وأخيرا ارتطم فريق النصر بحائط الحقيقة، لم يتبق من حلم البطولة إلا الرهان على المستحيل، سقطت الآمال دفعة واحدة من عل، فكان الدوي هائلا، وكانت الفجيعة قاسية، قد يقول أحدهم إن الأمور لم تنته، وإن النصر ما زال في ساحة التنافس، ولكن مثل هذا لا يعرف فريق النصر جيدا، لقد خسر النصر المنافسة على بطولة لم يمتلك منذ البدء الأدوات التي يمكن أن تقوده إليها، لقد آن الأوان ليعرف جمهور النصر الحقيقة المرة، الحقيقة التي غابت عن أعينهم خلف ستار صدارة مؤقتة ومخادعة، خدرتهم عدة أسابيع، وعيشتهم وهما، قبل أن يفيقوا على صدمة التعاون. نعم من يعرف فريق النصر جيدا، يعرف أنه ليس بمقدوره تحقيق البطولة بلاعبين تخشبت وشاخت أقدام بعضهم، منهم من يقف على حافة الاعتزال مثل حسين عبدالغني وأحمد الدوخي، ومنهم من يقف على حافة الوهم مثل سعد الحارثي الذي خذل النصراويين كثيرا، وبرهن على أنه ليس من طينة نجوم النصر الكبار الذين صنعوا مجد النصر وإنجازاته، لقد ترهل هذا اللاعب قبل أن يثبت نجوميته، وما بين الحارثي من جهة، وعبدالغني والدوخي من جهة أخرى يقف مجموعة من اللاعبين الذين يمكن تصنيفهم ضمن فئة متوسطي الموهبة، فمن ذا الذي سيصدق أن فريقا هؤلاء نجومه سيحقق بطولة الدوري؟ لقد نجحت (بوربغندا) إدارة النادي في تسويق السراب على جمهور النادي، واستغلت تعطشهم لتحقيق بطولة الدوري، في إقناعهم بأنه يمكن تحقيق الحلم الذي طال انتظاره بهذه الكومة من اللاعبين، بهذا الركام من أنصاف الموهوبين. إنه وقت الحزن النصراوي، وقت الغضب، وقت المصارحة، والمكاشفة، وكفى إهدارا للوقت، وإضاعة للفرص. فلا أحد يريد أن يبقى النصر (الرجل المريض)، أكثر مما بقي، حتى لا يأتي اليوم الذي يصبح فيه (الرجل الميت). وعلى إدارة النادي أن تعيد تشخيص حالته، وتقديم العلاج الشافي لأوجاعه، وعلله، فالعلاج بالمسكنات أصبح مضرا، بل وقاتلا، أجل قاتلا. فاصلة: امتلأت الجدران الرياضية على الشبكة العنكبوتية بالشقوق، وامتلأت تلك الشقوق بكائنات عجيبة غريبة مؤذية، بعض هذه الكائنات تخرج من ذات الشقوق لتظهر على القنوات الفضائية، بعد أن تقوم وهي في طريقها بتغيير أقنعتها، فتتحدث وبراءة الأطفال في عيونها.