لجأ أكثر من 300 شاب غالبيتهم من طلاب المرحلة الثانوية إلى مركز شرطة السويدي في الرياض الأربعاء الماضي، بعد أن استغلتهم شركة أمنية في حفلة اعتزال لاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال سامي الجابر على حد قولهم. وأكد المشتكون تلقيهم وعداً من أحد المشرفين الأمنيين في الشركة بمنحهم مبلغاً لا يقل عن 350 ريالاً جراء ما سيقومون به، إلا أنه بعد إنهائهم مهامهم الأمنية في الملعب، تم إبلاغهم بأن المبلغ الذي حدد لهم من الشركة هو 100 ريال لكل منهم. وقال طالب المرحلة الثانوية أحمد عسيري:"قبل يومين من حفلة الاعتزال، حضر أحد موظفي الأمن في الشركة وهو يقطن في حيِّنا، منادياً بأعلى صوته من يرغب في العمل ك"سكيوريتي"في مباراة اعتزال الجابر؟ ليجتمع حوله العشرات من أبناء الحي، الذين بدورهم بلّغوا أصدقاءهم ومعارفهم، وفي صباح اليوم التالي اجتمع نحو 300 شاب أمام أحد مشاريع الشركة وحدد لنا موعد المقابلة أمامها". وأضاف:"كان أول سؤال سأله الجميع هو قيمة المكافأة، وأخبرنا المشرف أنها لن تقل عن 350 ريالاً لتعم الفرحة الجميع، إلا أنه تم خداعنا بعد المباراة". وتدخل زميله عاطف فقيه، قائلاً:"يحاول المشرف إقناعنا بتسلم مبلغ ال 100 ريال، إلا أن الغالبية رفضوا الأمر، باستثناء البعض ممن تخوفوا من التهديد بالسجن إن لم يسلّموا الزي الرسمي للشركة ويقبلوا بالمئة ريال". وأضاف:"حضرنا يوم المباراة حوالى الثامنة صباحاً لنتسلم الزي، وبعد انتهائها عند الساعة 11 مساء انتظرنا المشرف الذي لم يصل إلا متأخراً، ونجح في إقناع بعضنا بتسليمه البزّة وتسلم المئة ريال، بينما طلب من الغالبية الذين رفضوا الأمر انتظاره في الموقع إلى أن يفاوض المسؤولين في الشركة، وانتظرنا إلى الثالثة صباحاً ليخبرنا بمقابلته صباح اليوم التالي". وبحسب علي الأحمري، تم تهديد البقية في اليوم التالي بضرورة تسليم الزي الرسمي للشركة، وانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات، وقال:"توجهنا إلى شرطة السويدي لتقديم شكوى في الموضوع، ولا ننكر أن شرطة السويدي تعاطفت معنا، إلا أننا ندرك ضعف موقفنا، إذ لا نملك أي عقد، ولكن مع ذلك لدينا أمل بألا يضيع حقنا، وفي أن يسمع كبار المسؤولين في الشركة صرختنا ويعيدوا لنا حقنا". بدوره، قال زميلهم ميرق العتيبي:"منذ اليوم التالي للمباراة ونحن نجتمع يومياً أمام أحد مشاريع الشركة، وبالنسبة لبعضنا فمطالبتنا من باب عدم قبولنا بأن نكون ضحية تحايل، أما بالنسبة للكثيرين فأسرهم تنتظر هذا المبلغ، إذ أذن لهم ذووهم بأن يتغيبوا عن مدارسهم، إلا أنه تم تخييب آمالهم".