثل أية مؤسسة لها أن تستعين بالخبرات الأجنبية، علماً بأن الأولوية للمحامين السعوديين، وسيكون الأولوية لخريجي كلية الأنظمة في الجامعة.
هل كان هدفكم من إنشاء مكتب حقوق الطلاب هو لرفع الظلم عن الطالب؟
- هذا مطبق في الجامعات العالمية المرموقة، ولدينا إدارة قانونية في الجامعة وكان لا بد من أن يكون لدينا مكتب تقبل شكاوى الطلاب، ونحن لم نبتدع شيئاً جديداً؟
تم إنشاء عمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد أخيراً... ماذا تهدفون من هذه العمادة؟
- نهدف إلى تحويل جامعة الملك سعود إلى جامعة رقمية وتقديم الخدمات التعليمية للطلاب عن بعد.
وما مدى رضاكم عن الخدمات الإلكترونية في الجامعة؟
- فيها تطور، لكنها لم تصل إلى المستوى المأمول.
القبول في الجامعة سبّب للجامعة مشكلات كثيرة... ما ملامح القبول في المستقبل؟
- الجامعة تفتخر بأنها قَبِلت في العام الماضي 23 ألفاً، والجامعة يجب أن تستمر في إيجاد المزيد من فرص القبول.
ترعى الجامعة عدداً من الجوائز ويبرز في هذا المجال رعايتها لجائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه، ماذا يعني هذا؟
- احتضان الجامعة لمركز الأمير سلطان هو مصدر فخر واعتزاز لنا، والجائزة هي جائزة عالمية لها بعد عالمي كبير جداً، وتمكن الجامعة من التحالف مع مراكز بحوث عالمية.
"تعليم الفتاة"أين يسير في الجامعة؟ وماذا تم في مشاريع إنشاء مقر البنات الجديد؟
- نحرص على أن تحظى الفتاة بالدرجة التي يحظى بها الطالب من التعليم، وبالنسبة إلى المقر تم اعتماد المبلغ وتم ترشيح الشركات المتنافسة، وخلال 45 يوماً سيوقع العقد وسيتم البدء في بناء المدينة الجامعية للبنات. وهذه المدينة الجامعية للبنات لن تكون بديلة عن المراكز الموجودة حالياً، لأن الجامعة تسعى إلى التوسع في التعليم.
علاقة الأمير سلمان بالجامعة علاقة مميزة، من أين نشأت هذه العلاقة؟ وكيف استفادت الجامعة من دعم الأمير سلمان؟
- الأمير سلمان هو الأب الروحي للجامعة وهو يساند خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد في صنع إنجازات الجامعة، يساعده في هذا المجال نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز وهو صاحب أيادي بيضاء في متابعة الجامعة.
بعد ضم كليات المعلمين وكلية التربية الرياضية على الجامعة... ما سياستكم لتطوير هذه الكليات؟
- رؤيتنا لهذه الكليات يعتمد على حاجات سوق العمل، هناك لجنة برئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية يشارك فيها عمداء الكليات المعنية، وهناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية لدرس حاجات مخرجات هذه الكليات، وبالتالي سيتم رسم مستقبل هذه الكليات.
فتح باب الابتعاث كيف تناغمت معه الجامعة؟
- برنامج الملك عبدالله للابتعاث هو برنامج وطني طموح والجامعة ترى أن هذا البرنامج هو فرصة ذهبية، وهي التي ستمكن الجامعة من التركيز على الجودة، لأنه برنامج نوعي يوفر مقاعد للتعليم الجامعي وللدراسات العليا وهو يقوم بدور محوري واستراتيجي في تطوير منظومة القوى البشرية.
رسائل:
- عميد كلية: أنت أمام فرصة تاريخية لتطوير كليتك في ظل الدعم الكبير لقطاع التعليم الجامعي.
- مدير مكتبك: الإحسان إلى الناس ومساعدتهم وقضاء حاجاتهم.
- مدير المستشفى: من حسن حظك أن الله سبحانه وتعالى قدّمك ومكنّك لتقديم خدمات إنسانية من خلال موقعك.
- عميد شؤون الطلاب: عليك مسؤولية كبيرة جداً لتفعيل الأنشطة اللاصفية واحتواء الطلاب.
- عميد شؤون المكتبات: عليك مسؤولية كبيرة في توفير المراجع لأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
- رجل الأمن في الجامعة: هو خط الأمان في هذه الجامعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.