على رغم ملامسة درجات الحرارة لحاجز الدرجتين، إلا ان شباناً سعوديين يعملون في غسيل السيارات في أماكن متفرقة من مدينة الدمام، لم يتوقفوا عن عملهم، الذي يمثل لكثير منهم مصدر الدخل الوحيد. واعتاد سكان الجلوية في الدمام، أثناء مرورهم بمواقف مستشفى الدمام المركزي الشمالية، لسنوات عدة، على رؤية هؤلاء الشبان، يحملون معهم أوعية الماء وأقمشة التنظيف، وبخاصة من بعد صلاة العصر وحتى ساعات متأخرة من الليل. ولا تكاد تخلو ساحة المواقف من هؤلاء الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين ال15 وال30 عاماً، يقفون إلى جانب براميل سوداء، يزودها بالمياه الحلوة صهريج متنقل، يوفرها لهم بسعر الكلفة. ومع دخول الشتاء، وشدة البرودة لا توجد إلا قلة منهم، قد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ويكون بينهم غالباً مبارك، في منتصف العشرينات، الذي يزاول غسيل السيارات منذ سنوات، ولدى غسيله سيارة من نوع"بورش"رياضية فاخرة، مازح"الحياة"قائلاً:"كل ما أمتلكه من مال لا يعادل قيمة أحد مصابيحها". ولا يبالي مبارك ورفاقه المتبقون في الساحة، بشدة البرودة. ويقول:"آتي إلى هنا لأقوم بعمل إضافي بالنسبة ليّ، إذ أعمل في إحدى المؤسسات الخاصة، ولكن راتبي لا يكاد يكفي لآخر الشهر". ولدى مبارك زبائن يقصدونه صيفاً وشتاء لغسل سياراتهم،"البعض يأتي بسيارته، ويتركها، ويذهب لقضاء أشغاله، فأقوم بالاهتمام بها"، موضحاً ان سبب تردد الشبان علينا يكمن في"أننا نقوم بتنظيف السيارة، وننتبه إلى أدق التفاصيل، ونقوم بعملنا يدوياً، ولا نبالي لو اضطررنا إلى تنظيف سيارة واحدة لمدة ساعتين متواصلتين، بين غسيل داخلي وخارجي، وتلميع". ولا يقتصر العمل في ساحة المواقف على السعوديين، فأبو كمال عامل مصري الجنسية، لكن هو الآخر يعمل منذ سنوات في غسيل السيارات، وخصوصاً في هذا الموقع، ولديه أيضاً زبائنه. ولكن بسبب برودة الجو الشديدة اضطر للعمل في الفترة بين العصر والمغرب. وتختلف تسعيرته في الغسيل فهي"تبدأ من عشرة ريالات وتصل إلى 50 ريالاً للسيارة الواحدة، في حال طلب الزبون تلميعاً بالشمع". أما الآن"فبالكاد نغسل سيارتين أو ثلاثاً، بسبب برودة الجو، وقلة الزبائن وكثرة الأمطار". ولا يواجه غاسلو السيارات في المواقف، من سعوديين ومقيمين، أي مضايقات، سواءً من الشرطة، أو البلدية، وحتى من إدارة المستشفى. ويذكر أبو كمال"إقامات الأجانب نظامية، ولا نعمل إلا في هذه المهنة، وهي تدر علينا رزقاً وفيراً، لكن أثناء البرودة أو الحرارة الشديدتين يقل الدخل اليومي".