ينوحون مثل اليتامى على طللٍ غائمٍ في الضلوعِ ويطهون أحزانهم فوقَ نارِ الفجيعةِ يستحضرون الوجوه التي أرهقتهم لكثرةِ ما استمطروها بليلِ السرائرِ ينتابهم فزعٌ سافرٌ ويسيجُ خطوهم الرملُ تجتثهم كلماتُ الحنينِ وتبذرهم مثلَ حَبِّ الحصيدِ على شوكِ أصدائها الآفلةْ *** يشيخون أسرعَ مما يظنونَ يستعجلون الرجوع َ إلى حيثُ كانوا ولا يرجعون سوى تحت جنحِ الظلامِ على متنِ أحلامهم حيث لا شيءَ إلا السرابُ الذي ترسفُ الآنَ آمالهم في يديِهِ وتهوي كصفصافةٍ في الخريفِ تَسَاقَطُ أَوراقُهُا الذابلةْ *** طرائدَ صاروا لوهمِ الحقيقةِ أسرى لأحلامهم يحسبون الزمانَ بما خلفته المطاراتُ في جلدهم من ندوبٍ ويبكون ما لا يعودُ يضيئون ليلَ المنافي بآهاتهم والنواحِ الذي تتقطعُّ منه نياطُ القلوبِ يجرون أيامهم خلفهم كالشياهِ يولُّون أوجههم شطرَ ما يجهلونَ ويمضون نحو الممرِّ الأخيرِ إلى الموتِ يمضون قافلةً قافلةْ. * من مجموعة شعرية تصدر قريباً عن"أدبي الدمام".