أكد خبراء اقتصاديون أن خطوة مؤسسة النقد العربي السعودي برفع الاحتياطي النظامي للمصارف من 9 إلى 10 في المئة، جاءت في مصلحة محاربة التضخم، إضافة إلى تخفيف الأثر في سوق الأسهم. وقال هؤلاء في تصريحات إلى"الحياة"إن خفض سعر الفائدة التي أقرتها المؤسسة، جاء متماشياً مع القرار التي اتخذته السلطات النقدية الأميركية بخفض سعر الفائدة بسبب ربط الريال بالدولار. وخفضت مؤسسة النقد العربي السعودي البنك المركزي سعر الريبو العكسي 4 إلى 3.5 في المئة، وتركت سعر الريبو القياسي من دون تغيير عند 5.5 في المئة، وفقا لما قاله مصرفيون في الرياض ودبي نقلاً عن مذكرة لمؤسسة النقد. كما رفعت المؤسسة الاحتياطي الإلزامي للمصارف إلى 10 في المئة من الودائع من 9 في المئة، لترغم البنوك على الاحتفاظ بمزيد من الأموال في خزائنها. وقد رفع البنك المركزي شروط الاحتياطي في الأول من تشرين الثاني نوفمبر الماضي للمرة الأولى في 27 عاماً. وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي خفض سعر الفائدة الأساسي بواقع ثلاثة أرباع نقطة مئوية أول من أمس الثلثاء، في تحرك طارئ لدعم الاقتصاد الأميركي الذي يعاني بشدة من تأثير أزمة الرهن العقاري. وقال مدير مكتب استشارات اقتصادية خالد الحارثي، إن"التخفيف من الأثر الناتج من ربط الريال بالدولار، هو سبب زيادة الاحتياطي النظامي للبنوك المحلية من 9 في المئة إلى 10 في المئة بعد خفض سعر الفائدة، واصفاً الزيادة ب"الخطوة الإيجابية والمتوقعة". وأوضح أن سبب خفض سعر الفائدة جاء"متماشياً مع الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة الأميركية بخفض سعر الفائدة بنسبة ثلاثة أرباع في المئة، وذلك بسبب ربط عملة الريال بالدولار"، مشيراً إلى أن"تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد الأميركي أثرت في الريال السعودي". وأضاف أن التفاعل مع السياسة النقدية الأميركية من"ساما"سببه"مكافحة التضخم في السعودية"، معتبراً أن خطوة زيادة الاحتياطي النظامي"تصب في هذا المسار، لأنه عندما نحلل التضخم بنظرة علمية نجد أن ربط العملة هو السبب الأساسي". وشدد الحارثي على أن هذه الخطوة"يجب أن تتواءم مع السياسة المالية، وذلك بعمل حد للتضخم عبر زيادة متابعة التجار لحماية المستهلك، نظراً إلى أن الخطوة تزيد من السيولة والتي ستؤثر في زيادة الأسعار". وشدد على ضرورة"حماية المستهلك عبر توعيته من طريق وسائل الإعلام، إضافة إلى مراقبة البضائع والمواد الغذائية". ومن جهته، أرجع أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة فيلالي سبب خفض سعر الفائدة أمس، إلى"ارتباط اقتصاد المملكة باقتصاد الولاياتالمتحدة الأميركية، وتأثرها بما يحدث هناك، خصوصاً في إطار ربط الريال بالدولار"، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة خفضت سعر الفائدة، ما أدى إلى اضطرار مؤسسة النقد العربي السعودي إلى خفض سعر الفائدة". واعتبر أن ذلك جاء"لمصلحة المستثمرين في محاولة للخروج من أزمة سوق الأسهم".